تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هي/ هو

الرسم بالكلمات
الاثنين 13-6-2011
قصي لوباني

وحيداً كان في اللاشيء

يبحثُ عن أناهْ‏

يرهفُ سمعهُ لصدى المداخلِ‏

يبحثُ عن خُطاهْ‏

أين الطريق؟‏

يفكّرُ تارةً‏

ويعدُّ أنمُلَهُ.. لعلّ منارةً‏

تعلو أمامَهْ‏

يفكّرُ بالولوجِ‏

لعلّ مزاهراً.. تصبو غيابَهْ‏

وحيداً كان في اللاشيءِ.. وحدَهْ‏

وآخراً “هيَ”‏

وتساؤلاتٌ عن حياةٍ..لا مماتْ‏

فاليأسُ أضعفُ أن يُكَرِّسَهُ أسىً‏

هذا رهانٌ جائزٌ‏

هذا رهانٌ خاسرٌ‏

“كلا”..!‏

لم يكترث أبداً لصُنّاعِ السرابِ‏

من التطيُّرِ والنبيذْ‏

لم ينحنِ للذُعرِ مرّة..‏

يهوى الصعودَ.. فزهرُ الأرضِ‏

لا يُغنيهِ عن زهر الجبالْ..‏

ونجمٌ حائرٌ في اللا سُدى..هو غايَتُهْ‏

أين الطريق؟‏

غمامةٌ أخرى ستعلو دونَهُ‏

وندى الشتاء يخالهُ حبْلاً أتاهْ..‏

لكنّ أثقالاً تُحيطُ بأرجُلِهْ..‏

قد عافها زمناً‏

وهاهو لا يُحرّكهُ المصيرْ‏

أيعقلُ أن يظلّ أسيرَ مأزقهِ‏

فلا يقوى الولوجَ ولا الصعودْ..؟‏

يفكّرُ تارةً.. ويعدُّ أنمُلَهُ..‏

وراءَ البابِ يقبعُ مَن أحبّ‏

وراءَ البابِ فوج من عبيرْ‏

وهو المُحاطُ باندفاعٍ مُبْهَمٍ‏

وهو المُحاطُ بألفِ قَيْظٍ جائرٍ..‏

وحيداً كانَ في اللاشيءِ وحدَهْ‏

ساقاهُ قد يَبِسا‏

ويداهُ لا يقوى يُحَرِّكَهَا‏

عيناهُ تنطفآنِ حيناً.. وحيناً تبدوانِ شرارةً‏

فمهُ نشيدٌ ساكنٌ.. أذناهُ نبعٌ للغُبارْ‏

وحيداً كانَ في اللاشيءِ وحدَهْ‏

وآخراً “ هي” وتناقضٌ “هو”‏

مرّ النسيمُ على خُصيلاتٍ‏

برأسهِ برعَمَتْ‏

يجولُ بعينيهِ.. يفرحُ‏

فـالآن..آنسَ مخرجاً‏

آنسَ البُشرى.. وأمعنَ بالرحيلْ..‏

هل ذا سؤالٌ آخرٌ يخشاهْ؟‏

والوجهُ في عينيهِ.. يأتي.. يقترب‏

يغدو قبالتهُ.. أحقّاً”هاهيَ”؟‏

هذي الذراعُ ذراعها تسحبهُ من كَفَنِهْ‏

أحقّاً “هاهيَ”؟‏

هذا الطريقُ يلفّهُ ويلفُّها‏

هذا المدى المفتوحُ‏

فوجُ الياسمينِ.. صدى المزاهرِ‏

أيعقلُ”هاهيَ”؟ أيعقلُ”هاهيَ”؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية