تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شهود .. بلا حدود

معاً على الطريق
الجمعة 9-10-2009م
قمركيلاني

أصبحت عبارة: (بلا حدود) مألوفة لدينا.. أطباء بلا حدود.. صحفيون بلا حدود.. متطوعون لحقوق الانسان بلا حدود..إلخ..،

وأنا أيضاً وبعد حرب حزيران 1967 تساءلت أين هي حدود إسرائيل هذه التي أعلنوها في الأمم المتحدة ولم يرسموا لها حدوداً؟ وكأن أمرها أصبح واقعاً .. واعتيادياً لدى الأمم المتحدة نفسها ودول العالم.. وكأن إسرائيل اعتبرت شرعية هكذا بلا حدود.‏

وهذه اللامحدودية في الفواصل بينها وبين غيرها من الدول زاد في أطماعها التوسعية.. وفي ممارستها العدوانية الوحشية من أسر وغدر.. ومؤامرات واغتيالات حتى وصل بها الحال الى الإدعاء أنها في دفاع عن النفس.. فأين هي هذه ( النفس) وهي تخترق المعاهدات الدولية فيما يتعلق بالاحتلال .. ومن ثم مارست وبعد معاهدات للسلام قضم المدن والقرى حتى وصلت إلى القدس فإذا بها تريد ابتلاعها مع حقوقها ومقدساتها.. وتحت سمع العالم وبصره .. وأمام شهود بلا حدود.‏

فالشهود على هذه الجرائم التاريخية ليست منظمة الأمم المتحدة.. ولا أحرار العالم.. ولا العارفين والمعترفين بحقوق فلسطين بل الشجر والحجر.. وأهل القرى والبدو كما الحضر.. وليس الشيوخ والراشدين والعاملين على شؤون حياتهم فقط.. بل الأطفال الصغار.. حتى المواليد الذين التقطوا ضوء الحياة .. قرب المعابر والممرات والحديث يطول.. ويطول.. وتفاصيله في ضمير التاريخ مسطور.‏

لكن العجب العجاب أن الإعلام العالمي المقبوض عليه صهيونياً يتجاهل كل مايبثه الفضاء.. وكذلك صدى الصحف والإذاعات وحتى الأخبار والشائعات.. أقول يتجاهل كل هذا .. وأكثر من هذا عندما يقزم أحداثاً مريعة هي جرائم حرب بكل مافي الكلام من معنى فيطمسها.. وربما أنكرها وكأن ليس للعالم عيون وآذان.. وليست هناك حقوق إنسان.‏

هذا ووسائل الإعلام بلا حدود تهتم وتنشط إزاء خبر رياضي أو فني.. أو غابة شملها الحريق أو اللهب.. أو أمطار فاضت.. أو أرض غاصت.. فكيف يمكن السكوت عن كل مايجري .. ولا تحرك ساكناً مأساة الأسرى بالألوف.. ولا الصرعى بالألوف أيضاً.. ولا الجائعين والمحاصرين والمصادرة حرياتهم وأموالهم؟.‏

طلائع الشهود يتكاثرون .. عسى أن يصبحوا بلاحدود .. فهذه الجزر الصغيرة من مؤسسات .. وهذه الثقوب الشاحبة لدى الحكومات.. وهذا الرأي العام العالمي الذي يتململ صحواً ووجداناً لابد أن ترتفع وتائره حتى يقود تياراً عالمياً ضد الظلم والقهر.. وهذه الصهيونية التي احتار في أمرها الأمر.‏

فمتى ياترى ترتفع أصوات المحتجين والمستنكرين لما يجري في البلاد العربية عامة وفي فلسطين خاصة وفي القدس على وجه أخص؟.. ومتى يصبح الضمير العالمي حازماً وجازماً ويصدق البشرية القول في حقائق مايجري على الأرض من استعمار جديد.. وصهيونية متجددة.. ونفق مظلم سوف تسير به الحضارة إلى نهاية النهاية؟ .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية