|
الثلاثاء 11-2-2014 الرسم امتلك كل مقومات النجاح بفضل التمكن من إظهار تعبير الإدعاء، والغباء، سواء في وجه المسؤول العربي، أم في حركته الانفعالية الاستعراضية،وقبل ذلك في المفارقة الساخرة العميقة بين حديث أسطوري عن التحضير لبعد ألف سنة، وبين واقع مجتمعات تجهل مفهوم التخطيط من أساسه، ويفتقد معظمها أي رؤية أو تصور، حتى عن المستقبل القريب،وخاصة تلك التي تقوم حياتها على إنفاق ثروات طبيعية لا بد أن تنضب في يوم ما، أو تفقد أهميتها بسبب العمل الجاد في باقي العالم لإيجاد بدائل لها.... وفي كل الأحوال فإن التنبؤ بالمستقبل لا يكون دائماً تحت خيمة التبصير، وتحديداً عندما يقوم على معطيات العلم و الواقع، فقد تخيل كتّاب الخيال العلمي الكثير من الاختراعات التي جاءت بعدهم بسنوات كثيرة،ومثلهم فعل السينمائيون الأوائل، والتالون، و بعض هذه الاختراعات، والاكتشافات، قد تجاوزت في زمن قصير أبعد (شطحات) الخيال البشري، وتنبأ كثير من علماء الاقتصاد، ولا يزالون، بتحولات اقتصادية ومجتمعية هامة في غير منطقة بالعالم، صار بعضها واقعاً مشاهداً، فيما نشهد إرهاصات بعضها الآخر،ومثل هذا ينطبق على تبدل المناخ، والتغييرات الديموغرافية والثقافية، وحتى على شكل الإنسان نفسه.. ويتوقع تقرير علمي نشر منذ وقت قصير أن يفقد الإنسان في هذا القرن شعره، وأن تصبح جمجمته أصغر حجماً تبعاً لحجم الدماغ الذي سيتضاءل بسبب تزايد الاعتماد على الأجهزة الالكترونية في أمور كانت تتبع لعمل الدماغ كلياً،ومنها الذاكرة وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة من خلال التخلي عن حفظ كثير من المعلومات الأساسية، والاعتماد في ذلك على ما تقدمه شركات الالكترونيات من وسائل بديلة واسعة الانتشار،وخاصة الهواتف الذكية التي يتسع استخدامها بشكل يصعب تصور آفاقه..وأيضاً يصعب إدراك حدود تأثيراته الإيجابية والسلبية..وإذا كان من المؤكد أن التطور الكبير في وسائل الاتصال والمعلومات قد جعل حياة الإنسان أيسر، وقدرته على التواصل الاجتماعي، وكذلك الحصول على المعلومات أكبر، فإن من المؤكد أكثر أن الفائدة المرجوة من هذه الوسائل ترتبط كلياً بأساليب وطرق استخدامها، وهي تتأثر كثيراً بالمستوى الثقافي للمجتمع المستخدمة فيه،وهي قبل كل شيء تمثل أداة فعالة بيد القوى العالمية التي تهيمن عليها توفر لها إمكانية غير عادية، وغير مسبوقة لجمع المعلومات من كل أنحاء العالم، والتأثير القوي في توجيه الرأي العام.. إن أحد الأمثلة المحرجة على ما سبق يتعلق بعلاقة العرب بالشبكة العنكبوتية (الانترنيت) فبعض الدراسات تشير إلى أن حجم المساهمة المعرفية العربية فيها لا تصل إلى الواحد بالمئة، وهذا يفضي بالنتيجة إلى العجز عن التواجد الفعلي والمؤثر في هذا المجمع المعرفي العالمي، ودفع المهتمين بالمعلومة الصحيحة للاعتماد على لغة عالمية (الانكليزية غالباً) على حساب اللغة العربية،التي سيزداد تراجعها بين الأجيال الجديدة، على الأقل كوسيلة للمعرفة.. ومقابل ما سبق فإنه نادر ما تقوم المنتديات الخاصة التي تنتشر بشكل واسع على مواقع الانترنيت العربية بدور معرفي حقيقي، ويمكن وصف العدد الأكبر منها بأنها وسيلة لتعميم الجهل والتعصب والكراهية بين أفراد المجتمعات العربية.. وبكلمات بديلة: إنها وسائل عصرية لنشر التخلف.. |
|