|
شباب الرياضي من أبطال ونجوم وموهوبين ومدربين هجروا رياضة الوطن دون أن يتطلعوا وراءهم بعد أن تعاقد بعضهم مع فرق وأندية عربية وحمل بعضهم الآخر جنسية دول هذه الأندية والفرق، غير آبهين بما يمكن
أن ينعكس غيابهم سلباَ على رياضتنا التي أصبحت مجروحة،ضاربين عرض الحائط بالأعراف والعهود والمواثيق،والأسئلة التي تطرح نفسها: ما أسباب هجرة أولئك النجوم والمدربين التي تركت فراغاَ قاتلاَ في وسطنا الرياضي وجعلت البعض منهم لا يفكر بالعودة؟ وهل لاقت هذه الظاهرة حلولاَ جذرية من المعنيين في رياضتنا؟والأهم إلى متى يستمر هذا النزيف؟ بيت القصيد أما بيت القصيد الذي يرى فيه مراد حلاَ للحد من هجرة شبابنا الرياضي أنه لا بديل عن وجود الحلول المحلية البديلة وتهيئة الظروف المناسبة لجميع كوادر اللعبة والرياضيين بصورة عامة لاستمرار حلقة التطور فهؤلاء الرياضيون هم المؤهلون من الجيل الجديد لاستلام القيادة الرياضية كل منهم ضمن اختصاصه لنساير عجلة التطور التي أصبحت ضرورة حتمية في العصر الحالي ولن يتم ذلك إلا بتأمين الحياة الكريمة للرياضيين،هذه الشريحة الكبيرة في مجتمعنا. وللوقوف على حيثيات هذه الظاهرة وأسبابها أجرينا التحقيق التالي: لابد من إيقاف النزيف العميد علي صليبي رئيس اتحاد كرة اليد وضع هذه الظاهرة بلعبته تحت المجهر فقال:لا شك أن اغتراب بعض نجومنا وموهوبينا ترك آثاراَ سلبية على كرة اليد عموماَ والحقيقة أننا عانينا كثيراَ وما زلنا نعاني من جراء هذه الظاهرة خصوصاَ ظاهرة التجنيس،إذ علينا أن نميز بين التعاقد الإحترافي والتجنيس،ففي الأول تضمن أنظمة الاتحاد الآسيوي حق اللاعب بضرورة مشاركته مع منتخبه الوطني وعدم تجنيسه،وبهذه الحالة لا مانع لدينا من حصول اللاعب على عقد احترافي مع أي ناد ضمن الشروط النظامية والقنوات الرسمية (موافقة ناديه – الإتفاق المالي – اتفاق النادي ضمن القنوات المذكورة)وفقاَ لرؤيتنا بأن مستوى اللاعب يمكن أن يتطور بهذه الحالة،ولدينا العديد من المحترفين في إيران والإمارات،أما في الحالة الثانية (التجنيس) فلا يمكن بأي حال من الأحوال الموافقة على مشاركة اللاعب مع منتخبه الوطني وهنا الطامة الكبرى،إذ عانينا من ذلك كثيراَ وما زالت اللعبة تدفع ضريبة ذلك أمام تجنيس عدد من ناشئينا وشبابنا بقطر إضافة للاعب القدير باسل الريس،وما حدث أن كرة اليد ما زالت لعبة هاوية في بلدنا ويمكن أن تصل للعالمية لأن فيزيولوجية لاعبينا تتناسب مع اللعبة لهذا فقد أنجبت العديد من الموهوبين،ما جعل بعض دول الخليج تتقصى عن الموهوبين عبر الكشافين والسماسرة وتأخذ بعضهم بعد أن تمت رؤيتهم بالدورة العربية بتونس وعقب إحرازهم المركز الأول. عوامل وأسباب ويضيف صليبي قائلاَ:أما الأسباب التي أدت لهجرة أولئك الموهوبين وتجنيسهم ابتعادنا عن المشاركة بفئة الناشئين آسيوياَ وعدم توقيع عقود نظامية وفقاَ لشروط الاتحاد الآسيوي مع الجهات التي سافروا إليها إضافة للإغراء المادي من الجهات التي طلبتهم للتجنيس مستغلة واقعهم المادي المتواضع وقد طالبنا بعودتهم عبرلجنتنا الأولمبية (أعلى سلطة رياضية) لكن الاتحادين الآسيوي والدولي رفضا ذلك،بل ثبتوهم لصالح قطر. انعكاسات يعتبر اللاعبون الموهوبون (والكلام لصليبي) الزخم الأساسي والصف الأول للناشئين والشباب ومستقبل فريق الرجال وهذا الكم الكبير من اللاعبين ما أدى لوجود ثغرة واسعة باللعبة بحاجة إلى وقت لترميمها أدت إلى ترهل اللعبة في مشاركاتها الخارجية بهذه الفئات وعدم تحقيقها المطلوب وبالتالي أصبح لابد من ايقاف هذا النزيف. للحد من الهجرة وللحد من الهجرة كما يقول صليبي لابد من الاهتمام باللاعبين وأنديتهم وعدم التفريط بهم وضمان الأندية حق عودة اللاعب وفقاَ للأنظمة وضمان حق النادي بين اللاعب والنادي الخارجي وضرورة التأمين المعيشي المميز للاعب،والاهتمام بالمنتخبات الوطنية عبر المشاركة وعدم الانقطاع بهذه الفئات لضمان تثبيتهم لصالح سورية،وإيجاد نظام احترافي أو مالي يحمي اللاعب ويؤمن حقوقه وحقوق ناديه،إضافة للتشاركية الرياضية الاعلامية واحداث قناة فضائية رياضية مهمتها اقناع المواطن بحقيقة الرياضة السورية (التطوير والتحديث) وإيجاد تشاركية رياضية مع شركات القطاع الخاص لدعم الأندية والمنتخبات الوطنية وـتأمين ا للاعبين مادياَ لإبعاد شبح الهجرة عنهم،إضافة لإيجاد الآلية والأنظمة التي ترغب الشركات بالدخول لعالم التسويق والرعاية. يجب تطوير النظام المالي فيما قال العقيد محسن عباس رئيس اتحاد ألعاب القوى:إن من أهم أسباب هجرة اللاعبين الأبطال والمدربين المميزين النظام المالي المعتمد الذي لا يتفق مع الواقع المعيشي والفروقات في أجور المدربين والحكام مقارنة بألعاب أخرى فتصوروا أن أقصى حد للأجر الشهري للمدرب الوطني لا يتجاوز (12000)ليرة سورية والبعض يقول لا يجوز المطالبة بهذا الأجر وقد طالبنا مراراًَ بتنظيم لاعبي ومدربي المنتخبات الوطنية بعقود جيدة المستوى بحيث يزيد مرتب اللاعب أو المدرب إذا ما حافظ على انجازه وينقص إذا ما تراجع أداؤه وحالياَ موعودون بتنفيذ هذا القرار إضافة لغياب التعويضات المقنعة للاعبين والمدربين،وقد عانينا كثيراَ من تعاقد العديد من مدربينا مع دول الخليج علماَ أننا من أهلهم عبر دورات تدريبية خارجية على نفقة المنظمة،ولدرء تكرار مثل هذه الحالات وضعنا ضبطاً تدريبياً ونظاماً خاصاً بهذا الموضوع،لهذا وأمام كل ذلك نجد أن مدربينا ونجومنا يفكرون بالهجرة وحالياَ لدينا عدد من أبطالنا يغردون خارج أسوار الوطن منهم اللاعب أمين الأذن بطل العالم بالناشئين المتواجد في اليونان وبطلنا المعروف زيد أبو حامد المتواجد في أمريكا. من الواقع في عام 2009وبينما كنت في مهمة رسمية بالأردن وأثناء منافسات البطولة الآسيوية للرجال بكرة اليد التقيت بأحد نجوم يدنا الابطال الذي كان يعمل آنذاك مساعد مدرب الرجال في نادي الريان القطري ومن شدة غيرتي على رياضة الوطن حاولت اقناعه بالعودة لوطنه،فأجابني لماذا أعود إذا كنت أتقاضى حالياَ مرتباَ شهرياَ بحدود (400000)ليرة سورية وجميع مستلزماتي مؤمنة لي وأسرتي؟هل تريدني أن أعود كي يمسح بي الأرض أمين سر اتحاد اللعبة كما فعل بي قبل أعوام؟أم تطالبني بالعودة كي أقبض كل نهاية شهر (2000)ليرة؟فأنا أحب بلدي وأغار عليها لكنني أريد أن أؤمن مستقبلي ومستقبل أولادي وهذا من حقي،عندها لم أستطع الرد عليه بكلمة واحدة فالتزمت الصمت. تحسين الوضع المادي والدراسة الجامعية فيما يرى المهندس سامر مراد رئيس اتحاد كرة المضرب أن هجرة كوادر اللعبة من المدربين بدأت في نهاية الثمانينات من القرن الماضي عندما فتحت دول الخليج العربي أبوابها للمدربين السوريين لرفع سوية اللعبة في بلادهم لتصل على الأقل للمستوى السوري وأذكر أننا بالدورة العربية التي أقيمت بدمشق عام 1976فاز منتخبنا الوطني على منتخب البحرين 3-صفر فيما عام 1985خسرنا أمام البحرين 1-4في مسابقة كأس ديفز وهذا يعود إلى تطور اللعبة في البحرين على أيدي مدربين سوريين،أما سبب هجرة المدربين فهو تحسين الوضع المادي وأذكر من أولئك المدربين عدنان مهير السعدي وناصر الراعي وطارق مهير السعدي وهراتش مكاريان،أما بالنسبة للاعبين فقد اصبحنا نعاني من هجرتهم حالياَ وإذا أحصينا نسبة لاعبي المنتخب الوطني بفئة الرجال المتواجدين خارج القطر نجد أنها 5من أصل 7 لعدة أسباب أهمها حصول البعض منهم على منح دراسية مجانية في جامعات أمريكية شرط أن يلعبوا باسم الجامعة،وعدم قدرة البعض الآخر على تأجيل خدمتهم الإلزامية، منعنا الموهوبين من السفر!! وللحد من هجرة شبابنا الرياضي والتجنيس اتخذ المكتب التنفيذي للإتحاد الرياضي العام خطوة جادة في هذا الشأن كما قال الأستاذ صلاح رمضان رئيس مكتب الألعاب الجماعية والذي أضاف:نتيجة للنزيف الحاصل في مختلف ألعابنا والذي انعكس سلباًَ على رياضتنا وضعنا شروطاً لعقود الاحتراف منها تعهد من اللاعب للعودة للمنتخب الوطني كلما دعاه الواجب وتعهد من الجهة التي سيذهب إليها بعودته إلى وطنه للالتحاق بمنتخبه الوطني قبل الاستحقاقات الهامة،وموافقتنا على سفر لاعبينا للاحتراف جاءت لأننا بحاجة له باعتبار أنه يساهم في رفع مستواهم الفني، وخوفاَ من سفر موهوبينا وتجنيسهم طلبنا من جميع اتحادات ألعابنا تبليغنا عن المميزين في ألعابهم لمنعهم من السفر وقد وضعنا جميع الموهوبين والمميزين من الناشئين والشباب بكرة اليد مثلاًَ تحت مجهرنا ومنعناهم من السفر إلا عن طرق الإتحاد الرياضي وبالتالي تبقى الكرة بملعب اتحادات الألعاب لإعلامنا عن المميزين لديها وبحال لم تبلغنا عن أولئك اللاعبين ليست مسؤوليتنا وإنما مسؤوليتها،أما بالنسبة للاعبين ذات المستوى المتواضع بناء على تقدير اتحاداتهم والذين يريدون السفر للعمل فلا مانع لدينا من سفرهم. لماذا القيصرية في الحلول؟ لا نعلم لماذا تبقى حلولنا قيصرية حيال بعض القضايا الهامة؟ وبالتالي لماذا لم يفكر المكتب التنفيذي بقرار داعم للقرار الذي اتخذه بمنع سفر الموهوبين يكفل تأمين مستقبلهم عبر تغيير النظام المالي ودعمهم مالياًَ بالشكل المطلوب، بالنظر لأن تحسين الوضع المادي من أهم أسباب سفرهم وتجنيسهم؟ ومن جهة أخرى لماذا لم يطالب بتأمين بعض نجومنا في جامعاتنا الخاصة بحسم وقدره 50% مثلاَ ليبقوا قريبين من منتخباتهم الوطنية ويتمكنوا بالوقت ذاته من تأمين مستقبلهم العلمي؟ |
|