|
رؤيـــــــــة غير أننا نستطيع القول: إن الحركة الفنية التشكيلية السورية، لاتزال تفتقد لدور المتحف ومراكز التوثيق والمعلوماتية التي تساعد في إعادة كتابة مراجع الدراسات الفنية النقدية والأكاديمية. كما أن النقد السوري المتقدم والعصري والراقي، لم يدرس، ولم يفهم كما يجب، ربما لأن البعض يجد في العمق النقدي والتحليلي غموضاً، بدليل أن بعض ادعياء النقد حين يكتبون عن الفن فإنهم يسهبون ويسترسلون في الأخطاء والمغالطات والتناقضات، الشيء الذي يكشف بالتالي عدم قدرتهم على استشراف آفاق الكتابات النقدية الموضوعية والجادة. فحتى اليوم لانكاد نعثر على دراسة نقدية مطولة واحدة تتناول كتابات هذا الناقد أو ذاك في إطار ما يسمى «نقد النقد» وقد يأتي اليوم، الذي يعيد فيه النقد القادم الاعتبار لبعض نقادنا الرواد والحاليين ويتم تصنيفهم كقامات ابداعية غير مكتشفة. وثمة ظاهرة عالمية واحدة يجب الانتباه إليها، وهي أن كتابات الفرنسي أندريه مالرو أحد أشهر وابرز نقاد الفن في هذا العصر، لم تكن مدرسية ولامنهجية والكتب التي تناول من خلالها تاريخ الفنون وخاصة منذ عصر النهضة وحتى مجيء بيكاسو يتم تدريسها اليوم في جامعات عالمية. وقد يكون أندريه مالرو أشهر مثقف عالمي لم يحصل على شهادة جامعية، حيث توقف عن الدراسة منذ حيازته على الثانوية وبدأ البحث عن النسخ النادرة والتفرغ للقراءة والكتابة والسفر والسياحة، حتى استطاع الوصول إلى منصب وزير ثقافة فرنسا وتحقيق حلمه بتحويل باريس إلى عاصمة ثقافية عالمية في عهد الجنرال ديغول. فالنقد ليس مجرد شروحات وقواعد أكاديمية ولامعادلات رياضية محسومة النتائج، إن النقد أبعد من ذلك بكثير، وقد يتخطى الأزمنة والأمكنة، حيث يمتلك القدرة على استشراف مستقبل وآفاق العمل الفني. adibmakhzoum@hotmail com |
|