|
طب كثيرة هي الحوادث التي يتعرض لها الناس يومياً من كسور وجروح وحروق وحالات تسمم مختلفة، والكثير منا من صادف شخصاً أصيب بحادث ما وهنا يأتي السؤال.. ما الإسعافات الأولية التي يستطيع الإنسان تقديمها حتى يواجه مثل هذه الحوادث، مع العلم أن أي تصرف خاطئ أوإهمال في إسعاف المصاب وتأخير نقله إلى أقرب مركز إسعافي قد يتسبب في حدوث أذية إضافية تزيد الخطورة أحياناً وقد تتسبب في الوفاة.
ويجب على المسعف في البداية الاحتفاظ بهدوئه التام والتفكير بالطريقة الأنسب لمساعدة وإسعاف هذا المصاب. 1- إسعاف المصابين بالجروح: وهنا يجب إبعاد المادة المسببة للجروح ورفع قطع الزجاج الكبيرة المسببة للجرح ويجب عدم وضع أي مادة غير معقمة على الجرح (مثل البن المطحون، أو رماد السجائر) لأنها تعيق تنظيف الجرح وتسبب التجرثم.. وفي أغلب الحالات يمكن إيقاف النزف بالضغط على الجرح بواسطة شاش معقم أو ربط الطرف أو الإصبع برباط خاص أو قطعة قماش نظيفة وبالضغط المباشر باليد أو الإصبع، ويساعد رفع الطرف المصاب فوق مستوى الصدر في تخفيف النزف، وإذا كان النزف غزيراً بوجود شخص له خبرة يمكن الضغط على الشريان المغذي لمنطقة الإصابة ويجب نقل المصاب بأسرع مايمكن إلى أقرب مستشفى.
في حالة انقطاع إصبع نتيجة إصابة قوية قاطعة يمكن وضع الإصبع المقطوع في كيس مع ثلج وربط مكان الجرح لإيقاف النزف ونقل المريض بسرعة إلى المستشفى، مع العلم أن الثلج يحفظ الإصبع المقطوع حياً نحو 4-6 ساعات. 2- إسعاف المصابين بالحروق: يجب عدم وضع أي مادة غير معقمة على الحرق مثل معجون الأسنان لأنه يسبب إعاقة تنظيف الحرق وعلاجه، وبالنسبة لحرق المادة الكيميائية يجب غسل العضو المصاب بكمية كبيرة من الماء ولمدة ثلث ساعة للتخفيف من تأثير هذه المادة وإذا كانت المادة جافة يمكن إزالتها بقطعة قماش أوفرشاة ويجب رفع المجوهرات والثياب عن الجسم وعند إصابة العين بمادة كيميائية يجب غسلها بالماء أيضاً مع تجنب إيصال الماء للعين الثانية إن كانت غير مصابة، وإلا تغسل العينان معاً. من الخطأ محاولة تعديل المادة الكيميائية الحامضة بمادة قلوية أو بالعكس، لأن هذا يسبب أذية كبيرة ويعتبر خطراً. 3- إسعاف المصابين بالصدمة الكهربائية: في البداية يجب محاولة إبعاد المصاب عن مصدر التيار الكهربائي مع ضرورة حماية المنقذ حيث يتم أولاً إطفاء مصدر الطاقة أو إبعاد السلك الكهربائي بأداة جافة ذات مقبض خشبي أو عمل اتصال أرضي مناسب لتحويل التيار ويتم إبعاد المصاب باستعمال الأقمشة الجافة أو الأحزمة الجلدية، وهنا إذا كان المصاب غائباً عن وعيه مع توقف القلب والتنفس نباشر عملية الانعاش القلبي الرئوي إن توافر الشخص الخبير بإجرائها. وإذا كان المصاب صاحياً ننتبه إلى الحروق ومكان الرضوض، وإذا كان هناك كسر أولاً، يجب نقل المصاب بسرعة لأقرب مستشفى. 4- إسعاف المصابين بالكسور: يجب عدم تحريك منطقة الكسر مطلقاً حتى لاتحدث أذية شريانية أو انقطاع أوتار، ثم نحاول وضع قطعة خشبية أوبلاستيكية قاسية مسطحة على جانبي العضو المكسور مع إراحته ونلف حولها رباطاً أو قماشاً حسب مايتوافر ويحافظ على ثبات العضو ما أمكن خلال نقله إلى المستشفى. بالنسبة للإصابة في العمود الفقري: فهنا عند وجود أدنى شك بوجود مثل هذه الإصابة يجب عدم تحريك المصاب مطلقاً، والاتصال بالجهات الطبية لنقله، وإذا لم تتوافر يجب محاولة وضع المصاب على لوح خشبي عريض قاس يتحمل وزنه بمساعدة عدة أشخاص يرفعونه في نفس الوقت، حيث يدار المصاب عن جانبه قليلاً لوضعه على اللوح الخشبي ثم يحول إلى ظهره. عندما يكون المصاب فاقدا للوعي يجب معاملته وكأنه مصاب بكسر في العمود الفقري. 5- إسعاف المصابين بالتسمم: مواد مختلفة قد تسبب التسمم منها الأدوية بأنواعها عن طريق أخذها بطريق الخطأ أو عن قصد والمنظفات ومبيدات الحشرات والقوارض ومشتقات البترول والمواد الكاوية، ولدغة الأفاعي والعقارب والحشرات السامة، وهناك الغازات والأبخرة مثل غاز أول أكسيد الكربون. يجب نقل المصاب بأسرع مايمكن للمستشفى مع إحضار العبوات الخاصة بالمادة السامة ويوضع المصاب على جنبه وينظف الفم والبلعوم ويمكن تشجيع المصاب الواعي على التقيؤ أو نحرض التقيؤ لديه بدغدغة البلعوم، أما المريض المغمى عليه فيجب أخذه إلى المستشفى بسرعة. عند شرب مادة كاوية نعطي كمية كبيرة من الماء ليشربها المصاب حتى نخفف تركيز المادة الكاوية- التسمم بغاز الفحم- ويحدث عند وجود شخص في سيارة محركها يدور في كراج مغلق، أوعند وجود مدفأة حطب سيئة التهوية في غرفة مغلقة، وهوغاز لارائحة له ولا يخرش ويسبب صداعاً وغثياناً وضيق نفس وربما غياب الوعي وحتى الوفاة وهنا يجب إخراج المصاب بسرعة من المكان المغلق والعلاج هو إعطاء الأوكسجين. وفي حالة لدغة الأفعى: نقوم بوضع رباط ضاغط مطاطي أعلى وأسفل مكان اللدغة وعلى بعد 5 سم منه ويربط بحيث يبقى النبض الشرياني محسوساً، ويدفأ المريض وينقل إلى أقرب مركز إسعاف ولايجب محاولة امتصاص السم بالفم من مكان اللدغ. وبالنسبة للتسمم الغذائي: يحدث لدى المصاب ألم بطن، وإقياء وإسهال وهناك درجات متفاوتة من التسمم الغذائي، وعلاجها عادة أسهل من غيرها من التسممات ويجب على المصاب مراجعة المستشفى والأفضل إحضار المادة الغذائية التي تناولها المصاب (معلبات أو أكل فاسد). الاختصاصي في طب الطوارئ والعناية المشددة |
|