|
مجتمع الجامعة و مع ذلك فإن امتحاناتهم لم تخلُ من بعض المنغصات التي شوشت على أجوائهم بشكل عام و من خلال الحوارات المبسطة التي أجريناها مع العديد منهم و في كليات مختلفة كان التالي : ففي كلية الآداب حيث كان الطلاب يتقدمون للامتحان بمادة ( نصوص أدبية ) كانت أعدادهم كبيرة جداً و تلفت الانتباه , و بعد الحديث معهم تبين أن أغلبهم من حملة المادة لمرتين أو ثلاث و أربع مرات و المشكلة ليست بصعوبة المادة أو الاسئلة , بل هي بعدم قدرة الطالب على تحديد الاجابات الصحيحة , فالاسئلة تأتي مؤتمتة و يوضع لكل سؤال أربع اجابات صحيحة متشابهة وعلى الطالب أن يختار الأكثر دقة و الأكثر صحة بينها .ثم عليه أن يكون قد درس الكتاب , و درس المحاضرات , و سجل كل كلمة قالها دكاترة المادة ... فهو اذاً يفتقد لمرجع واضح محدد يركز عليه دراسته و يضع من خلاله الاجابة الأكثر صحة . و كانت المسألة باختصار : أن الدكاترة يطلبون من الطلاب التركيز على المحاضرات فتأتي الاسئلة من الكتاب , و بالعكس . و باعتبار أن هناك عدداً من الدكاترة يشتركون في اعطاء المادة فقد تأتي بعض الأسئلة من القسم الذي قام أحدهم بحذفه. وبنفس السياق حول مسألة الأسئلة المؤتمتة تابع طلاب الترجمة حديثهم فقالوا : ان السؤال واضح لكن الاجابة مشكلة دائماً لأن الاحتمالات الأربعة التي توجد في الجواب صحيحة و متشابهة , و على الأغلب الطالب يعتمد اسلوب الطرة و النقش في اجاباته . و هذا يعني : طالب يدرس المادة بشكل جيد و يرسب , و طالب اعتمد اسلوب الحظ في اختياره و ينجح , و بالتالي الأتمتة تمثل السهل الممتنع و لا تحدد قدرات الطالب الحقيقية في كتابة نص و صياغة عبارات معبرة عن روح القطعة التي يراد ترجمتها . امتحان بالممشى و في كلية الاقتصاد تحدث طلاب السنة الثانية محاسبة ( تعليم مفتوح ) عن غموض كبير في بعض الاسئلة لم يستطيعوا حلها , و هي بالأساس لم تحل سابقاً من قبل دكاترة المادة و لم يجد لها حلاً في المكتبات و مع ذلك أتت بالامتحان و كأنها كلمة سر يراد بها الحصول على نسبة رسوب معينة للطلاب في (مادة دراسات تجارية انكليزية). و هناك طلاب آخرون لم يهمهم هذا الموضوع بقدر ما كانوا منزعجين وسط ضجيج المارة من طلاب و أذنة و مراقبين . مع العلم أن هناك ثلاثين مسألة يراد حلها خلال ساعة واحدة أي لكل اجابة دقيقة واحدة .فالأسئلة صعبة و الوقت ضيق و الضجيج متوفر . محاصرون بالوقت و الورق اما طلاب الفرنسي للتعليم المفتوح كان يهمهم جداً أن يتناسب الوقت الامتحاني و عدد الصفحات مع عدد الاسئلة المطلوب حلها. و قالوا لنا أثناء خروجهم من امتحان مادة (مراسلات تجارية باللغة الفرنسية ) ان الأسئلة طويلة جداً , و شاملة لجميع الأبحاث الموجودة في الكتاب و هو أمر جيد بالنسبة للطالب , لكنها لا تتناسب مع الوقت المحدد للامتحان و لم توزع علينا أوراق تكفي لجميع الاجابات , و للأسف كنا نعرف الاجابات جميعها .. الا أننا كنا محاصرين بالوقت و الورق . و من خلال الاستماع للكثير من الطلاب و من اختصاصات مختلفة يمكننا القول إن هناك تشابهاً في بعض المشكلات التي تتعلق بوقت الامتحان و مسألة الرسوب المتكررة على علامة واحدة أو علامتين لدورات عديدة مما يؤكد أن المشكلة في هذه الحالة ليست في الطالب الذي حفظ المادة عن ظهر قلب , و أسئلتها المكررة .. بل بطريقة التصحيح و نسب النجاح و الرسوب . |
|