تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسرة الشهيد رفعت الحكيم: الوطن يكبر بتضحيات أبنائه

محليات - محافظات
الخميس 16-6-2011
رفيق الكفيري

تتلعثم المفردات وتنحني الكلمات ويضمحل خيال المبدعين عندما يراد بها وصفكم أيها الشهداء، كيف لا وأنتم الذين أعطيتم الحياة قدسيتها وخلودها الأبدي، وأنتم الذين عطرتم تربة هذا الوطن ورويتموها بدمائكم الزكية الطاهرة فتفتحت الأزهار

‏‏

واخضرت السنابل، فالشهادة خلود وأمانة ومن أكثر أمانة منكم أيها الشهداء الذين أديتم واجبكم بكل أمانة وإخلاص، من أكثر كرماً منكم يامن قدمتم أرواحكم وسطرتم أروع ملاحم البطولة والفداء من أجل عزة الوطن وصون كرامته ووحدته الوطنية، فأنتم الخالدون أبداً في الذاكرة والقلوب وذكراكم لن تموت أبداً لأنكم بحجم الوطن والوطن لايموت أبداً.‏‏

بقلوب يعتصرها ألم الفراق وبالألم الممزوج بفرحة نيل الشهادة، بزغاريد تطلقها النسوة للعرسان في يوم عرسهم..بالورود التي تلقى على جثامين الأبطال بحبات الأرز المنثورة والمعجونة بعشق الأرض وحب الوطن ودعت قرية بريكة في محافظة السويداء شهيداً آخر من شهداء الشرف والكرامة والعز والفخار،‏‏

‏‏

إنه الشهيد البطل المساعد أول /رفعت لطفي الحكيم/ الذي أبى أن يتأخر عن أداء واجبه الوطني ويتصدى للمجموعات الإجرامية المسلحة في جسر الشغور ليلحق بالشهيدين صفوان حسان وإياد زين الدين اللذين زفتهما السويداء بالأمس القريب ليلتحق الجميع بقافلة شهداء الوطن وينالوا وسام الشهادة.‏‏

والشهيد الشاب رفعت العريس الذي لم يمض على عرسه شهران أصبح عريس الوطن فرح به الجميع ودفع المهر من أجل عزة وكرامة الوطن وهل هناك مهر أكبر من الذي دفعه من أجل ذلك.‏‏

والد الشهيد لطفي الحكيم قال: بعد زواج ولدي بثلاثة أيام التحق إلى مكان خدمته لتأدية واجبه الوطني وقبل استشهاده بيوم واحد اتصل بي وأوصاني خيراً بوالدته وزوجته وتحدث مع أشقائه ولم يكن يدري وهو يتحدث إلى أمه أن الله يستقبله غداً في عداد الشهداء واستشهاده مبعث فخر واعتزاز لي ولأهل قريته وللوطن بأكمله ولدي الآن 7 شبان كلهم فداء للوطن وقائد الوطن والشهيد كان شجاعاً ومقداماً ومثالاً يحتذى بالأخلاق والصفات الحميدة وباراً بوالده ووالدته ومحباً لأشقائه وأصدقائه وأقربائه وأهل قريته وقدم نفسه فداء للوطن واستقراره.‏‏

‏‏

فعندما ناداه الواجب قضى شهيداً على أيدي الغدر وزارعي الفتنة تاركاً جسده لترتقي روحه إلى السماء ونحن نؤمن بقول الله عز وجل: «ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون».‏‏

والدة الشهيد رمزية الحكيم المؤمنة الصابرة الصامدة كبازلت الجبل الأشم والشامخة كشموخ الوطن قالت: يوم استشهاد ولدي الغالي رفعت، كان قلبي يشعر أنه سيكون شهيداً ويصبح في سجل الخالدين وإنني أرفع رأسي عالياً باستشهاده وقد قدمت أغلى ما أملك ولدي الغالي ليبقى الوطن موفور الكرامة، الله يحمي سورية وشعب سورية.‏‏

أشقاء الشهيد الصحفي وائل وسمير الشقيق الأكبر للشهيد وكميل وناهض وماهر وباسل وبشار قالوا: نحن أخوة الشهيد وكلنا مشروع شهادة وعلى استعداد دائم لنكون فداء للوطن ولقد تربينا على حب الوطن والاستشهاد من أجله. نحن نقدس تراب سورية ونعشقها وعندما ينادينا الواجب سنلبيه دون تردد وقالوا لقد غرس فينا أخونا الشهيد رفعت حب الوطن والتضحية من أجله وهو واحد من الذين ساروا على درب الشهادة ولن يكون الأخير على هذا الدرب. لقد كان الشهيد الأب الروحي للأسرة والأخ والصديق يحب الخير ويقدمه للصغير والكبير باراً بوالديه عطوفاً وحنوناً وصادقاً يعشق الأرض متفانياً في الدفاع عن الوطن والذود عن حياضه مؤمناً بالشهادة، قضى عمره وهو لايعرف حقداً أو كرهاً فجاء استشهاده ليكمل الصفات الحميدة التي كان يتمتع بها طوال سنوات حياته.‏‏

