تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


موسكو وبكين تقاطعان المناقشات

الثورة
الصفحة الأولى
الاثنين 13-6-2011
منذر عيد

رغم اختلاف اللغتين الصينية والروسية الا ان رسالتهما إلى المتآمرين على سورية.. كانت بلغة واحدة .. سلسة وبسيطة.. لم تكن بحاجة إلى ظرف أو ساعي بريد.. ليكتفيا بمقاطعة الجلسة التي عقدت في مجلس الأمن الدولي لمناقشة مسودة قرار لمناقشة الوضع في سورية.

رسالة بالغة الوضوح.. ليست بحاجة الى ترجمة.. مفادها ان ما يجري في سورية ليس بحاجة إلى مجلسكم .. ولا إلى تدخلاتكم التي باتت مفضوحة بأنها تدخلات من اجل أهداف وغايات شخصية دنيئة.. رسالة قوية التعبير بان روسيا والصين لن تقفا حال المتفرج مما يجري في سورية من أحداث باتت مكشوفة وواضحة، وبان الأمر عبارة عن عصابات وتنظيمات مسلحة ومدربة لم تأت من الفضاء..يسيرها بعض من يحن الى زمن الانتدابات والسلاطين.‏

وحول هذا الاجتماع قال دبلوماسي في الأمم المتحدة، فضل عدم ذكر اسمه إن روسيا والصين تريان أنه ليس من الضروري حضورهما.‏

الموقفان الروسي والصيني ليسا بالجديدين ، فالبلدان لعبا دورا أساسيا في عدم تداول مباحثات في المجلس سابقا حول إصدار قرار عن المجلس يتعلق بما يحدث في سورية، كما لمحتا إلى إمكانية استخدام حق النقض «الفيتو»، في حال اضطرتا، لمنع صدور أي قرار من هذا النوع.‏

حيث قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في وقت سابق إن روسيا ليست على قناعة بأن مشروع القرار المعدل المطروح حول سورية يمكن أن يسهم بإجراء حوار وبلوغ تسوية سياسية، وأنه يمكن أن يسفر عن عواقب معاكسة . فيما كانت الخارجية الصينية دعت في بيان سابق القوى الخارجية إلى ألا تتدخل بالشؤون الداخلية السورية مبدية أملها بأن يلعب المجتمع الدولي دورا بناء بهذا الصدد.‏

الموقف الروسي والصيني ازاء محاولة البعض إصدار قرار إدانة ضد سورية في مجلس الامن ليسا الوحيدين فهناك دول اخرى اعضاء غير دائمين تقف ذات الموقف مثل لبنان والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، التي لها حاليا مقاعد في مجلس الأمن لا يوافقون على نص القرار.‏

حيث اكد وزير الخارجية البرازيلي انتونيو باتريوتا أن سوريا تلعب دورا رئيسيا في استقرار الشرق الاوسط، مشيراً إلى أن أي قرار ضد دمشق سيزيد التوتر في المنطقة.‏

وكان وزير الخارجية السيد وليد المعلم قال في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان تبني مجلس الامن لاي قرار حول سورية هو رسالة لتشجيع المتطرفين والارهابيين وتدخلاً في الشؤون الداخلية, معبرا في الوقت نفسه عن التزام الحكومة بالاصلاحات.‏

ضغوط باتت ثابتة وواضحة من قبل الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا ضد سورية، للنيل من مواقفها واجبارها على تقديم تنازلات كبيرة.. يقابلها موقف ثابت ونهائي من قبل روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوبي افريقيا بعدم جدوى أي قرار يدين سورية.. بل على العكس فإن ذلك سوف يضرب الاستقرار فيها .. ويوجه رسالة عكسية الى التنظيمات الارهابية مفادها المضي قدما في ترويع الشعب والقيام بالاعمال العدوانية والاجرامية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية