|
الافتتاحية ولا تستدعي شرحاً ولا إسهاباً في التوضيح، وقد سبقها كما سيرافقها الكثير من المطولات السياسية التي ستعيد التصويب من بوابة الاستحقاق الرئاسي. بداية .. يشكل الالتزام بالمواعيد الدستورية أمراً حاسماً في معايرة دور الاستحقاق الدستوري مهما تكن الاعتبارات الناظمة له، ويستمد استثنائية لا يمكن تجاهلها بحكم الظروف التي كانت الإرادة الوطنية هي العامل المفصلي في حسم اتجاهاتها، وأدوارها والطرق الموصلة إليها، ويأتي التراكم في عملية القصف السياسي والإعلامي المسبق عليها ليشكّل حوامل إضافية. لا نعتقد أن في عملية القصف المسبق تلك وحالة التحامل على موقف السوريين والتجني على حقوقهم مفاجأة، ولا هو خارج إطار التوقعات، بحكم أن الكثير من المواقف كانت قد استبقت الأمر وفرغت كل ما في جعبتها من ضجيج باتجاه التشويش، وربما في محاولة يائسة لخلط الأوراق واستبدال بعض ما تلف منها على الطاولة السياسية، أو تعويض ما احترق في جبهات الميدان. التصعيد العسكري كما السياسي والإعلامي، لم يكن ينتظر فتح باب الترشح وتحديد موعد إجراء الانتخابات، لكي تشعل الأطراف المتضررة من العملية السياسية ما تستطيع من جبهات الاستهداف، وإن لم تدّخر جهداً في سبيل ذلك منذ اللحظة التي شعرت فيها ببدء فشل مشروعها، لكن التصعيد في هذا المرحلة يستند إلى اعتبارات مترابطة تتلاقى جميعها على جذر واحد وإن جاء في اتجاهين: الأول: يتمثل بمحاولة حرف الأنظار عن الانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش العربي السوري، والتي تقود إلى استنتاجات متزايدة لدى الأوساط السياسية والإعلامية الغربية بأن الكفة التي مالت لمصلحة الدولة ليس هناك من إمكانية مهما كانت لوقف ذلك الرجحان. الثاني: في عملية التحريض لتجنيد بقايا المرتزقة المتبعثرين وإعادة تشكيل أوراق ضغط جديدة في الميدان، من خلال خلق حالات من الفوضى في الاستهداف، ووضع المناطق الآمنة هدفاً واضحاً ومستمراً عبر التفجيرات والهاون قبل أن تحسم انتصارات الميدان المسألة، سواء من خلال سيطرة الجيش العربي السوري على البؤر المتنقلة في أكثر من مكان، أو من خلال شل قدرة الإرهابيين على التحرك والمناورة. وفي الحصيلة النهائية، لا نعتقد أن كل المحاولات يمكن أن تكون خارج سياق فهم السوريين وقد خبروا الكثير منها على مدى السنوات الثلاث الماضية، لكن في حسابات المواجهة نستطيع الجزم بأن كل سوري لديه اليوم الموقع والمكان الذي يستطيع من خلاله أن يوجّه رسالة الرفض لكل ما يجري، وأن يساهم مباشرة في صد حملات الاستهداف عبر التعبير عن ذلك من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات. فكل صوت سوري يدخل في صندوق الاقتراع سيشكل في مجموعه النهائي حائط صد يحول دون أن تنفذ تلك المحاولات، وكل صوت سوري يختصر الطريق المؤدي إلى الخروج من الأزمة، وكل صوت يعجل في معالجة الكثير من الآثار الناتجة، وكل صوت يقطع الطريق على متربص يحاول الصيد في الماء العكر وعلى مرتزق يعوّل على الوقت لمصلحة عدو ينتظر. حقائق لا تخفى على السوريين وهم يتحضرون لاختبار إرادة يوقنون أنهم قادرون على كسبه مسبقاً وقد حسموا خياراتهم، كما أن تلك الحقائق ليست غائبة عن حسابات وهواجس المتربصين ولا عن معادلات نواطير النفاق في الغرب سواء كانوا أصالة عن سياسة الأطماع أم وكلاء على المنابر الأممية، وهم على قناعة بأن الالتزام بإجراء الاستحقاق في موعده يشكل بداية النهاية لأدوارهم ومشاريعهم، إن لم يكن في الطور الأخير من النهاية. |
|