وأضافوا لقد أراد الأعداء والمتآمرون والعابثون بأمن واستقرار الوطن أن يشعلوا نار الفتنة في سورية والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وهي أشد من القتل ولكن شعبنا الواعي والمدرك لن تمر عليه هذه المؤامرة بل سيقضي عليها بتعاضده وتمسكه بالوحدة الوطنية وعشقه لأرضه ووطنه سورية ونتمنى أن يساهم دمه الطاهر في تطهير سورية من هؤلاء المجرمين العابثين بأمننا واستقرارنا. حفظ الله سورية والسيد الرئيس بشار الأسد راعي الشهادة والشهداء ورحم الله الشهيد الغالي وجميع شهداء الوطن وإن النصر بإذن الله لقريب.‏‏

زوجة الشهيد رشا نصر قالت: إن الشهيد لم يمت بل حي يرزق عند ربه واستشهاده تاج نضعه على رؤوسنا وزوجي الشهيد عطر تراب وطنه الغالي بدمائه الزكية وعريس زفته سورية وأعتز وأفتخر به.‏‏

بدوره مزيد الحكيم عم الشهيد ومختار قرية بريكة قال: قرية بريكة قدمت الكثير من الشهداء من أجل الوطن وكرامته. والشهيد هو واحد من الشهداء الذين جادوا بأرواحهم ودمائهم الزكية فداء للوطن وقائده لتبقى سورية مرفوعة الرأس موفورة الكرامة عصية على كل المؤامرات والشهيد رفع اسم قريتنا عالياً وكذلك اسم الوطن، وإننا نتمنى أن تكون دماء الشهداء نصراً لسورية وشعبها المعطاء.‏‏

سامر الحلبي من أهالي القرية قال: إن الشهيد تربى في أسرة كادحة تعمل بالزراعة روت الأرض بعرقها واليوم روتها بدماء الشهادة، والشهيد يتمتع بكل الصفات والمزايا الحميدة مؤدب وخلوق ومحب لأهل قريته مشارك لهم في أفراحهم وأتراحهم ونحن أبناء سورية المقاومة نقول للمتآمرين والمجرمين والقوى المعادية التي تقف خلفهم إن مخططاتكم ومكائدكم ستبوء بالفشل ومهما فعلتم لن تستطيعوا أن تحرمونا نعمة الأمن والأمان التي نعيشها في سورية ولن تنالوا من وحدتنا الوطنية بفضل دماء الشهداء ووعي أبناء الوطن الشرفاء الذين أدركوا حجم خطورة المؤامرة التي تستهدف الوطن وسورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ستخرج من هذه الأزمة أكثر قوةً ومنعةً.‏‏

سوسن ملاعب زوجة وائل شقيق الشهيد قالت: الشهيد كان محباً لجميع أهل بيته يحترم الكبير ويعطف على الصغير وكان يقول دائماً إن الوطن غالٍ والحفاظ على كرامته وسيادته واستقلاله يحتاج إلى تضحيات أبنائه وقد قدم دمه فداء للوطن وسيادته فمثواه الجنة، حفظ الله سورية وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد.‏‏

فهد قرعوني ومروان مكارم جيران أهل الشهيد قالا: لقد كان الشهيد رفعت مهذباً ومتواضعاً وهادئاً ودوداً مع الجميع ويحب جيرانه وأهل قريته، لذلك حزن عليه كل أهالي قريته لنخوته وشهامته وخلقه الرفيع لم يؤذ أحداً في يوم من الأيام وكل الذي بدر منه طيلة حياته المحبة والتسامح وطيب المعشر والوفاء ونتمنى أن يكون دم الشهيد ناراً تحرق أعداء الوطن ولن تذهب هدراً بل دمه سيساهم بإعادة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن.‏‏

خال الشهيد الشيخ يحيى الحكيم قال: إن رفعت تربى على قيم الشهادة ومعانيها السامية واستشهاده وسام فخر واعتزاز لنا ولكل مواطن شريف يحب بلده ويريد أمنها واستقرارها ولقد عطر دمه الطاهر مع بقية رفاقه الشهداء من أبناء سورية تربة الوطن الذي يحتاج إلى جميع أبنائه للتصدي للمؤامرات والمخططات التي تستهدف النيل من صمودنا ووجودنا.‏‏

نواف مكارم مدرس قال: شرف كبير لي بأن الشهيد كان من طلابي ومن الطلاب المجتهدين والمتميزين في المدرسة مخلصاً في عمله متفانياً في الدفاع عن وطنه.‏‏

بهاء الحلبي ومهران قرعوني وسليمان اشهيب رفاق الشهيد قالوا إن الشهيد كان مثالاً يحتذى في الصدق والإخلاص والوفاء وقدم مثالاً حياً في الجرأة والإقدام وحب التضحية واستشهاده موضع فخر واعتزاز من قبل الجميع وأكدوا أن دماء شهدائنا لن تذهب سدى وأن الشهادة شرف وعز وفخار وكلنا مشاريع شهادة من أجل عزة الوطن وأمنه واستقراره...‏‏

الشهيد رفعت الحكيم‏‏

‏‏

من مواليد قرية بريكة عام 1980 حصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة قريته والإعدادية عام 1995 من إعدادية مردك والثانوية الصناعية عام 1999 من ثانوية شهبا بدرجة الثاني على ثانويته وله 7 أشقاء وينتمي إلى أسرة كادحة، فوالده متقاعد عسكري ويعمل مزارعاً.‏‏

قريته تبعد عن مدينة السويداء شمال غرب 15كم يعمل سكانها والبالغ عددهم حوالي 1200 نسمة بزراعة المحاصيل الحقلية وبعض الأشجار المثمرة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية