تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أجواء امتحانية مفتوحة جداً ..!!

مجتمع الجامعة
الأربعاء 5/3/2008
ميساء الجردي

كانت النظرة أكثر ايجابية هذه المرة , و كان الطلاب يشعرون ببعض الاستقرار و الاطمئنان بعد أن سمعوا الاعترافات الرسمية بشهادات التعليم المفتوح و أنهم لا يختلفون عند التعليم النظامي.

و مع ذلك فإن امتحاناتهم لم تخلُ من بعض المنغصات التي شوشت على أجوائهم بشكل عام و من خلال الحوارات المبسطة التي أجريناها مع العديد منهم و في كليات مختلفة كان التالي :‏

ففي كلية الآداب حيث كان الطلاب يتقدمون للامتحان بمادة ( نصوص أدبية ) كانت أعدادهم كبيرة جداً و تلفت الانتباه , و بعد الحديث معهم تبين أن أغلبهم من حملة المادة لمرتين أو ثلاث و أربع مرات و المشكلة ليست بصعوبة المادة أو الاسئلة , بل هي بعدم قدرة الطالب على تحديد الاجابات الصحيحة , فالاسئلة تأتي مؤتمتة و يوضع لكل سؤال أربع اجابات صحيحة متشابهة وعلى الطالب أن يختار الأكثر دقة و الأكثر صحة بينها .ثم عليه أن يكون قد درس الكتاب , و درس المحاضرات , و سجل كل كلمة قالها دكاترة المادة ... فهو اذاً يفتقد لمرجع واضح محدد يركز عليه دراسته و يضع من خلاله الاجابة الأكثر صحة .‏

و كانت المسألة باختصار : أن الدكاترة يطلبون من الطلاب التركيز على المحاضرات فتأتي الاسئلة من الكتاب , و بالعكس . و باعتبار أن هناك عدداً من الدكاترة يشتركون في اعطاء المادة فقد تأتي بعض الأسئلة من القسم الذي قام أحدهم بحذفه.‏

وبنفس السياق حول مسألة الأسئلة المؤتمتة تابع طلاب الترجمة حديثهم فقالوا : ان السؤال واضح لكن الاجابة مشكلة دائماً لأن الاحتمالات الأربعة التي توجد في الجواب صحيحة و متشابهة , و على الأغلب الطالب يعتمد اسلوب الطرة و النقش في اجاباته . و هذا يعني : طالب يدرس المادة بشكل جيد و يرسب , و طالب اعتمد اسلوب الحظ في اختياره و ينجح , و بالتالي الأتمتة تمثل السهل الممتنع و لا تحدد قدرات الطالب الحقيقية في كتابة نص و صياغة عبارات معبرة عن روح القطعة التي يراد ترجمتها .‏

امتحان بالممشى‏

و في كلية الاقتصاد تحدث طلاب السنة الثانية محاسبة ( تعليم مفتوح ) عن غموض كبير في بعض الاسئلة لم يستطيعوا حلها , و هي بالأساس لم تحل سابقاً من قبل دكاترة المادة و لم يجد لها حلاً في المكتبات و مع ذلك أتت بالامتحان و كأنها كلمة سر يراد بها الحصول على نسبة رسوب معينة للطلاب في (مادة دراسات تجارية انكليزية).‏

و هناك طلاب آخرون لم يهمهم هذا الموضوع بقدر ما كانوا منزعجين وسط ضجيج المارة من طلاب و أذنة و مراقبين . مع العلم أن هناك ثلاثين مسألة يراد حلها خلال ساعة واحدة أي لكل اجابة دقيقة واحدة .فالأسئلة صعبة و الوقت ضيق و الضجيج متوفر .‏

محاصرون بالوقت و الورق‏

اما طلاب الفرنسي للتعليم المفتوح كان يهمهم جداً أن يتناسب الوقت الامتحاني و عدد الصفحات مع عدد الاسئلة المطلوب حلها.‏

و قالوا لنا أثناء خروجهم من امتحان مادة (مراسلات تجارية باللغة الفرنسية ) ان الأسئلة طويلة جداً , و شاملة لجميع الأبحاث الموجودة في الكتاب و هو أمر جيد بالنسبة للطالب , لكنها لا تتناسب مع الوقت المحدد للامتحان و لم توزع علينا أوراق تكفي لجميع الاجابات , و للأسف كنا نعرف الاجابات جميعها .. الا أننا كنا محاصرين بالوقت و الورق .‏

و من خلال الاستماع للكثير من الطلاب و من اختصاصات مختلفة يمكننا القول إن هناك تشابهاً في بعض المشكلات التي تتعلق بوقت الامتحان و مسألة الرسوب المتكررة على علامة واحدة أو علامتين لدورات عديدة مما يؤكد أن المشكلة في هذه الحالة ليست في الطالب الذي حفظ المادة عن ظهر قلب , و أسئلتها المكررة .. بل بطريقة التصحيح و نسب النجاح و الرسوب .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية