تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الغرس الصالح سياج الوطن

مجتــمـــــع
الجمعة 17-6-2011
أنيسة أبو غليون

إن الحب الحقيقي على هذه البسيطة هو حب الوطن.. تلك المرساة الخفية الراسخة، التي تربط سفن عواطفنا بمراسي أرض الوطن، حيث يشعر الفرد بالأرض التي ولد عليها، الأرض التي يكبر في كنفها، الأرض التي يشعر فيها بكرامته وعزته،

وبأمانه العائلي، ورزقه مقابل عمله والفرصة بإعطائه العمل وهو قادر على العطاء فيه، الأرض التي يشعر أن جاذبيتها تحمي توازنه وثباته وتدفع حركته للأمام.. الأرض التي يرى فيها حاضره ويستطيع أن يطل بها على مستقبله.. هذه هي أرضنا أرض سورية.. عندما نغادرها نذرف الدموع، دموع الحزن والأسى على فراق الوطن الغالي لأننا نفتقد بذلك الحضن الدافئ الذي يجمعنا، ولأن أول ما يتعلمه الطفل ومنذ نشأته حب الوطن والتضحية من أجله.. وتقع المسؤولية هنا على عائق الأسرة بتنمية وافتخار الأبناء بالانتماء لتراب هذا الوطن الأبي.. ففي وطننا كل شيء جميل. لذلك فالأهل يتحملون العبء الأكبر لزرع الانتماء داخل نفوس أطفالهم، ما يخلق فيهم الاستقرار والطمأنينة.. على الأهل أن يشعروا أطفالهم بأهمية هذا الانتماء وبضرورة حب الوطن والاعتراف بحقوقه والالتزام بجميع قوانينه واحترام أنظمته.. وعلى الوالدين أن ينميان بداخله الحب الحقيقي لوطنه وأن حبه شيء أساسي وفطري لذلك يستطيع الوالدان أن يدخلا في أعماق أطفالهما ويستخرجا ما في داخلهم ويغرسا بداخلهم أيضاً الصمود أمام التحديات.‏

ففي وطننا الغالي سورية تحتضن الأمهات صغارها كما الأشجار الكبيرة في حضنها غراس مهما تقصفت ورجفت فالرعب الذي يعصف بأوراقها سيكون بعيداً عن حنو تغدقه على براعمها.. في وطننا الغالي تحتضن طفلها فترتوي من حبه ويرتوي من حنانها.. وتنقش في داخله أن الخير لايولد على الصخور الصماء.. والقلب عندما تكون الصخرة ملساء تنحدر عليه القطرات الندية فلا تنبت فيه ثمرة ولا تورق ورقة لذلك يفتخر شعبنا أمام الأمم قاطبة أن وطننا في أمان.. ونقول لكل من يريد أن يزرع بذور الحقد والفرقة بيننا.. ولكل من يكره وطننا ويتربص بالانقضاض والتعدي عليه.. نقول: بأن وطننا عصي عليكم ومنيع.. وفرصتكم تم وأدها لأننا شعب أبي وأصيل.. واعتاد أن يقف في وجه العواصف والزلازل والطوفان.. لن نأبه للخبثاء وابتكاراتهم العبثية لن نلتفت إلى الوراء وسنظل ننعم بالطمأنينة والسكينة والأمان والاستقرار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية