تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سيرة حياة بانيول..أدبـــــي للمـــــــاء والخبــــــز والحيـــــاة

عن لوفيغارو
ثقافة
الخميس 16-6-2011
ترجمة: مها محفوض محمد

منذ وفاته عام 1974 و جاكلين بانيول تعمل على احياء أعمال هذا الأديب المتعدد المواهب، و جاكلين زوجة بانيول التي أدت عشرات الأدوار على المسرح و في شاشة السينما

تنشر اليوم مذكراتها في سيرة حياة هذا الكاتب الدرامي و السينمائي الخارج عن المألوف تحت عنوان «مذكرات».‏

مارسيل بانيول ليس فقط أديبا مسرحيا و سينمائيا، انما هو أيضا أكاديمي رشحته الأكاديمية الفرنسية لعضويتها فأعماله كانت ترجمة لما يسمى الأدب الشعبي الذي يعمل على إلباس الفلكلور والتراث في الريف حلة جديدة فقد استوحى مارسيل بانيول من جده الذي يصقل الحجارة في الجبال ويستخدمها في البناء لكتابة عدد من مسرحياته كذلك الأمر بالنسبة لوالده المدرس في المعاهد العامة الذي دربه على حب العمل المتقن.‏

هكذا نجح الفتى المولود عام 1895 في أحد أرياف جنوب فرنسا و حصل على منحة لمتابعة الدراسة في مرسيليا ثم أصبح مدرساً للغة الانكليزية لكنه كتب الشعر و هو في سن السادسة عشرة و نشر في عدة مجلات ثم أسس مجلته الخاصة «دفاتر الجنوب» و منذ تلك المرحلة انخرط في الأجواء الثقافية في «ايكس أنبروفانس» حيث يقام المهرجان الشهير لإحياء الأوبرا الذي يحيي اليوم عيده الثالث و الستين.‏

و كان بانيول قد كتب أول مسرحية درامية شعرية عام 1913 الا أنه لم يتم عرضها على خشبة موليير لتتدفق بعدها روائعه على خشبات المسرح الفرنكوفوني انطلاقا من باريس عام 1925 و كان من أشهرها يومذاك مسرحية «تجار المجد» ثم مسرحية «جاز» عام 1926 ثم «توباز» أي «الحجر الكريم» عام 1928 و التي حققت أعلى نسبة نجاح ثم «ماريوس» عام 1931و بعدها «يوليوس قيصر» عام 1937 و هي ثلاثية كتبها بانيول للشاشة الفضية لتنتقل بعدها الى المسرح، و في تلك المرحلة تحول الى مخرج سينمائي لينقل الواقعية الى لغة الكاميرا التي انتقلت عدواها الى السينما الايطالية فيما بعد دون أن يهمل المسرح حيث عاد الى الخشبة في مسرحيته المعروفة «يهوذا الأسخريوطي» عام 1955 و نشر بعدها مجموعة دراسات تحت عنوان «نقد النقد» عام 1948 تقوم على السخرية الاجتماعية و تعرية المجتمع، وقد اشتهرت أعماله بشكل عام بكوميديا المواقف و هجائية الحوار.‏

تقول جاكلين في مذكراتها: اخترت العيش الى جانب مارسيل و أنا في سن الثالثة و العشرين، لم أبتعد عنه و لم أشعر بالندم، كنت بطلة أفلامه و زوجته و حبيبته و كم كنت أطرح عليه من الاسئلة.‏

أنجبت منه فريدريك الذي حذا حذو والده.‏

بانيول الذي تغزو أفلامه و روائعه عالم اليوم كانت أعماله قد بدأت من السينما الصامتة ثم عندما نطقت مثل «زوجة الخباز» و لم تخل كتابات بانيول من مذكرات الطفولة كرائعته «أمجاد أبي» و «قصر والدتي»، و «مرحلة الأسرار»، لقد أضاءت أعماله هذه سماء الأدب الفرنسي و عندما كان يسأل عما تتحدث مسرحياته و أفلامه كان يجيب: عن الخبز و الماء، عن الأطفال و الأمومة و عن كل ما يصل الى القلب ببساطة.‏

كان بانيول مبدعا لا يكل و لا يمل، مخترعا لأشكال فنية جديدة على خشبة المسرح، كذلك الأمر في السينما فقد كان من أوائل الذين دشنوا السينما الناطقة و استخدم الأشرطة الملونة و اعتمد كثيرا على الديكورات الطبيعية و بدأ بالواقعية الجديدة قبل أن تعرفها السينما الايطالية بحسب المخرج الايطالي روسيليني.‏

كذلك اهتم بالرياضيات في أواخر حياته، أما قوة لغته فقد جاءت من صوته الناطق باسم الشعب لدرجة أن طلاب المدارس كانوا يحفظون أعماله عن ظهر قلب لأنها تحكي عن بسطاء الناس.‏

اليوم تعيد شاشات التلفاز بث أعماله حتى هوليوود التي أنتجت أعماله سينمائيا عام 1931 تعيد اليوم اكتشافه، ففي الشهر الماضي بدأ عرض رائعته «ابنة حفار الآبار» بطولة دانييل أوتوي او الذي يستعد للقيام بالدور الرئيسي في الجزء الثاني من تلك الثلاثية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية