تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إن خانك صديق العمر..?!

امرأة ورجل
الأربعاء 5/3/2008
الخيانة .. طعنة تدمي القلب والروح..

إنها أكثر الصفات ذماً.. ألم يقولوا (من آمنك لا تخونوا ولو كنت خوان) إنها مذمومة من الجميع.. رغم أنه يوجد من يرتكبها.. ويصدقنا أكثر وتزداد خطورتها, إذا أتت من شخص نعرفه, سواء كان قريبا أم حبيبا أم صديقا.. حيث يشعر الإنسان أنه غير قادر على التصرف بشكل سليم تجاه هذه الضربة التي جاءته من حيث لا يتوقع.‏

فماذا تفعل إذا جاءتك الخيانة من صديق عمرك?‏

نبيل محمد أجاب بانفعال شديد: الأصدقاء لا يخونون.. ولكني لو اكتشفت يوما أن أختي تقيم علاقة مع أحد أصدقائي سوف أقتله, لأن هناك مبادىء لا يمكن (الفصال) فيها, فكل ما يمس شرف الإنسان ممنوع الاقتراب منه وصديقي الذي يخونني مهما كان نوع هذه الخيانة لا يستحق العيش.. وغالبا ما تكون ردة الفعل على الخيانة في المقابل يرى مصطفى أن المسائل المتصلة بالشرف والأخلاق ينبغي أن تعالج وإذا لم تعالج بسرعة فسوف تترتب عليها أشياء خطيرة وخاصة إذا كان الأمر متعلقاً بالزوجة أو الأخت.‏

صراحة إذا اكتشفت خيانة صديقي مع زوجتي.. سأطلقها وأقطع علاقتي به لأنهما لا يستحقان أن أنهي حياتي بشكل مأساوي من أجل شخصين باعا ضميرهما ووقعا في فخ الخيانة بل أشكر الزمن الذي جعلني اكتشفهما ولا أبقى (معمي القلب) أما إذا كانت هذه الخيانة علاقة مع أختي سأحاول رأب الصدع بارغامه على الزواج منها لأن أعراض الناس ليست للعب.. ولكني أفكر بالخيانة من نوع آخر تعرضت لها فقد أعطيت صديقا لي أسرار عملي ومشاريعي ليصعقني واكتشف أنه سرقها ليعمل بها وينافسني فكانت بالنسبة لي طعنة لم أستفق منها حتى الآن ولم أستطع معالجتها إلا بقطع صلاتي به.. رغم العمر الطويل الذي أمضيناه معا.‏

ومن تجربته الخاصة جدا يؤكد (أحمد بدر) أن هناك أمورا لا ينفع أن يقف أمامها الإنسان موقف المتفرج يقول: كيف يمكن للأب أن يقف صامتا عندما يجد صديقه الذي أدخله منزله وحمله أمانة كبيرة يغرر بابنته ويغازلها, فأقل ما يمكن عمله أن يجن جنونه, ويتصرف بانفعال لإطفاء النار التي اندلعت في داخله, وهذا ما حدث معي بالفعل عندما وجدت صديقي الذي أعطيته كل الصلاحيات داخل منزلي يتكلم مع ابنتي ليلا بالهاتف ويقول لها كلاماً جنسيا.. أعجز عن تكراره.. كان يجلب لها الهدايا لأنها بعمر أولاده ومتفوقة في دراستها.. لكنه كان يسأل كثيرا عن أخبارها وحين ساورني الشك رفعت سماعة الهاتف وهي تتكلم معه ليلا لأسمع صوته في الطرف الآخر..‏

للأسف ضربت ابنتي حتى كادت تموت بي يدي, وأبلغت زوجته التي قررت الانفصال عنه إضافة إلى قيامي بعمل محضر له في الشرطة بدعوى التحرش بابنتي..‏

التجربة انتهت منذ سنتين لكنني لا أنساها, وتعلمت منها أن الصديق ينبغي ألا يتعدى حدوده مع صديقه مهما كانت عمق الاعلاقة بينهما, فهناك خطوط حمراء يجب عدم تخطيها.‏

الشخص الخائن الذي يفكر في خيانة صديقه أياً كان نوع الخيانة, هو إنسان غير سوي لأنه يدمر أغلى قيمة في الحياة وهي الصداقة, هذا كان رأي عبد الله كامل, يقول: حين تعرفت إلى صديقي في الجامعة لم أعتقد يوماً أنه يمكن أن يقدم على أذيتي وخيانتي مهما كانت الإغراءات لكنني أحياناً أقدم له العذر, وأحيانا أقول: لا عذر لخائن.. القصة إنني أدخلته بيتي وعشت معه سنوات الجامعة والخدمة العسكرية, وأمضينا أياما وشهورا بلياليها ونحن معا, نعرف عن بعضنا ما لا يعرفه أهلنا عنا.. الطعنة كانت عندما عملنا سوياً وبدأنا حياتنا العملية, لأكتشف أنه بدأ يوقع بي لدى المدير حتى يحصل على منصب في العمل رغم اعترافه بأحقيتي في هذا المكان.. لا أدري.. هل كنت مغشوشا به كل هذه السنوات أم أن الحياة وظروفها تغير الإنسان?.‏

أما سمير جودت فهو يؤكد أنه من المستحيل أن يخونه أحد أصدقائه مع أخته أو في عمله يقول: لأنني أحسن اختيار أصحابي,وأضع منذ اليوم الأول ضوابط لعلاقتي بهم, فالصديق الذي يخون لا يستحق لقب الصداقة وعموماً فإنها حالات قليلة نجد أحد الأصحاب يخون صديقه مع أخته أو ابنته أو زوجته أو حتى في عمله لأن المجتمع مليء بالقيم والمبادىء التي تحميه من أي خطأ..‏

وما زالت هذه القيم رغم التغيرات التي حدثت في المجتمع وأنا إذا تعرضت لهذا الموقف ستكون القطيعة.. والتحدث عنه بالسوء مهمتي الدائمة..‏

لكن السيد لؤي يخالفه الرأي حيث يعتقد أن هذا الزمن تغيرت فيه القيم ولم يعد للصداقة تلك القيمة والأهمية يقول: لقد انتصرت المصلحة, فبعد عمر طويل قضيناه معاً بحكم العمل تشاركنا فيه الهموم وتقاسمنا المكاسب مهما صغرت صرت له أكثر من صديق وأخ, وحملت معه أعباء الحياة لكنه كان ينتهز الفرص ويتحين لحظة الانقضاض وعندما أتت لم يدخر جهدا في اغتنامها.. لقد كسر كل شيء.. حاول أن يسلبني موقعي في العمل مبرراً أنني تجاوزت العمر الافتراضي للعمل بحيث أصبح قادرا أن يتخطاني ويحل مكاني, نسي لحظة أنانيته وحبه لمصلحته كل صداقتنا, وطعنني دون إحساس بالذنب.. كان ردي وللأسف طعنة أقوى ولكن ليست في الظهر بل أمامه وفي وضح النهار لقد كنت مجبرا على رد خيانته لأدافع عن عمل عمري.. وللأسف أجبرني على قتل أجمل قيمة في الكون.. (الصداقة).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية