تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كفاكم سقوطاً

البقعة الساخنة
الجمعة 17-6-2011
علي نصر الله

ليست المرة الأولى التي يسجل الغرب فيها سقوطه على المستوى القانوني والقيمي، بل تكاد لاتحصى السقطات الأخلاقية له منذ إسهامه في خلق إسرائيل وتكريس كيانها الإرهابي شريكاً له في المنطقة،وحتى الآن.

الدول الغربية هي ذاتها التي تعرقل وتمنع إدانة مجلس الأمن الدولي لإسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، تقود اليوم حملات مسعورة ضد سورية تقوم على التزوير المتعمد للحقائق، وكأنها تسعى لتأكيد مقولة: إنها لاتريد التعلم من دروس الماضي ولايعنيها كثيراً معالجة أزمة الثقة القائمة بين الشمال والجنوب أوبين الغرب والشرق.‏

الغرب الذي يدعي الديمقراطية، ويباهي باحترام القانون والحريات العامة، لايتردد بتوجيه ضربة قاضية لكل هذه المفاهيم عندما يتعلق الأمر بإدانة إسرائيل على مجازر وجرائم حرب حقيقية لاينكرها الإسرائيليون ،بل كثيراً مايذهب إلى أكثر من ذلك عندما ينبري في الدفاع عن هذه الجرائم وفي سوق المبررات لها ووضعها تارة تحت عنوان حق الدفاع عن النفس وأخرى تحت عنوان محاربة الإرهاب، وهوالذي كان من أشد المؤمنين بحق الشعوب في مقاومة الاحتلال ؟!‏

هذا الغرب المنافق لايكتفي اليوم بلعب هذه الأدوار القذرة، بل يسعى للعب أدوار أشد قذارة من خلال بث الفتن بتبني واحتضان وتمويل التنظيمات الإرهابية المسلحة وتشجيعها على الخروج على الدولة والقانون وممارسة أعمال التخريب والقتل، ثم محاولة لوم وإدانة الدولة من خلال قلب الحقائق وتزويرها باتهام الدولة باستخدام القوة ضد(المتظاهرين) ؟!.‏

هل تقبل ديمقراطياتهم وجود تنظيمات إرهابية مسلحة تشهر السلاح ضد الشرعية، وقد رأينا (ساركوزي وزير الداخلية) كيف مارس القمع الدموي ضد الاحتجاجات الشعبية المطلبية في أحياء باريس قبل عدة سنوات!!.‏

لانحتاج دروساً من أحد في الإصلاح والديمقراطية، وإذا كان البعض يشعر بالاحباط لعدم تمكنه من تمريرمايريد من مخططات شيطانية ضد سورية عبرمجلس الأمن الدولي، فما عليه سوى التخلي عن هذه المخططات والعودة إلى العقل والقانون والأخلاق كي يتخلص من إحباطاته.‏

لقد قالتها روسيا صراحة بعد أن وجهت للغرب عدة رسائل شديدة الوضوح عبر مناقشات مجلس الأمن،ومن خلال مقاطعتها جلسة المشاورات الأخيرة: «من المهم الآن التخلي عن محاولة تصوير الأمر، وكأن قوات الأمن السورية تحارب المدنيين، فهناك تنظيمات مسلحة تواجهها، ولايوجد دولة في العالم يمكن أن تصمت أوتصبر على تمرد مسلح»..‏

لاتزوروا الحقائق ...كفاكم سقوطاً..إن سقوطكم القانوني والقيمي المتجدد، وتزويركم التاريخي الذي لم يتوقف يفاقم أزمة الثقة بكم، وهو بالتأكيد لايخدم مصالحكم ولامسيرة السلم والاستقرار الإقليمي والدولي .‏

ali.na_66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية