تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محور المقاومة في مواجهة المخططات الإسرائيلية

شؤون سياسية
الثلاثاء 22-4-2014
منير الموسى

إسرائيل تسعى إلى استغلال الوضع في سورية وبانتظار الظروف المناسبة لإضعاف الدولة السورية، والتخلص من الحكومة السورية. فالأهداف النهائية الإسرائيلية من التطورات في سورية واضحة، لأن الكيان الصهيوني على أعلى تنسيق مع ما يسمى معارضة خارجية ويستقبلون أعضاءها في تل أبيب، ومع تقهقر دور السعودية التي راحت ترى أن تأثيرها في المشرق بدأ يتلاشى وبدأت تفقد مكانتها كمدافع عن الإسلام مع صحوة للشعوب العربية والإسلامية، واضمحلال نفوذها في لبنان واليمن والعراق.

إضافة إلى هزيمة طرفها الإرهابي الوهابي التكفيري في سورية بعد دفع المليارات من الدولارات تمويلاً له، وإضافة لشعور بني سعود بأن السخط الشعبي من أهل الحجاز يتنامى ضدهم، بسبب أفعالهم ومحاولاتهم لتقسيم البلدان العربية ومساهمتهم في ضرب القضية الفلسطينية والتعامل مع دولة العدوان الصهيوني، على النقيض من محور المقاومة المناصر لحقوق الشعب الفلسطيني، فإن الدور الإسرائيلي سيظهر إلى العلن أكثر فأكثر، ومع أن إسرائيل لا تنفك تردد أنها لا تريد الانخراط بشكل مباشر في العدوان ولكن ستكتفي بمساندة ودعم عدد ما من الجماعات المسلحة الإرهابية، ولكن دورها المطلوب أميركياً قد يدفعها إلى القيام بحماقة.. ولا ننسى أن الهيرالد تريبيون قالت :إن واشنطن شجعت الكيان الصهيوني على مهاجمة الجيش السوري من جهة الجولان، علاوة على أن الأصابع الإسرائيلية حاضرة فيما يجري في سورية وموقفها محدد وكانت تفكر دوماً في تغيير قواعد الاشتباك مع سورية ضمانة لأمنها: لو ضعفت الدولة السورية، أو لو نجحت المؤامرة الدولية عليها وجرى تقسيمها.‏

فمنذ بداية العدوان على سورية قام إسرائيليون مهتمون بالشأن العربي مع باحثين إسرائيليين في مراكز الأبحاث الأميركية والأوروبية وكذلك رجال أعمال صهاينة ومصرفيون مقربون من اللوبي الصهيوني بالسعي إلى تجنيد أصدقاء في مجلس اسطنبول حتى إن باحثاً إسرائيليا كان قبلاً مساعد المستشار الإسرائيلي العسكري المعتمد لدى واشنطن على علاقة وطيدة مع مسؤولين بالائتلاف الخائن..‏

ومنذ2004 قام الصهاينة بالاتصال بخائن سوري يعيش في فرنسا وظلوا على علاقة به حتى عام 2011 قد حاولوا منذ بداية العدوان على سورية تسميته رئيساً لما يسمى سفاحاً للجيش الحر وفرضه على مجلس اسطنبول ولما جرى رفضه لحساب آخرين طالبت إسرائيل به كممثل لها في الجولان ليقود منطقة عسكرية عازلة في الجولان إذا كانت الظروف ملائمة لذلك. علماً أن كل تحركات الجماعات الإرهابية في الجولان وخاصة في منطقة تل أحمر الغربي تتم بتنسيق كامل من إسرائيل ومن خلال قوات الاحتلال المرابطة في جبل الشيخ. علماً أن المشافي الإسرائيلية عالجت منذ بدء العدوان الأطلسي على سورية مئات من المرتزقة الإرهابيين الذين عاثوا فساداً في منطقة الجولان وقاموا باغتيال عدد من الوجوه السياسية والعلمية السورية في منطقة درعا.‏

وإسرائيل تشارك دوماً في كل حملات التضليل والتحريض على سورية في سياق حملات الحرب النفسية التي يخوضها الاستعمار، ففي آب الماضي انبرت لتساهم في الحملة ضد سورية على خلفية استخدام الجماعات الإرهابية السلاح الكيميائي القادم عبر تركيا وبمعرفة واشنطن وتورطها أيضاً لإيجاد ذريعة للتدخل العسكري ولكن الخوف من تداعياته على إسرائيل جعل العسكريين في البنتاغون يقفون في وجه إدارتهم. ومؤخراً كالت القناة العاشرة الإسرائيلية الاتهامات للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي الذي استخدمه الإرهابيون في حماة لجر الولايات المتحدة لعدوان مباشر على سورية، ورداً على تقدم الجيش العربي السوري في كل المعارك التي يخوضها بمواجهة الإرهابيين ويكبدهم خسائر فادحة ولا سيما في حلب التي يقول عنها المحللون :إنها أم المعارك ورداً على استسلام المئات من المرتزقة مع أسلحتهم في الحسكة ودير الزور وحمص وعلى رأسهم قيادي عسكري.‏

وفي الوقت الذي يعاني فيه رئيس الوزراء التركي أردوغان من تقهقر بسبب اندحار مرتزقته على الجبهة الشمالية ولاسيما من كسب إلى حلب إضافة لفضائحة في الداخل التركي وفضيحة السلاح الكيميائي وتصنيفه كمجرم حرب في بعض الأوساط الدولية، وتغير المعادلات لمصلحة سورية وحلف المقاومة ما قوى مواقفهما في الأوساط الدولية ليكون بمقدورهما أن تواجها أكثر الضغوط الغربية والرجعية العربية وتدعيم الاستقلال والسيادة السورية وما يفتح المجال أيضا لتحرير الأراضي المحتلة ولا سيما الجولان، فإن إسرائيل بعد 8 سنوات من هزيمتها في جنوب لبنان ما زالت تبحث عن التعويض عن الفشل على الرغم من ازدياد حرجها بسبب الصمود السوري، إضافة إلى محاولاتها لإيجاد مخارج لفشل مفوضاتها مع الفلسطينيين وربما من خلال عدوان جديد على لبنان تعتقد فيه أنها تستطيع أن توجه ضربة قاصمة لحزب الله.. ولكن كيف وهي تخشى صواريخ المقاومة وتخشى على عملائها في لبنان!! وخاصة أن مدّ خطوط النزاع إلى لبنان عبر العمليات الإرهابية المتسلسلة قد فشل. ثم إن حلف المقاومة على أهبة الاستعداد لمواجهة كل النيات الإسرائيلية تجاه دول المنطقة. وقد اعترفت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي بعدم قدرة الولايات المتحدة على تسجيل أي تقدم كبير في حرب الاستنزاف التي تشن على سورية ما يعني أن الولايات المتحدة تقر بالفعل بهزيمتها هي وحلفاءها في هذه الحرب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية