تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إي كولاي.. هل هي حرب بيولوجية؟؟

علوم وبيئة
الجمعة 17-6-2011
لا تزال الأبحاث جارية على قدم وساق لكشف لغز بكتيريا إي كولاي التي أصابت آلاف الأشخاص من دون أن يعرف مصدرها وسببها وأدت إلى وفاة نحو 33 شخصا في ألمانيا والسويد. الآن يعرف العلماء سلالة الجرثومة، فماذا بإمكانهم أن يفعلوا؟

لا يؤمن البروفيسور بيترز، مدير معهد علم الأحياء الدقيقة في جامعة مونستر، بأن جرثومة إي كولاي حرب بيولوجية هناك آليّتان لانتقال الجينات بين سلالات البكتيريا. ففي العادة تتكاثر البكتيريا بالانشطار، وبذلك تنشأ بكتيريا طبق الأصل عن البكتيريا الأم، ويطلق على هذا النوع من توريث الجينات «التكاثر العمودي». لكن هناك إمكانية لتوريث الجينات أفقيا، وهذا يتم حين تعطي بكتيريا ما جيناتها إلى بكتيريا أخرى، حتى ولو كانت من نوع أو سلالة مغايرة.‏

ويتم التكاثر العمودي بثلاثة أشكال: فعند انشطار الخلية قد «تفلت» أو تنساب مادة وراثية وتنتشر في البيئة المحيطة، «وهناك يمكن أن يتم استيعابها من بكتيريا أخرى»، كما يقول البروفيسور جورج بيترز، مدير معهد علم الأحياء الدقيقة في جامعة مونستر. ويطلق على هذا النوع من انتقال الجينات: التحوّل.‏

الشكل الثاني من انتقال الجينات يسمى الاقتران، وهو يحدث حين تقترن بكتيريّتان ببعضهما البعض عن طريق نتوءات من البروتين تكون على شكل قناة. وعبر هذه القناة التي تسمى الشعيرة الجنسية «Sex-Pili» تنتقل الجينات من بكتيريا إلى أخرى. وهكذا تظهر سلالات جديدة من البكتيريا لها مزايا جديدة.‏

ظهرت البكتيريا المعوية النزفية في عام 2001 في كوريا الجنوبية لدى مريضة تلقت العلاج وشفيت. آنذاك لاحظ العلماء أن هذه البكتيريا تلتصق بجدران الأمعاء. لكن الجديد في هذه البكتيريا بشكلها الذي ظهرت فيه بألمانيا، هي أنها أصبحت مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية. وأظهرت التحليلات الجينية أن البكتيريا أصبحت مقاومة للعلاج بسبب مزايا جديدة اكتسبتها من جينات بكتيريا إي كولاي أخرى. وحتى الآن لا يعرف العلماء أين كانت هذه البكتيريا ولا أي شكل من أشكال الانتقال اختارت للاندماج مع البكتيريا الحالية.‏

فك الشفرة الجينية للبكتيريا يساعد على اكتشاف الدواء المضادلكن هناك أمل: فالآن بات العلماء قادرين على مقارنة شفرة جينات سلالات البكتيريا المختلفة وتحضير الدواء المناسب لمقاومتها. ويركز العلماء على سموم شيغا التي تفرزها بكتيريا إي كولاي لأنها تشكل خطرا حقيقيا على حياة الإنسان. ويعتقد العلماء أن الصدفة لعبت دورا في جعل هذه البكتيريا خطيرة على الإنسان، لأن البكتيريا قد تأخذ جينات من بكتيريا أخرى تؤدي إلى فنائها وليس إلى تقويتها. ويقول البروفيسور بيترز «هذا أمر عادي، وهو يحدث في الطبيعة بشكل دائم وسيبقى الأمر كذلك». لذلك ينفي أن تكون البكتيريا المنتشرة في ألمانيا حاليا حربا بيولوجية وإرهابا :»هذا، وحسب المعلومات المتوفرة حاليا وبكل تأكيد، هراء». إضافة إلى ذلك تقوم ألمانيا منذ سنوات، بفحص بكتيريا وفيروسات الأمراض المعدية للتأكد من أنها ليست من صنع الإنسان. وقد أجريت هذه الاختبارات على بكتيريا إي كولاي دون العثور على ما يشير إلى وجود دور للإنسان في تكوينها وانتشارها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية