تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حســـناوات الســــينما الأوروبيــــــة...وعودة للأضواء بعمر الخامسة والسبعين..

ثقافة
الجمعة 9-10-2009م
لميس علي

(إنها تفعل ما يعجبها وهذا هو المقلق).. اختصرت بهذه العبارة سيمون دي بوفوار مسيرة حياة نجمة الاغراء الفرنسية بريجيت باردو التي احتفلت في (28) أيلول الماضي بعيد ميلادها الخامس والسبعين.

والحقيقة إن (بي بي) كما لقبت وعرفت، لم تحتفل من تلقاء نفسها بأعوامها تلك، بل قام المسؤولون في مدينة استوديوهات السينما الفرنسية بالاحتفال بهذه المناسبة بإقامة معرض يتناول حياة بريجيت، أهم مراحلها، بدأ في (29) أيلول الفائت ويستمر حتى مطلع العام القادم.‏

وفيما تكمل شقراء السينما الأوروبية سنواتها الخامسة والسبعين تشاركها ذات المناسبة سمراء السينما الأوروبية، الايطالية صوفيا لورين في (20) أيلول.‏

تجتمع الاثنتان بمفاصل حياتية تتشابه لدى كل منهما، وتختلفان بطريقة حياة واسلوب عيشهما.‏

إذ عرفتا رمزاً لنجمات ما بعد الحرب العالمية الثانية بأنوثة زاخرة وصارخة، وشكلتا نقطة تحول بارزة في تاريخ السينما الأوروبية. كل واحدة تمثل حقبة مهمة من تاريخ بلدها، لا سيما بريجيت التي تمكنت من تبديل القواعد الأخلاقية التي كانت متبعة في تلك الآونة.‏

السمراء الإيطالية..‏

ولدت تحت اسم صوفيا فيلاني سكيتشلوني، أمها كانت معلمة بيانو عاشت دون أب، مع شقيقتها تحت اشراف جدتهما في بوتزيولي قرب نابولي.‏

حين بلغت الرابعة عشرة، شاركت بمسابقة الجمال في نابولي ووصلت إلى الأدوار النهائية، التحقت بأحد فصول التمثيل. تمكنت بعد ذلك من الحصول على فرصة تمثيل دور صغير في أحد أفلام ميرفن ليروي، مبتدئة مهنتها كممثلة.‏

تعرفت بعد ذلك على كارلو بونتي منتج أفلام، الذي ساهم بإطلاق شهرة جينا لولو برجيدا، تزوجت منه عام 1957 بالوكالة، ثم تزوجا زواجاً مدنياً في فرنسا عام 1966م. أنجبت منه ابنيها بونتي الابن وادواردو.‏

قلّ عملها الفني بعد أن أصبحت أماً وفي الستينيات حصدت العديد من الجوائز في مهرجانات: كان، فينسيا، وبرلين، كأفضل ممثلة، كما منحت جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وهي جائزة الأوسكار الأولى التي كانت قد منحت كممثلة ليست إنكليزية على الرغم من فشل عدد من أفلامها ودخولها السجن عام 1982 بسبب تهربها من دفع الضرائب، فقد ظلت تحتفظ برصيد كبير من محبة الجماهير لها. وفي عام 1995 نالت جائزة الغولدن غلوب.‏

والشقراء الفرنسية..‏

عرفت بحياتها البوهيمية الصاخبة وتناقضاتها الصارخة، تركت عالم الشهرة والنجومية وهي في ذروة مجدها عام 1973م، إلا أنها بقيت مغرمة بالأضواء، تخاف الوحدة وتكره الانسان وتفضل الحيوان.‏

عاشت حياة مليئة بالصخب والمتعة وقررت فجأة أن تدير ظهرها لعالم الأضواء هاربة إلى عالم الانطواء والعزلة. بعد طول مدّة اكتشفت أنها فشلت في الحياتين على السواء، ولم تتمكن من تحقيق وجود اجتماعي يرضي الجانب الانثوي لديها.‏

التناقض الذي وسم حياتها كان نتيجة احساسها أنها لم تقدم شيئاً حقيقياً تستحق عليه كل تلك النجومية والشهرة، كما أنها لم تنجح بتجاربها الزوجية المتعددة التي بدأتها بزواجها من روجيه فاديم مخرج فيلمها الأول (وخلق الله المرأة).‏

حاولت الانتحار مرات عدة نتيجة احساسها بالفشل، وبعد بلوغها الستين أدلت بتصريحات جريئة منها..(نعم أنا كبرت في السن، وماذا في ذلك؟ إنها طبيعة الأشياء وأنا أرفض أن أقاتل الطبيعة. عندي تجاعيد لأنني رفضت اجراء جراحة لشد الوجه. إنه الزمن وعلينا أن نقبل منطق الزمن)‏

وتستنكر فترة حياتها الأولى قائلة: (بريجيت باردو التي عملت في السينما ليست أنا، إنها شخص آخر غيري، ولا علاقة لي بما فعلته باردو الأولى).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية