|
معاً على الطريق وتستحضر بقوة ما سبق أن رددناه كثيراً وطويلاً ونعيد ترديده اليوم من قبيل... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!! والطرفة هنا أن جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تمنحها دولة الإمارات، اختارت العاهل السعودي عبد الله آل سعود شخصية العام الثقافية لسنة 2014! أرجوكم، تابعوا الكلمات والألفاظ الواردة في بعض المقاطع المنقولة بأمانة، تستطيعون التحقق منها بسهولة، والتي قيلت في توصيف شخصية الملك «المثقف» الفائز بالجائزة، لتدركوا حجم «الشفافية الثقافية والحياد العلمي والنزاهة البحثية المستخدمة.. ليس فقط في اختيار الشخصية الثقافية لهذا العام، بل في الوصف المضفى عليها ومدى مطابقته، ثم لتقاربوها وتقاربوا «إنجازاتها» مع الوقائع الحقيقية والراهنة، التي تعيشها أمتانا العربية والإسلامية اليوم وبسبب ثقافة هذه الشخصية الثقافية! الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس دائرة النقل رئيس هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، وبعد التفخيم الطنان والتبجيل الأعمى دون هوادة قال في المناسبة: «إن فوز الملك عبد الله بهذه الجائزة هو فخر ووسام تحمله الجائزة!، فشخصية الملك الاستثنائية!!! طبعت عصراً بكامله، وسجلت إنجازاته الإنسانية والثقافية بحروف من نور، ولا تزال إسهاماته في العالم أجمع مصدر إلهام واقتداء دائمين للشعوب العربية والإسلامية كافة»... فقط هنا من حقنا أن نصرخ.. الله أكبر، دون رقاب نحزها ودماء نسيلها كما يفعل أتباع الملك المثقف إياه في أرضنا وأبناء شعبنا؟ وتوقف بن طحنون عند الدور الحضاري للعاهل إياه في «إشاعة ثقافة التسامح والاعتدال والحوار بين أتباع الديانات والثقافات وتشجيعه على العلم والمعرفة»! أجل، الثقافة ذاتها التي خربت بلادنا وهجرت شعبنا وسفكت دماءنا؟ من جانبه، قال أمين عام الجائزة علي بن تميم: «إن فوز الملك بالجائزة يأتي تقديرًا لإسهاماته الكبرى الثقافية والفكرية والإنسانية والعلمية، ولبصمته الفريدة في الواقع العربي والإسلامي العالمي المعاصر» وماذا أيضا؟ و»لجهوده الحثيثة في نشر روح التسامح والإخاء، التي امتدت إشعاعاتها إلى ربوع الأرض كافة»!! أجل أجل، ومن يستطيع إنكار تلك البصمة الوهابية ونارها الحارقة في تلك الربوع كافة وأولها ربوعنا؟ وأشار بن تميم أيضاً إلى أن هيئة الجائزة ومجلس أمانتها رأت أن «شخصية الملك تجمع العديد من السمات الأصيلة البارزة والإنجازات الجلية الواضحة، التي يصعب عدّها وحصرها»، منوّهاً بـ «دوره الريادي والشجاع من كل ما من شأنه المس بالقيم الإسلامية الأصيلة، ووقوفه المبدئي ضد كل ما يشوّه صورة الإسلام والعروبة، ولا سيما الفكر المتطرف»!!! هذا غيض من فيض ما قيل وما قالوا في المناسبة «الثقافية». والآن، هل ثمة أحد منكم ما يزال يتوقع خيراً للعروبة والإسلام في هذه الحقبة السعودية «الثقافية»، ومع كل هذا الفيض من الزيف الفاقع والدجل الأعمى والتزوير الغبي في تأريخ الحقبة والتأريخ لرموزها و«ملوكها»؟ أتراكم تقهقهون ضحكاً أم تعتصرون ألماً؟.. أم تراني ألمح المرارة الساخرة على محيا كل منكم وأنتم الشهود في حفل تتويج شذاذ العصر مثقفين وجاهليته عروشاً؟؟ |
|