تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ضيافة الملحق عميد كلية التمريض بجامعة تشرين: الجودة في التعلم طريق إلى تحسين الخدمات الصحية وتطويرها

طلبة وجامعات
7/11 / 2012
محمدعكروش

يعد التمريض إحدى أهم المهن الاستراتيجية والرئيسة في نظم الرعاية الصحية. الدكتورة. سوسن غزال عميد كلية التمريض بجامعة تشرين هذا الأسبوع

في ضيافة ملحق طلبة وجامعات للحديث عن كلية التمريض قالت: التمريض تعريفا هو علم وفن العناية بالفرد كوحدة متكاملة من جميع النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية في الصحة والمرض، ولهذا أصبحت مهنة التمريض مهنة لها استقلاليتها وتقوم على أسس ومعلومات ومعارف ومهارات تدرس أكاديمياً، بحيث لم يعد يقتصر دور الممرض كما كان سابقاً على إعطاء الحقن والضماد الجراحي بل أصبح أشمل ووفق معايير أكاديمية.‏‏

فعناصر التمريض حالياً يعملون في تخصصات دقيقة مثل تمريض الحالات الحرجة، وتمريض الأطفال، وتمريض الأمومة وصحة المرأة، والتمريض النفسي والصحة العقلية، وتمريض صحة المجتمع. ويعود ذلك إلى تقدم العلوم التمريضية وتطبيق العملية التمريضية التي تعتبر الهيكلية الأساسية للعناية بالمريض بالاعتماد على وضع التشاخيص التمريضية التي تعبر عن الاستجابات البشرية للحالات المرضية. وبذلك أصبح للممرضين دور هام في اتخاذ القرار وحل المشكلات المتعلقة بالرعاية الصحية.‏‏

وردا على سؤال لماذا الاستثمار في التمريض؟ قالت الدكتورة غزال:‏‏

تواجه الخدمات الصحية في سوريا أعداداً متزايدة من التحديات ولابد من البحث عن الخيارات ذات المردود المرتفع في تعزيز قدرات النظم الصحية وأدائها وذلك في إطار الموارد المالية المحدودة والتكاليف الباهظة للرعاية الصحية والاحتياجات الصحية المتزايدة والتوقعات المرتفعة على صعيد الصحة بشكل عام. وتعد جودة الخدمات التمريضية سواء أكانت داخل المشفى أم في إطار المرافق الصحية واحدة من الركائز الرئيسة لتطوير النظم الصحية وتحقيق هدف الصحة للجميع. ويعد توافر كادر تمريضي مؤهل من المشكلات الملحة التي تعيق تطور الخدمات التمريضية، فمع التزايد المستمر في الطلب على الخدمات التمريضية ذات الجودة العالية لابد من تأمين الإمداد المناسب كماً ونوعاً على حد سواء من المؤهلين في مجال التمريض الأكاديمي والمهني.‏‏

فالمعايير العالمية والأبحاث توصي بأن تتكون القوى العاملة التمريضية من 70٪ اختصاصي تمريض (جامعي ودراسات عليا) و30٪ فني تمريض وأن تكون نسبة التمريض في المستشفيات هي ممرض لكل 4 مرضى. والواقع أن القوى التمريضية لدينا في سوريا تتكون في غالبيتها من ممرضين فنيين والقلة القليلة جداً من اختصاصيي التمريض.‏‏

كما يوجد تحديات تتعلق بالكادر التدريسي وعدم كفايته والإعداد الكبيرة من الممرضين غير المؤهلين في الخدمات الصحية والنظرة المهنية والاجتماعية السلبية وغياب نظام إشراف فعال ونظام تقييم.‏‏

ومن خلال هذه التحديات والمعطيات انبثقت الحاجة لوضع استراتيجية وطنية لتطوير التمريض في سورية بمشاركة جميع الجهات المعنية حيث كانت محاورها الأساسية تطوير مهنة وتعليم وممارسة التمريض، إضافة لتطوير تشريعات التمريض، وتطوير الإدارة والقيادة في التمريض، وأخيراً جودة الرعاية التمريضية على كافة المستويات والبحوث والممارسة المرتكزة على البحث. وسيساهم افتتاح مجلس التمريض الأعلى في تحقيق هذه المحاور، وسيؤدي تحقيق هذه المحاور بمجملها إلى الوصول لنظام صحي جيد وبالتالي صحة أفضل، لكن ذلك يتطلب وجود قوى عاملة مؤهلة بكفاءة عالية والذي يشكل أفراد التمريض أحد أهم عناصرهم.‏‏

تلعب كلية التمريض – عبر برامجها - التعليم الجامعي والتعليم المفتوح (التجسير) والدراسات العليا دوراً محورياً في الوصول إلى نوعية عالية من الخدمات الصحية إضافة إلى زيادة نسبة عدد الممرضين إلى عدد المرضى.‏‏

وكان لجامعة تشرين دور أساسي في أحد أهم محاور هذه الخطة الاستراتيجية لتطوير التمريض وهو التعليم وبناء القدرات فقد انبثقت إستراتيجية كلية التمريض في جامعة تشرين في تطوير تعليم التمريض من استراتيجية الجامعة. حيث وفرت الجامعة عبر خطتها الاستراتيجية الإطار الفلسفي الذي يتم بموجبه تحقيق التكامل والتناسق والترابط بين الهدف والسياسيات (الطويلة والقصيرة والمتناهية الصغر) بما يضمن أن كافة الأهداف والأنشطة المتناثرة هنا وهناك تصب جميعها نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية.‏‏

فكلية التمريض هي الكلية الأولى في القطر فقد أحدثت في العام 1994 بجامعة تشرين. وكانت رسالتها تقديم البرامج التعليمية الشاملة التي تعد الخريجين لدخول سوق العمل ليصبحوا ممرضين قياديين مزودين بقاعدة علمية متينة ومتحمسين وملتزمين بأخلاقيات التمريض وتطوير الذات والمهنة من خلال التعليم المستمر مما يساعد على دعم وتطوير الخدمات الصحية بمستوياتها الثلاثة الأولية والثانوية والثالثة وتلبية الاحتياجات الصحية للفرد والأسرة والمجتمع.‏‏

وتضيف الدكتورة غزال: إن اتجاه الشراع وليس اتجاه العواصف هو الذي يحدد وجهة سيرنا. أعتقد أن هناك عدداً كبيراً من محركي شراع التطوير في كل مؤسسة (سواء الجامعة أم الكلية أم مكان العمل..) الذين استطاعوا أن يقودوا ويوسعوا دائرة تأثيرهم بغض النظر عن المنصب الذي يشغلونه. إنهم استطاعوا تحريك أنفسهم وفريقهم أو القسم الذي يعملون فيه بطريقة أثرت على كل المؤسسة. فالشخص المحرك لشراع التطوير يمارس المبادرة ضمن دائرة تأثيره مهما كانت الدائرة صغيرة وأنا على ثقة بأن كل شخص فينا يحب بلده وبالتالي هو معني بتحريك شراع التطوير والتحديث في هذا البلد الحبيب نحو الأمام للوصول به إلى بر الأمان خلف القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار M_AKROSH@YAHOO. ">الأسد.‏‏

M_AKROSH@YAHOO. COM‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية