تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تغيير ثقافة العمل!!

الكنز
الأربعاء 15-6-2011
وفاء فرج

ترسخت قناعة لدى أغلبية الناس أن الدولة «الراعي الأبوي» تتحمل مسؤولة كاملة في تأمين فرص العمل وبالتالي

استبعاد دور الأفراد في التشغيل، ونتيجة هذه السياسة والعقلية تكبدت معظم القطاعات الإنتاجية عبئاً اقتصادياً وأصاب الشلل بعض الشركات التي أتخمت بالعمالة وأطبقت عليها الخسارات، وبعضها تأرجح بين الحدي والمتعثر، في الوقت الذي اتجهت فيه السياسة الاقتصادية نحو السوق المفتوح والمترافق مع إلغاء الحماية عن المنتج السوري، وبات مطلوباً منه المنافسة وتحقيق الربح في الشركات ما يجعلنا وأمام هذا الواقع الذي يشكل معادلة مستعصية الحل نتساءل عن مدى الحاجة إلى تغيير مفهوم ثقافة العمل لدى المجتمع الذي يعتبر الدولة المصدر الأساسي للعمل؟!!‏

لاشك أن الحكومات تتحمل جزءاً من المسؤولية، إلا أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الباحثين عن العمل من شبابنا الجامعي في تغيير النمطية التقليدية في الفكر الاتكالي على الدولة وتعزيز ثقافة العمل الخاص في الاعتماد على الذات وترجمة الأفكار الإبداعية وتوظيفها في مشاريع فردية تكون انطلاقة لمشروعات متوسطة تؤمن العمل للآخرين.‏

إن ثقافة العمل التقليدية ساهمت ولسنوات في قتل روح المبادرة والإبداع إضافة إلى أن ظروف العمل في القطاع العام وعدم مبالاة العمال وتراجع الإحساس بالمسؤولية الوطنية تجاه العمل أثر على الوضع الإنتاجي وساعد في خلق البطالة المقنعة ما شكل عبئاً ثقيلاً على الدولة!!.‏

ولعل أكثر ما رسخ ثقافة العمل لدى الدولة شعور المواطن بعدم الأمان ونيل حقوقه إذا عمل لدى القطاع الخاص ما يعني أن هذا الأخير يتحمل جزءاً من المسؤولية ويتطلب منه خلق بيئة عمل جاذبة تعزز ثقة المواطن بأجواء العمل الخاص.‏

إن تحرير مفهوم ثقافة العمل وتغييره بات ملحاً بحيث توجه بوصلته لتنمية الإبداع والمساعدة على تطبيقه بما يساهم في تحقيق تنمية اقتصادية متوازنة!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية