|
شباب التعامل ومعرفة كل ما يحيط به.من هنا كان لزاماً علينا كإعلاميين أن نكون متوازنين في علاقتنا مع الشباب بتفهم مطالبهم والتعامل معهم كشباب يصنع مستقبلاً آمناً لذا فقد حرصنا في هذه العجالة على الإشارة إلى موضوع هام قد يتعرض له شبابنا في بناء جسده وعقله في ظل رواج المنشطات الهرمونية بين صفوفهم بأشكال ومسميات متعددة تؤدي فيما تؤدي إلى إضعاف هذا الجسد الغض ظناً منهم أنها مفيدة أو في سبيل الظهور بأجساد قوية وعضلات مفتولة وصدور منفوخة تعجب الفتيات سواء في الحي أو مواقع العمل أو على مقاعد
الدراسة ونراهم في شوارعنا كل يوم متناسين أنها سم قاتل أخطارها أكثر من فائدتها إن كانت هناك فائدة آنية قد تصل في بعض الأحيان بالتسبب بنزيف دماغي حاد وإلى الموت أحياناً أخرى كما حدث مع الكثير من شبابنا. ملحق شباب وإيماناً بدوره وواجبه تجاه شبابنا حاول تسليط الضوء على هذا الموضوع من خلال زيارة بعض مراكز اللياقة والتربية البدنية وخاصة لعبة كمال الأجسام
حيث أكدوا أن هذه الأشكال والأنواع ممنوع تداولها بسبب مضارها الجانبية ناهيك عن النمو الكبير للعضلات لكن بدون قوة على حد قولهم «فشوش» ناهيك عن العقوبات الشديدة التي يمكن أن يتعرض لها النادي في حال خالف القوانين من اغلاق النادي إلى فصل من الاتحاد الرياضي وغيرها من العقوبات التي يتعرضون لها من وزارة الصحة. كما أن الهيئة الأولمبية كانت قد حرمتها في عام 1997 والمطلع على الشأن الرياضي يعرف كم من اللاعبين قد فصل بسبب تعاطيه الهرمونات. ويشيرون إلى أن بديل هذه الهرمونات المضرة هي المكملات الغذائية وهي وجبات تعتمد عند تعويض خلل ما غالباً ما يصفها الأطباء وهي بلا تأثيرات جانبية تتراوح أسعارها ما بين 150 ل.س وحتى الآلاف.. يتم طرحها من قبل الجسم بعد أخذ حاجته منها ومنها مثلاً خميرة البيرة على سبيل المثال لا الحصر. ولذلك على اللاعب وحسب قولهم: الاعتماد على الرياضة المتوازنة والغذاء المتوازن «المثالي» وللمحافظة على الشكل والوزن على الجسم الرياضي لابد من ثلاثة شروط يجب توفرها وهي الغذاء، التمرين، الراحة الصحية. أنواع وأشكال إذا عدنا للمنشطات فهي أشكال وأنواع متعددة منها «الكرياتين» المسمى عند الرياضيين مفجر الطاقة وكذلك حبوب أمينو وأنابول وتيستسرستيرون ونيترو أمينو وغيرها.. حاولنا الالتقاء ببعض الشباب المتعاطين لهذه الحبوب لكننا فشلنا لعدم جرأة أحدهم على الحديث عن تجربته من خلال تعاطيها غير أني رأيت وعياً لديهم بتأثيراتها الجانبية وكانت آراؤهم أنها تؤدي إلى العقم الجنسي والسكتة القلبية وأمراض في المعدة وبعض المشاكل في العظام والعضلات وهذه المعلومات بلا شك هامة من هؤلاء وتبين وعيهم لكنني أخشى من أن البعض يتداولها ويتكلم لأصدقائه عما يحس به حتى أن أحدهم نصح شاباً يعاني من ضمور العضلات بتناول ما سماه البروتينات التي تساعده على مقاومة المرض.. تلك الأمور جعلتني أتوجه للدكتور بهجت عكروش اختصاصي في الجراحة العظمية وإسعاف الطوارئ للحديث عن هذا الموضوع حيث بدأ الحديث بقوله: إن هذا الموضوع أصبح حساساً وضرورياً لتوعية الشباب الطائش، ومجرد تحول فكر الشاب في بناء نفسه وجسمه بالتضخيم بالشكل لا بالمضمون أمر خطير لأن هذا الشكل بعد وقت قصير يبدأ بالاضمحلال بينما بالمضمون وذلك عن طريق الرياضة يبقى العضو محافظاً على قوته وفعاليته ومن هذه الرياضات رياضة رفع الأثقال لها تدريب خاص يهدف لبناء الجسم بشكل سليم ويؤدي لنفخ العضلات بحجم مناسب وقوي للعضلة، بينما تساعد رياضة الجري على عضلات قوية ومشدودة وكذلك رياضة السباحة التي تعمل على عضلات مشدودة وبدلاً من التفكير بتكبير العضلات بالهرمونات التي تعمل على تخريب بناء العضلات والجسم بشكل كامل، علينا الالتفات للرياضة التي تعمل على مساعدة الجسم. أما عن أنواع هذه الهرمونات فقد أشار الدكتور بهجت إلى أنها على نوعين: الأول: يعتمد على الابر التي تستخدم في المناطق المراد تضخيمها وهي الأخطر كونها مركزة وسريعة التأثير. الثاني: عبارة عن حبوب. أما مرضى الضمور العضلي فالضمور في العضلات وظيفي لا تستجيب العضلة ولا قدرة لها على العمل ولا تعطي وظيفة. آثارها السلبية ويشير د. بهجت إلى أن استخدام هذه الهرمونات له آثار سلبية حيث يعمل على إضعاف مناعة الجسم وإلى الضعف الجنسي عند الذكور وإلى حب الشباب والصلع إضافة إلى التهاب الكبد والفشل الكلوي (قصور كلوي) وتأثيراته على القلب ذبحات صدرية وإلى تغيير في مستوى البروتين الذهني الذي يؤدي لتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وهذه الآثار يمكن أن تكون سريعة الظهور أو بطيئة الظهور. أكثر خطورة من العلاجية وحول استخدام بعض الأسماء المتداولة علاجياً وتباع بالصيدليات لعلاج قصر القامة أكد د. بهجت بأن هذه الهرمونات مخلوطة بنسب معينة للعلاج بينما ما يستخدمه الرياضيون يستخدم بأضعاف كبيرة مما يستخدم للعلاج أحياناً أكثر بـ100 مرة وبالتالي تأثيراته خطيرة جداً وتعجل بموضوع التأثيرات الجانبية أهمها (الأبحاث الصدرية) وهرمون الطول هو هرمون غير صحيح لا يستخدم إلا بوجود ضمور بالغدة التي تفرزه، ويستخدم بكميات معينة ومدروسة طبياً، أما عندما نستخدم الهرمون الصناعي في غير موضعه نقوم بمعارضة فيزيولوجية الجسم وبالتالي تثبط الغدة الطبيعية مما يؤدي لزيادة مستوى الهرمون نفسه وهنا يحدث تعاكس بالهرمونات الأخرى وبالتالي يحدث خلل في آلية عمل طبيعة هذه الهرمونات وندخل الجسم بمتاهات كبيرة. هل يذهب أثر الهرمونات مع الزمن؟ بحسب أنواع الهرمونات التي لها عمر زمني في الجسم لا يتجاوز الشهر حيث يتم امتصاصه وطرحه وبدء الانحلال وبقاء التخريب في الجسم. وأخيراً لابد من القول إن مرحلة الشباب هي مرحلة بناء الأسرة وأي خلل قد يؤديه استخدام هذه الهرمونات في هذه الشريحة العمرية وخاصة ضعف القدرة الجنسية وعدم الإنجاب يؤدي لمشاكل خطيرة على هذه الأسرة ناهيك عن الآثار النفسية مما يؤدي لشباب غير منسجم والتراخي في هذا الموضوع هو خطيئة بحق الشاب نفسه والمجتمع بشكل عام. أخيراً لابد من الإشارة إلى أن وزارة الصحة لا تعتمد أي دواء دون دراسته من قبل لجان مختصة تقدر مدى فعاليته وهل هو مطابق للمواصفات أم لا ولذلك أي دواء أو ما شابهه يجب أن يكون معتمداً من قبل الوزارة مع الإشارة إلى الابتعاد عن الأدوية المهربة التي قد يكون تأثيرها وسلبياتها مضاعفة وخاصة في حال كانت مزورة أو مقلدة. من كل ذلك على الشباب إدراك أهمية الرياضة والمحافظة على الاتزان الفيزيولوجي للجسم فمرحلتهم هي مرحلة التكوين البنيوي والعضلي والحفاظ عليها سليمة هي واجب قومي على كل شاب. |
|