تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التعامل مع المراهقين يتطلب مهارات علمية

شباب
13 / 6 /2001
علاء الدين محمد

أساليب جديدة وطرق متطورة معيارها الكفاءة والمعرفة ،مدربون امتلكوا امكانات ذاتية وقدرات كونت لديهم مهارات علمية للتواصل وإدارة الحوار والنقاش

وطرق ايصال المعلومة بلغة سلسة وغير معقدة وبأسلوب تشاركي خلق حالة تفاعلية بين المدربين والمتدربين، في فندق البلوتاور أقيمت دورة إعداد مدربين في مجال تعزيز صحة المراهقين بالتعاون ما بين وزارة الصحة واليونيسيف شارك فيها عدد من العاملين في المؤسسات الإعلامية والاتحاد العام النسائي لتنفيذ هذا البرنامج، في الجلسات الأولى تم التعرف على كيفية الإعداد للدورة وماهي المراحل التي تمر بها ثم تم التوقف عند كل مرحلة والتأكيد على أهميتها وضرورة نجاحها لأن نجاح أي مرحلة هو نجاح للأخرى إذا لكل دورة تدريبية ثلاث مراحل.‏

يعني أن يكون لدينا معرفة بعنوان الدورة وأن نقدم خطة لأخذ الموافقة عليها شرط أن نبين ما الغاية منها وماهي أهدافها ومن الجهات المستهدفة من خلالها وما هي أهم النقاط والعناوين التي نتداول بها في نقاشنا وحوارنا وعلينا أن نبين ما هي الوسائل التعليمية المتبعة وما هي التكلفة المادية لهذه الدورة بعد ذلك نقوم بوضع الخطوات التنفيذية ومراسلة الجهات المعنية واعلامها بكافة الخطوات والإجراءات التي أعددناها بعد معرفة مكان اقامة الدورة وزمان بدء جلساتها التدريبية وفي النهاية نعين شخصاً يراقب هذه الأعمال كاملة.‏

التنفيذ‏

يأتي التنفيذ في المرحلة الثانية حيث إن المعلومات التي وصلت إلى المتدربين يجب أن يكون لها هدف وعنوان يخدم الفكرة التي طرحناها والمستوى العلمي يجب أن يكون مدروساً ومأخوذاً من مراجع علمية مشوقة لأن مدير الجلسة سوف يتعرض لعدد من الأسئلة حول الموضوع المطروح وعليه تقديم المادة العلمية بطريقة اللعب بواسطة تمرين لكسر الجمود والملل ورفع سوية التركيز ثم اعطاء ملخص وفي نهاية المرحلة علينا تقييم الموضوع.‏

التقييم‏

للتقييم ثلاثة اشكال: تقييم للأوراق المطبوعة والجلسات التدريبية والمادة العلمية التي قدمت ومن ثم ابداء رأينا بالمدربين وطريقة أدائهم هذا التقييم مفيد للمدربين من أجل تصحيح الخطأ إن وجد وتعزير النقاط الإيجابية، هذا العمل ضروري في كل دورة وفي نهاية كل دورة علينا تقييمها وإرسالها إلى الجهات المسؤولة عنا وأهم انواع التقييم هو الذي نرسله بعد تدرب المتدربين على برنامج معين وتترك فترة زمنية لاتزيد عن الثلاثة أشهر لنرى مدى الاستفادة التي استفادتها الجهات المتدربة وإضافة إلى ذلك ما هو الجديد في أدائها العملي.‏

كيفية التعامل مع المراهق‏

إن التعامل الناجح والأمثل مع المراهق هو أن يضع المرء نفسه مكان المراهق وعليه أن يتذكر مراهقته ويقف عند الأشياء التي كانت تقلقه ولا تعجبه وعند الاشياء التي كانت ترضيه وتسعده كي يستفيد منهافي معالجة انفعالات المراهقين وغالباً ما نشاهد الكثير من المراهقين يتصرفون تصرفات هم أنفسهم لايعرفون لماذا يتصرفونها والواحد منهم يشعر بخربطة داخلية وتصارع أفكار فهؤلاء هم جواهر بأيدينا علينا تصويب افكارهم واتجاهاتهم ومساعدتهم في ترتيب أولوياتهم وصقل شخصيتهم بالعلم والمعرفة لكن إذا بدا منهم تصرف انفعالي صاخب فعلينا ألا نستغرب هذه التصرفات لأنها بطبيعة الحال هي انعكاس لتصرفاتنا نحن الكبار،علينا أن نعترف أن الأغلبية منهم ينحدرون من بيئات مختلفة ومتنوعة وثقافة الحوار تكاد تكون معدومة.‏

أنواع المراهقة‏

للمراهقة أنواع مختلفة منها الطبيعية والتي غالبا ما يوجد فيها انفعالات وغضب وتمرد على الأهل والمدرسة والمجتمع لكن هناك مراهقات غير سوية مثل المراهقات الإنسحابية أو الانطوائية هذا النوع سببه التسلط الأسروي الشديد حيث يضغط على كاهل المراهق ويؤدي به الأمر إلى الانعزال شيئاً فشيئاً عن أهله وحتى الابتعاد والانعزال عن أقرانه بعكس المراهق الطبيعي وغالباً ما يتصف بالخجل حيث يستغرق بأحلام اليقظة وهناك نوع ثالث من المراهقة تسمى بالعدوانية وهي ناتجة أيضا عن التفكك الأسروي وتسلط الأبوين حيث يلجأ المراهق إلى الاعتداء على اخوته في البيت وأيضا الإعتداء على زملائه في المدرسة وفي الشارع والحي أما المراهقة المنحرفة فهي أخطر أنواع المراهقات وسببها غياب كامل لدور الرعاية ولا تقف عند حد التفكك الأسروي بل تشرد كامل أبنائها ما يؤدي بهم إ لى الانحراف إما في السرقة أو إلى تعاطي المخدرات ومن ثم القضاء والسجن وتصرفات هؤلاء المراهقين بهذا الشكل الخطير سببه الأسرة والمجتمع وغياب رعاية ودور كل منهما تجاه المراهقين.‏

تحديات المراهق‏

إن أهم التحديات التي يعيشها المراهق هي تطور الدافع الجنسي أي صراعه ما بين الرغبة وما بين القيم والأخلاق والدين هذا بحد ذاته يحتاج إلى رعاية ودراية من قبل الأهل والتحدي الثاني هو الاستقلالية عن الأهل حيث يريد المراهق أن يكون له شخصية مستقلة يتخذ قراراته بنفسه دون تدخل من أحد ليذهب متى شاء ويستقبل من أقرانه من يشاء غير مبال بأجواء الأسرة وطقوسها الخاصة هذا التحدي يواجهه الأهل بالرفض حتى ولو كانوا متنورين بالتالي لانعرف مدى نهاية هذا التحدي إذا لم يوجد تفاهم حقيقي والتحدي الثالث هو أن المراهق مطلوب منه الدراسة بجد ونشاط ومطلوب منه أيضاً أن يتفوق في دراسته ويدخل فرعاً في الجامعة وأن يكون له مكان مرموق ومهم في المجتمع هذا التحدي يشكل ضغطاً حقيقياً على المراهق وبالتالي هو موجود بين ثلاثة تحديات السؤال هل الأسرة والمجتمع مدركون لهذه التحديات التي يعيشها المراهق أم يعتبرونه طفلاً ويعاملونه على هذا الأساس دون الشعور به فإذا فهم الأهل تحديات المراهق ساعدوه في تخفيف وطأتها عليه ومن ثم تخفيف الضغوط النفسية وإذا لم يتفهموا ذلك فبالتأكيد سيحدث لدى المراهق اضطرابات نفسية شديدة.‏

صفات المدرب‏

البرنامج طرح في جلسة من جلساته أهم الصفات التي يتمتع بها المدرب والتي تمحورت حول سعة الصدر ورحابته والقدرة على توصيل المعلومات بأسلوب شيق وأن يكون متمكناً واسع الاطلاع وفصيح اللسان ولديه مهارة علمية ومعرفية في التفنن بطرق الحوار وإدارته إدارة ناجحة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية