|
ساخرة فذات يوم كان مسرعاً إلى عمله في دار الكتب الوطنية في القاهرة، لكونه قد خرج من منزله متأخراً قليلاً، وفي الطريق استوقفه أحد المارة وسأله: ياعم.... هذا الشارع يذهب إلى أين؟ فأجابه حافظ ابراهيم وهو يواصل سيره: هذا الشارع لا يذهب أبداً.... طوال عمره هنا! وكان حافظ ابراهيم يعاني من ضعف في نظره، وصادف ذات مرة أنه كان جالساً في حديقة منزله بحلوان، ودخل عليه الأديب الظريف عبد العزيز البشري، وبادره قائلاً: لقد رأيتك من بعيد فتصورتك وحدة ست. فرد عليه حافظ ابراهيم على الفور: والله يظهر نظرنا ضعف.... أنا أيضاً رأيتك من بعيد فظننتك رجالاً. وكان حافظ ابراهيم رغم اسمه الكبير فقيراً مثل معظم الشعراء، وذات يوم اشترى ثوباً وحذاء جديدين، فارتداهما وخرج بهما، فلاحظ أن الناس يتعاملون معه باحترام زائد، لم يعهده منهم من قبل. فقال مخاطباً ثوبه وحذاءه الجديدين: ياردائي جعلتني عند قومي فوق ما أشتهي وفوق الرجاء إن قومي تروقهم جدة الثوب ولايعشقون غير الرداء قيمة المرء عندهم بين ثوب باهر لونه وبين حذاء. وفي إحدى المرات... كان هناك عمل مسرحي يعرض على مسرح الأزبكية في القاهرة، وأراد حافظ ابراهيم وعبد العزيز البشري حضور العرض، ولما كان الاثنان لايملكان المال لحضور العرض، فقد حاولا الاعتماد على شهريتهما في الدخول إلى المسرح، لكن العامل المكلف بالباب منعهما من الدخول دون تذكرتين، ولم يشفع لهما اسماهما ولاشهرتيهما، لأن العامل لايعرف القراءة، ولايعنيانه في شيء. وأثناء النقاش حضر متعهد الحفلة، وكان يعرف حافظ ابراهيم جيداً، لكنه تمسك بثمن تذكرتي الدخول، لكنه لم يطلب الثمن نقوداً، وإنما شعر فصمت حافظ ابراهيم برهة ثم ارتجل البيتين الشعريين التاليين: رياض الأزبكية قد تجلت بإنجاب كرام أنت منهم فهبها جنة فتحت لخير وأدخلنا مع المعفو عنهم |
|