تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من وحي العطلة

شباب
13 / 6 /2001
عبد الغني جاروخ – غزل عبد الجواد - ادلب

غائمة أفكاري.. كذاك اليوم، بين سيبويه وابن جني أفرغت شحناتي، وبين مدرسة الكوفة والبصرة..التقيته..! كنت أمشي بفعلِ سلوكيّ لاإرادي وقد سلبني الفارسيّ.. فرس إرادتي.

كان الجو مشحوناً باللغط والتمتمة والويل..أمام امتحان النحو، وشبح الحال ترصّد أبواب الذاكرة كونه من شرح شذور الذهب والذهب غالِ هذه الأيام..!؟‏

والطلاب عصية عقولهم عن فهمه، وبين العرب ومدارسها ضاعوا.. وضاعت أحوالهم.‏

صعدت الباص ليركبني الهم..وبينما ننتظر ليكتمل عدد الركاب سألني أحدهم: هل درست جيداً؟.‏

والحال..؟‏

نوعاً ما، مع عدم تركيز.‏

لمَ هذه التعددية في الآراء؟ رد أحدهم: لولا هذه التعددية المتجذرة لما كنا ندفع الثمن.. وكنًا وكنتم.. لم أفهم قصده وبالأحرى..هم الامتحان أكبر من تحليلاتي..‏

كان هذا المتكلم في المقعد الخلفي..أضاف ألديك مثال عن الحال السببية؟ ومن شتات ذاكرتي استرجعت مثالاً قرأته ليلاً.. وبدأ الحديث: أحكام الحال تحكمنا.. كلماته غريبة وأنا في موضع لا استطيع التفسير أكثر، وبعد فترة وصلنا، وشاءت الأحوال أن تكون أرقامنا متلاحقة.‏

ابتسم، إذا سنجلس قرب بعض ونتعاون..لا تنسي الحال السببية؟‏

لا تخف.. لكن المراقب سرعان ما أبعدنا ولأجل الصدفة جاء سؤال الحال، وأنا بعيدة عنه تمنيت لو يتذكر حديثنا..‏

وانتهى الامتحان..‏

كان المطر خفيفاَ وأنا أعشق عطر التراب المندى.. مشيت ناسية الأمر، ناداني: لو سمحتِ يا آنسة!! أيمكن أن تخبريني عن نتيجة المواد فأنا من غير محافظة ؟‏

في البداية ترددت، تذكرت نفسي وأنا في السنة الأولى في دمشق وكنت أحتاج من يخبرني نتائجي.‏

مرّت الأيام وجاءت النتيجة، نجحت فيها وهو لا ترددت بادئ الأمر في إخباره لكنه عرف لاحقاً... ومرّ شهران آخران، نسيته كأي موضوع عادي...إلى أن كلمني وكان حنيني لدمشق بشغفه، قال: إنه في القيمرية بكيت، لم يجد مبرراً، فأخبرته بعلاقتي الأزلية بدمشق وحبي لها تعجب وانهينا الكلام... ليكلمني في اليوم الثاني والثالث والرابع كطلاب همهم ترفيع المواد وعجزهم أمام سلّم التصحيح إلى أن قال لي: أريد محادثتك بموضوع، مسكت قلبي بيدي، تعودت عليه، أفكاره جنونه، مشاكله، وكأنني عرفت الموضوع، حاول تأجيل التكلم به إلى أن نلتقي شخصياً لكن فضولي الأنثوي رفض، وبصوتي الداخلي رجوته: لا تقل الذي كنت أخشاه.. وهذا ما حصل بدأ بنحن وأنتم وشريط العبور حاولت شرح الموضوع، وكأي فتاة احترت.. كانت ليلة مشوبة بالألم.. بالعذاب ومشبعة بالحب وعليّ الاختيار، لم أنم حتى الصباح وجاء هاتفه قلت له: لا، حاول إقناعي شعر بضعف أسبابي.. قطعت اتصالي به لأيام، كلّمني مجدداً، قلت له: لا أريد حبي كشجر بلا ثمر ولا نقدر معاً على الإثمار...!؟خانتني شجاعتي.. لغتي.. وأفكاري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية