|
الكنز حالة الحراك التي شهدتها سورية في السنوات الاخيرة وتحول الكثير من المنتجين الى الاقتصاد الريعي والاستثمار في قطاعات خدمية غير انتاجية وهجرة ابناء الارياف الى المدن وتركهم للارض احدث تغييرا ديموغرافيا وسمح للبعض برفع اصواتهم لاعطاء الاولوية لقطاعات ذات اقتصاد ريعي على قطاعات انتاجية كالزراعة ، ولكن الازمة كشفت الامور على حقيقتها ورتبت الاولويات حتى في انماط حياة السوريين . الكثير من ابناء الارياف عادو لقراهم وحقولهم يزرعون كل ما يمكن زرعه ويربون الدواجن والحيوانات وهناك من يتنفس بعمق ويقول الحمد لله رجعتنا الازمة عالارض ورغم المآسي اصبح للقمتنا نكهة ولحياتنا طعمة ، هذه العودة وهذا النشاط خفف على المواطنين اعباء كثيرة وساهم في الحد من اثار الازمة ووفر على الحكومة جهودا كبيرة لتامين سلع ومواد غذائية كان من الصعب تأمينها بسبب العقوبات الاقتصادية على سورية وعدم توفر التمويل اللازم . اعادة الاعمار مشروع متكامل يجب ألا تكون الاولوية فيه لجانب على اخر وألا يقتصر الاعمار على ما تم تخريبه من ابنية ومؤسسات ، ولا بد من التركيز على الارياف باستهدافها بمشاريع زراعية نوعية بشقيها الحيواني والنباتي تصلح ما تم تشويهه خلال سنوات طويله و ابعد المزارعين عن حقولهم ؛ مشاريع من شأنها تأمين التمويل لمرحلة اعادة الاعمار . كثير ممن عادوا الى الارياف لا يملكون امكانية ممارسة نشاطهم الزراعي بشقيه ولذلك هم بحاجة لدعم بطريقة مضبوطة فدعم الاعلاف والمحاصيل الزراعية يتم وفق بيانات لاتتوفر دائما ولا سيما في احصاء اعداد الثروة الحيوانية ، لذلك لا بد من استهداف العائدين الى الارض في مرحلة اعادة الاعمار بشكل اساسي في مشروع اعادة البناء وفق الاولويات التي رتبتها الازمة . |
|