|
استراحة ومن يقلب في أوراق التاريخ فسيكتشف عدداً من مشاهير العلم والأدب كانوا يشاركون المعري فلسفته النباتية. وجرى هذا قبل أن يكشف العلماء أن النباتيين هم الأطول عمراً، وأن الإكثار من اللحوم يسبب أمراضاً خطيرة، ولا يشمل هذا التحذير الأسماك التي تعتبر مفيدة في كثير من جوانب صحة الانسان. ويفيد الباحثون أن أسباب خطر تناول اللحوم ليست واضحة، إلا أن الآليات المحتمل حصولها في الجسم تشمل وجود مركبات في اللحوم تسبب التغيرات والتحولات الأساسية والطفرات الوراثية في الجسم، أو أن الخضراوات تمنح الجسم حماية خاصة من تلك التبدلات. ونتيجة هذه الأبحاث كثر النباتيون ولاسيما من الجنس الناعم اللواتي يرغبن في قوام رشيق ونضارة في الوجه لا تتحقق إلا من خلال الاقتصار على الفواكه والخضار، كما أن البرنامج الغذائي النباتي غني جداً بالألياف والتي تغيب تماماً عن المنتجات الحيوانية وهي مهمة جداً بالنسبة للإنسان. وينصح الأطباء من يرغبون في الانضمام لقائمة النباتيين بضرورة تخصيص يوم واحد في الأسبوع للأكل النباتي في البداية لأن الجهاز الهضمي يحتاج وقتاً ليتلاءم مع الطعام الجديد، ونصحوا بتنويع الطعام بين البطاطا والعدس والفاصوليا وفول الصويا والخضراوات والفواكه. ومن أشهر النباتيين في التاريخ الشاعر أبو العلاء المعري الذي كان يشفق على الحيوان من الذبح وحرم على نفسه أكل اللحوم، ومنهم أيضا ابن المقفع مؤلف كتاب كليلة ودمنة، وكان يكتفي بأكل العسل، ويقال إن الإمام مالك صاحب المذهب الفقهي المعروف كان نباتياً في أيامه الأخيرة حيث تخلى عن اللحوم تماماً وكان يكثر تناول الفاكهة. وربما كان (المحدث النووي) النباتي حتى العظم غير المشهور من المتابعين للشخصيات النباتية، حيث كان طعامه يقتصر على الخضار والفواكه من بساتين الشام التي عرف أصحابها بالنزاهة والاستقامة، واقتصر في أواخر حياته على تناول الكعك الذي تصنعه له أمه وترسله من بلده إلى دمشق، وربما كان النووي هو الوحيد الأقصر عمراً بين النباتيين حيث توفي في منتصف الأربعينيات من عمره بعد عودته من مصر.إثر سفر شاق. ومن النباتيين العرب الطبيب الأندلسي ابن البيطار، وكذلك الرياضي والفلكي الخوارزمي مؤسس علم الجبر، حيث كان الخوارزمي يكره اللحوم تماما دون أن يفصح عن سبب هذه الكراهية. وظهر في الغرب القديم علماء اشتهروا بالنباتيين، ومنهم إقليدس أحد عباقرة الرياضيات والفلسفة الإغريقية قبل الميلاد، والفيلسوف والرياضي الشهير فيثاغورس الذي امتنع عن تناول اللحوم لاعتقاده فيما يسمي بتناسخ الأرواح. وفي العصر الحديث، هناك فرانك جيمس عالم الفيزياء الأميركي أحد الذين عملوا بالطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل عام 1925 وكان يتناول البقوليات بمختلف أنواعها ويقول: إن تناول اللحوم عادة حيوانية يجب أن يمتنع الإنسان عنها. |
|