تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسلوب تغطية القنوات التحريضية لاحتفالية رفع أكبر علم سوري يكشف حقيقة تآمرها

الثورة_ رصد إنترنت
الصفحة الأولى
الجمعة 17-6-2011
أمين الدريوسي

الحقيقة الساطعة التي أعلنها مئات آلاف المواطنين من مختلف شرائح المجتمع السوري بشكل عفوي في دمشق أمس الأول خلال فعالية رفع أطول علم سوري وعبروا خلالها

عن وقوفهم ضد المؤامرة على سورية ورفضهم محاولات التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية لم تحرك ضمائر القائمين على بعض المحطات الفضائية المغرضة التي لهثت على مدى الأسابيع الماضية وراء صور ومشاهد مرتجفة وضعها أو فبركها أشخاص مجهولو الهوية على مواقع معروفة الانتماء والهدف لمجرد كونها تخدم أجندتها وانخراطها في مشروع عدائي خارجي ضد سورية.‏

وآثرت هذه القنوات الفضائية أن تعلن عن نفسها معادية للشعب السوري الذي خرج بشكل عفوي ليعبر لكل العالم عن مواقفه الوطنية مما يجري في وطنه بصراحة وذلك عندما اقتصرت تغطيتها على مشاهد قصيرة ولأوقات قليلة وبدت كأنها تنفذ مضمون رسالة واحدة ودليل ذلك تشابهها إلى درجة التطابق في تغطية الحدث الذي حاولت استغلاله في سياق سياستها التحريضية والتضليلية.‏

ولم يشفع الوقت الطويل لانتهاء الفعالية الأهلية والشعبية والشبابية على أوتستراد المزة لدى قنوات التحريض وعمدت إلى تغطيتها بالثواني وبعضها نقلها كصورة فقط دون المرور على المضامين ربما بهدف استثمارها لاحقا واعتبارها تظاهرة في إحدى المدن السورية كما فعلت قبل ذلك أكثر من مرة. إن ضخامة الحدث وعفوية تعبير المشاركين فيه فرضت على بعض هذه المحطات تسجيل وجود.. وليتها لم تفعل ذلك فلم يكن مستغربا أن تغيب الصورة الناصعة لرفض السوريين للمؤامرة على وطنهم ولحملات التشويه والتضليل عن شاشات بعض تلك القنوات نهائيا ولكن المستغرب والمستهجن أن تتعمد هذه القنوات تغطية هذا الحدث بشكل قاصر.‏

وجاء تعمد هذه القنوات المغرضة بث لقطات بالثواني من الفعالية الأهلية والشبابية والشعبية الطوعية في اوتستراد المزة ضمن تقارير أو في خبر بسيط مترافقا مع مشاهد مجهولة المصدر والمكان والزمان كدليل اضافي حي وموثق يؤكد غياب كل عناصر العمل المهني بما فيها الحيادية والموضوعية والواقعية عن عمل هذه القنوات التي بالمقابل منحت أشخاصا أعطتهم اسم شهود عيان الأوقات والمساحات الحرة خدمة لأجندتها ضد سورية.‏

ولأن المشهد في اوتستراد المزة جاء كدليل صارخ على فشل هذه القنوات التحريضية في كسب رهان الوقت اقتصرت قناة الجزيرة في تغطيتها على بضع ثوان فقط وعمدت بخبث إلى اعتبار المشهد مختلفا عن باقي المحافظات لتمرر أجندتها التحريضية.‏

أما قناة فرانس 24 فبعد تفكير طويل عرضت الخبر بعد ساعات متأخرة من حدوثه في نهاية تقرير طويل عن سورية ولمدة لم تتجاوز العشرين ثانية فيما كانت باقي مدة التقرير مخصصة لصورة منقولة عن المواقع الالكترونية لا تحمل أي صك براءة لمخترعها متبعة سلوك نظيرتها الجزيرة بالتساؤل عن منح الأذن بالتظاهرة دون أن تسأل من هم المنظمون وفيما إذا كانت هذه الفعالية ينطبق عليها قانون التظاهر.‏

ولم تختلف قناة بي بي سي عن الجزيرة وفرانس 24 في تغطية هذا الحدث من حيث المدة أو الأسلوب وهذا ما فعلته قناة العربية التي ترفع شعار /أن تعرف أكثر/ حيث لم ترد لمشاهديها أن يعرفوا أكثر مما تريد هي أن يعرفوه.‏

لقد كانت السمة المشتركة لهذه القنوات المغرضة في تغطية فعالية رفع أطول علم سوري هي التعتيم وهذا ليس غريبا منها فسياستها التحريضية ضد سورية لا يمكن أن تتحقق بنقل الحقيقة والصورة الناصعة لما تريده الغالبية من الشعب السوري بل ببث مشاهد مفبركة ومضللة من ألفها إلى يائها.‏

وفي هذا السياق أكد موقع صحيفة الانتقاد اللبناني الالكتروني وجود قرار داخل إدارة محطة قناة (فرانس 24) بالتعامل مع الأحداث في سورية على قاعدة الخصومة القوية للقيادة السورية.‏

ونقل الموقع عن أحد المقربين من صحفيي القناة قوله: إن أمراً عاماً جرى إبلاغه لجميع العاملين في البرامج السياسية والأخبار في المحطة بالتعامل مع الحدث السوري على قاعدة الخصومة القوية مع القيادة السورية وتأييد التحركات ضدها أياً كانت وكيفما ظهرت. ‏‏

وأشار الموقع إلى روايات بعض الصحفيين الموجودين في باريس الذين أكدوا أن استديوهات القناة ومكاتبها تحولت إلى ساحة احتجاج ملأى بالشعارات المناهضة لسورية وأن الشعارات كتبت ووضعت في كل مكان بينما كان الفريق الصحفي العامل يتعاطى مع الحدث السوري بانحياز كامل ضد القيادة. ‏‏

وقال الموقع: يمكن لكل متابع لبرامج المحطة بلغاتها الثلاث وخصوصاً العربية والفرنسية أن يلاحظ الحضور الكبير والقوي والكثيف في البرامج السياسية وفي نشرات الأخبار لكل أطياف ما يسمى ب (المعارضات السورية) في الخارج فضلاً عن أفراد مغمورين في حملة إعلامية شديدة وعنيفة ضد سورية تزامنت مع المواقف الفرنسية المستجدة من دمشق وسبقت هذه المواقف تصلباً وتحيزاً.‏

وقال الموقع: إنه لا شك في أن الكثير من وسائل الإعلام العالمية والعربية وخصوصاً القنوات الفضائية الإخبارية قد سقط في امتحان الأحداث السورية وفقد مصداقيته لدى الجمهور الذي لم يعد يعرف ماذا يقدم له حتى يأخذ ما هو مناسب غير أن سقطة قناة (فرنسا 24) في فضيحة انتحال شخصية سفيرة سورية في باريس لمياء شكور جاءت قاضية على سمعة المحطة. ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية