|
استراحة كان بنجامين ايزنستاد، الشاب المولود في كانون الأول من العام 1906م، يعمل في كافتيريا صغيرة في أحد أزقة بروكلين في نيويورك. الشاب المتململ ضاق ذرعاً بمهمة تعبئة أواني السكر (السكريات) على طاولات الكافتيريا كل يوم، لكنه وضع ضيفه جانباً ومضى في عمله، حتى إذا أفلست الكافتيريا انتقل إلى مصنع صغير لتغليف عبوات الشاي. وفي المصنع، فكر ايزنستاد في أن يستفيد من الآلة التي تقوم بتغليف عبوات الشاي في التخلص من همه القديم بتعبئة السكريات، وذلك عبر تغليف السكر بدلاً من الشاي. أتى بكيس من السكر، وفكر ما هي الكمية التي ينبغي عليه أن يدرجها في كل عبوة، وأتت له الفكرة طائعة: مقدار ملعقة شاي واحدة من السكر. وبالفعل، نجحت الفكرة من المحاولات الأولى. إذ حمل نماذج من عبواته وطاف بها على مديري شركات إنتاج السكر الكبرى، فلاقت الفكرة قبولاً سريعاً وتم تطبيقها مباشرة. إلا أن ايزنستاد في عجلته نسي أمراً جوهرياً، فلم يسجل براءة اختراع لفكرته، وبالتالي ضاعت حقوقه ولم يأخذ من أرباح الفكرة شيئاً يذكر. لم يتوقف بنجامين ايزنستاد عند هذا كثيراً، فسرعان ما أتى في العام 1957م بخلطة جديدة للسكرين، المحلي الصناعي الذي كان قبل صيغة ايزنستاد يستخدم بصيغة قطرات سائلة أو على شكل أقراص يصعب تذويبها في السوائل والأطعمة. وأنشأ لتسويق هذا الابتكار شركة لاقت نجاحاً كبيراً في هذا المجال. ورغم أن ايزنستاد قصد بالخلطة الجديدة مطاعم المستشفيات والمؤسسات الصحية، إلا أنه أدرك عندما هلت تباشير نجاحها مدى فائدتها للمستهلك العادي الذي يرغب في تقليل استخدامه للسكر الطبيعي لمرض ما أو لاتباعه نظاماً لإنقاص الوزن. وتبع هذا النجاح نجاح آخر، عندما قدَّم ايزنستاد صلصة الصويا بنفس فكرة عبوات السكر. وبعد هذا النجاح، اختير كرئيس مجلس الإدارة لإحدى شركات البحث والتطوير في بروكلين حتى وفاته في نيسان عام 1996م. ماذا عن عبوات السكر؟ لاتزال اليوم تحتل مكاناً عزيزاً على طاولات المقاهي والمطاعم بدلاً من السكريات القديمة، لأسباب تتعلق بنظافة استخدامها وجرعتها المحدودة بأربعة جرامات في غالبية دول العالم، والتي تساوي 15 سعرة حرارية في العبوة الواحدة، أما في بعض الدول مثل بولندا مثلاً، فإن العبوة الواحدة من مغلفات السكر تحوي من 5 إلى 15 جراماً من السكر. |
|