|
شباب عدت لأملأ ناظريّ برؤيتك يا وطني... ولأسترجع ذكريات الطفولة التي لطالما رسمتها بأصابعي على مقعدي الخشبي، وأزهار الحديقة وعلى أرجوحتي الصغيرة.. وفي كل مكان في أمي الحبيبة (الجولان). عدت إلى هناك.. ويا ليتني لم أعد.. حتى لا أرى هذا المظهر الذي شاهدته لقريتي الصغيرة... أين مدرستي؟!.. أين هو ذاك البيت الذي قضيت فيه طفولتي؟!.. أين أشجار الزيتون التي لطالما كانت تحكي لنا قصصها المسلية؟!... أفعلاً ذلك الركام المهدم هناك هو مدرستي؟.. أحقاً ذلك البيت العتيق اليائس هو بيتي؟.. وتلك الأشجار الهرمة المتكسرة هي أشجار الزيتون التي عرفتها؟!.. انسل شعورٌ بالخوف إلى جوارحي، فركضت مسرعة إلى أزهار الحديقة، رأيتها منكسرة بائسة حزينة، وهناك... حيث تركت أصابعي بصماتها... على حبل الأرجوحة، لم أجد أثراً لها، فقد رأيتها هي الأخرى متدلية تكاد تسقط أرضاً... نظرت حولي... فوقعت عيناي على دميتي، حيث تركتها هناك... على المقعد الخشبي، فرأيتها تكاد تلامس الأرض متشبثة بالمقعد المتكسر، انتابني ألم عميق حين شاهدت في عينيها شيئاً من الحزن واليأس... شيئاً من الضعف الذي كفن وجهها برداء الموت... هرعت إليها لأودّعها، ضممتها إلى صدري... لكنني أحسست بشيء يدخل إلى أعماقي بوحشية مؤلمة... يتسلل إلى قلبي ليمزقه... قبل أن تنبثق من بين شفتي الصغيرتين صرخة الطفولة. |
|