|
شباب المتعة واللهو واللعب.... لكن ثمة فئة من الشباب تحول ظروفهم الاجتماعية والأسرية بين كل هذا ويشكل لديهم الصيف عبئاً ثقيلاً يزيد من حرارة أشعة الشمس النافذة إلى الجسم، ونظراً لأثر الحرارة المفرطة المميزة لفصل الصيف وأثر هذه الحرارة على الدماغ الذي
سيتحول إلى كمية من الحرارة قليلة الاشتغال ميالة إلى الخمول والفتور. وكما ينتظر الكثير من تلاميذ وطلاب المدارس والجامعات الصيف لينعموا بالراحة طول اليوم والسهر ليلاً أمام التلفاز أو التسكع في الشوارع والتنزه مع الأصدقاء أو الأهل... ينتظر الكثيرون أيضاً الصيف بحثاً عن الرزق وادخار بعض النقود لأيام الشتاء الطويلة ومصروف المدرسة والجامعة، إضافة إلى تعلم مهنة
تضمن مورداً للرزق بعد أن أصبحت العديد من الشهادات الجامعية غير مطلوبة في سوق العمل. فكيف يقضي شبابنا عطلتهم الصيفية.. هذا ما حاولنا الإجابة عليه من خلال لقاءاتنا مع مجموعة من الشباب: زيارة البحر إيهاب طويل (طالب معهد ): انتهيت من الامتحان وخرجت منه متعباٌ نفسياً وأريد أن أمارس نشاطاتي التي حرمت منها أوقات الدراسة وهي الذهاب إلى الصالة الرياضية وإعادة اللياقة لجسدي ومنها سأسجل لدورة إتقان اللغة الإنكليزية لأزيد من خبرتي ومعرفتي كما أنني سأجتمع مع أصدقائي لاني لم أزرهم منذ فترة طويلة وان نذهب في رحلة إلى شواطئ بلادنا الجميلة.
أما مصطفى نعنوع (18 سنة) يقول: لا أفكر بشي سوى الذهاب في رحلة طويلة إلى محافظة اللاذقية لقضاء فترة من الراحة أمام البحر الجميل للتخفيف من الضغط الذي عشته طويلا في الدراسة والخوف الذي رافقني طيلة أيام الامتحانات ونفس الأمر تؤكده ديان حمدون (18 سنة) التي تنتظر بفارغ الصبر الانتهاء من الامتحانات للخروج مع عائلتها إلى الساحل السوري وقضاء فترة من الراحة مع أسرتها على شاطئ البحر. للسفر صلاح بعث (طالب ثانوي) يقول: أريد أن أقضي الصيف في السفر إلى السعودية لزيارة والدي , كما أنني سأسافر مع أصدقائي إلى مناطق جميلة نقضي فيها أوقات فراغنا وسأعمل على تعلم اللغة الانكليزية لأستطيع أن أفهم بعض العبارات عندما أسافر إلى دول أجنبية..
بينما ريم دعبول 20سنة (طالبة معهد) تقول: إلى الآن لم يخطر ببالي أي شي ولكن أرغب في السفر إلى ايطاليا لزيارة أخي والتعرف على حضارة تلك المنطقة.. أما محيو عبدان (19 عاماً) يقول: بكل تأكيد هذه الفترة هي الوقت المناسب للخروج وزيارة المناطق السياحية خارج سورية وأنا أرغب في السفر مع أصدقائي إلى تركيا بهدف السياحة وأرغب أيضاً في أتباع دورة لغة تركية. فرصة لكسب المال هذا ماأكده الشاب سائر الشب قدور عندما قال: العطلة الصيفية فرصة للشباب لكسب المال والعمل من أجل تأمين مصاريف الدراسة للعام القادم وعدم الاعتماد الكلي على الأهل في المصاريف. ووافقه في الرأي مصطفى القدور (18عاماً) عندما أكد بأن العطلة يجب أن لا تكون رفاهية بل على الشباب أن يعمل على تأمين مصاريف الدراسة. والأمر نفسه أكدته الشابة رغد حميدان حيث قالت: العطلة فرصة للعمل وتخفيف عبء المصاريف على الأب وأضافت أنا شخصياً أود العمل في محل لبيع الألبسة لتأمين مصاريف العام الدراسي الجديد " الباهظة ". بينما حسين فاعور 21سنة: يريد إن يعمل في محل لبيع أشرطة الأغاني والهدايا لكي يصرف على نفسه في الصيف ويستمع بوقته مع أصدقائه. زيادة المعرفة عبد العزيز عساف (طالب ثانوي): غالبا ما أواظب على الحضور إلى المكتبة في الصيف كما أنني أحاول الالتزام ببرنامج محدد للقراءة حيث اقرأ في الكتب الثقافية إضافة إلى الكتب التي تهمني في تخصصي الدراسي وتضيف الشابة آية القدور (طالبة معهد):بان الصيف بالنسبة لي فرصة للتعويض ما فاتني بأيام الدراسة ومحاولة لتعويض النقص الذي قد يحصل في معلوماتي تجاه مسألة معينة في مجال اختصاصي وختمت قائلة: أتمنى من كل الشباب إن يحافظ على مجتمعه ومنها احترام الوقت وان يعلم أن القيم والمبادئ لا تتغير بتغير الفصول ، فقدوم الصيف لا يعني انفلات المرء من الضوابط في عمله وسلوكه بل يجب على المرء أن يسعى في لحظات الاسترخاء إلى مراجعة نفسه وتحديد الأهداف التي يطمح إليها. بينما أكدت الشابة نسرين: بأنها ليست من رواد المكتبات الدائمين بل هي تعتبر العطلة الصيفية فترة مناسبة لقراءة بعض الكتب العلمية لزيادة المعرفة لديها بالإضافة لقضاء بعض الوقت بالرحلات وزيارة الأقارب. أنشطة متنوعة محمد عثمان (17) عاماً يقول: ليس هناك مجال معين أقضي فيه عطلتي الصيفية فانا أقوم بعمل في الزراعة بحقل والدي وعندما ينتهي الموسم أتفرغ لملء وقت فراغي برحلات الاستجمامية والسهرات مع أصدقائي وأيضا أمارس هواياتي كالسباحة وركوب الدراجة الهوائية لمسافات طويلة وكما أنني أشارك في نشاطات اتحاد شبيبة الثورة من مخيمات وحملات توعوية متنوعة أما محمد ديب لبان فقد أكد : أقضي العطلة الصيفية في المدرسة الصيفية التي تطور تحصيلي الدراسي، وتزيد من نتاجي العلمي بالإضافة إلى قضاء وقت فراغي في المقاهي وصالات الألعاب الالكترونية بالإضافة إلى ممارسة السباحة وكرة القدم و اللياقة البدنية. بينما قالت مرح الحجي /طالبة ثانوي/: العطلة الصيفية فرصة لتعلم مهارات العمل الطوعي وكيفية الإسعاف الأولي حيث إنني أقوم بمشاركة في نشاطات اتحاد شبيبة الثورة المتنوعة , كما أخصص بعض الوقت لممارسة الرياضة للحفاظ على رشاقتي. إما سارية زيدان (18عاماً) قال: سأعمل على قضاء وقتي في شي يفيدني ولا يقلل من عزيمتي مثلاً إن انتسب إلى مركز تدريب اللغة الانكليزية والكمبيوتر كما إنني سأقوم بالمشاركة في المخيمات المتنوعة من إعلام وبيئة وغيرها التي تقيمها منظمة اتحاد شبيبة الثورة بالإضافة إلى المشاركة في البطولات الرياضية الشعبية في المحافظة. و قال عبد القادر بطل (21 عاماً): العطلة الصيفية أجمل مرحلة نقضيها خلال العام وننتظرها بفارغ الصبر وليس بالضرورة أن نسافر أحياناً كمجموعات إلى المناطق السياحية في بلدنا وأحياناً نقضيها نحن شلة الأصدقاء مع بعضنا إما في النوادي الرياضية مع كرة القدم أو ننظم مجموعة ونذهب إلى ضواحي المدينة ونعود نفس اليوم، المهم في العطلة هو التجديد والتنفيس بعد عام دراسي لكن نحن الشباب لدينا معسكرات جامعية عندما يأخذوننا لقضاء هذا المعسكر في الساحل نستمتع كثيراً. زيارة المناطق الأثرية هذا ماأكده الشاب ادونيس شدود (طالب آثار) عندما قال: العطلة الصيفية فرصة أمامنا للاستفادة والتعرف على المناطق الأثرية في سورية حيث نقوم أنا وأصدقاء في الكلية بالسير وفق برنامج محدد خلال الصيف ونستثمر هذا الوقت بعدة أنشطة أهمها الاستكشاف والتعارف والاستفادة من خبرات بعضنا البعض في مجال دراستنا في الآثار والمشاركة في مخيمات التنقيب عن الآثار التي تقيمها الكلية ومنظمة الشبيبة. غنوة الاحمد (طالبة آثار) تقول: العطلة الصيفية هي مرحلة راحة وترفيه للجسم والعقل وأنا سأقضي العطلة بزيارة المناطق الأثرية الجميلة في بلدنا لزيادة معرفتي بها وهي فرصة امام جميع طلاب الاثار للتعرف على المناطق الاثرية بسورية بالإضافة إلى العمل على التدريب على احدث البرامج التي تخص الكمبيوتر والتصوير لأني أحب ممارسة هذه الهواية. ليس بجديد محمد طالب " بكالوريا " قال: هذا الصيف لم يختلف كثيراً عن أيام الدراسة حيث سوف نقوم بالاستعداد للعام الدراسي الجديد وأنا سأقضي العطلة من درس إلى آخر بالإضافة إلى السهر ليلاً مع الأصدقاء. الأمر نفسه أكدته الشابة راما قريد عندما قالت: العطلة الصيفية هي فرصة للراحة والاستجمام ولكن ليس للجميع حيث على الطلاب المتقدمين للشهادة الثانوية العام القادم الالتزام بالدروس الخصوصية والعمل على التحضير الجيد للشهادة.. بينما يؤكد عدي خربة (22 سنة): وقتي خلال الصيف مقسم بين معاهد اللغات والعمل وهناك جانب بسيط للترفيه لكن العطلة الصيفية عندي لا تعني الكثير لأن الشتاء والصيف عندي سيان وعندما اعتمد على قضاء إجازة أقضيها أمام الانترنت أو الخروج مع أصدقائي لوقت قليل مع أن أهلي يقضون العطلة خارج المحافظة وأتمنى أن أذهب لأرفه عن نفسي لكن لا أجد متسعاً من الوقت وأعطي الأهمية أكثر لاستثمار وقتي في التعلم بدل أن أضيعه في اللهو و استغرب ممن يقضون عظم أوقاتهم في الرحلات والحفلات والسهر والمقاهي وأمام شاشات التلفزيون ومشاهدة البرامج التافهة، فهناك شباب يقضون أكثر من نصف يومهم على الأفلام الأجنبية والأغاني الهابطة وهذا بحد عينه قمة الإهمال والجهل، فهل يعقل أن يقضي الشاب أو الفتاة نصف عمره أمام التلفاز ماذا سيجني لنفسه؟، وتراهم يشكون الفقر والبطالة، أليس هذا كله من أيديهم !؟. رأي الاختصاص المختصة الاجتماعية سلمى النابلسي قالت: العطلة الصيفية فرصة لإعادة النظر في الكثير من الأمور خاصة تلك التي حدث فيها تفريط وتقصير قد يكون غير مقصود بسب الانشغال بالدراسة.. التفريط الذي أقصده والتقصير، هو التفريط الاجتماعي في المقام الأول والذي يتعلق بالأهل والأقارب والجيران والأصدقاء , وهنا تكون الفرصة مواتية للإسراع في إعادة حرارة التواصل والحب والوفاء نحو من لهم حقوق علينا. ولأن الشباب لهم أولويات وحقوق كثيرة، لابد أن تتكاتف كل الجهود وتنصهر من أجل استيعاب قدرة وطاقة الشباب، وتوجيهها التوجيه الصائب والسليم، وهنا لابد من توفير البرامج الهادفة التي تستوعب تلك الطاقات، ( سواء كانت برامج اجتماعية أو دينية أو ثقافية وأدبيه أو رياضية.. الخ. )..و حتي لا نترك للفراغ فرصة ليتمكن من أخذ الشباب إلي الطرق السلبية السيئة. |
|