تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غزة والقمة و..كول

معاً على الطريق
الأربعاء 5/3/2008
غسان الشامي

من يمكنه نقل مشاعر تلك الغزّاوية التي تبكي رضيعها , أوتلك الخالة النادبة أختها وأبناءها جميعاً?

أي كاميرا أو شاشة مهما ارتفعت حساسيتها تستطيع رصد انقباضات قلب أب يدفن ابنه بيديه تحت سماء الحكّام العرب المشرقة, وهم الذين غرّبوا واستطال تبلّد أحاسيسهم?.‏

موت وعويل يجعل الحقد كلمة بسيطة جوفاء أمام عدو ظنه أو جعله أصحاب الاتفاقات المعلنة والسرية من غربان فيافي السواد العربي صديقاً , أو ناشهم خوف انزياح الكراسي والسراري فاستطيبوا الذل ونقلوا أقنيتهم إلى عروض الأزياء بانتظار خروج نعومي كامبل من المستشفى?.‏

كيف يمكن لأي لغة أن تحكي كشهقة طفل لاحقته طائرات حلفاء الراهن العربي في ملعب المدرسة أو على قارعة الشارع المغبر? وأي نفع إذا قال أحدهم أنه سيعيد بناء منازل بعض الذين صاروا في عراء الأخوة والمواطنية والقومية?. وكيف يمكن لزعماء أن يتكلموا من خلف باقات الزهر فيما أب أو عم أو خال لا يملك كفناً أو معولاً ليلحد أجساد بتلاته الطرية, فكيف بشاهدة أو ماء يبلل ريق التراب الناشف من عزة ديوك المنابر المفخخة بالهراء والدجل?.‏

لكن لا وقت للبكاء بل إنه امتلاء الأزمنة الآتية بالحقد على اثنين: عدو و..قريب غض النظر عن الجريمة..أما كلمات السلام وابناء العمومة والمجتمع العربي والأسرة الدولية وكل هذا القش فإلى ما بعد ما بعد جهنم.‏

أما التئام , أو لؤم قادة عرب في قمة لا تنتضي فلسطين, فستكون مثل قبيلة أضاعت نجمتها وبعير مضّه الحقد ..فإلى حيث ألقت رحلها..أو قمة تتناولها ألسنة صغار المشروع المعرّب والمعولم في لبنان رابطة إياها دجلاً بانتخاب رئيس فبئسها وبئس ما اجتمع عرب تحت قبة من أجل أن يتفقوا على انتخاب , وهل اجتمعوا أو انتخبوا في الأصل ..لكنهم طبعا تقببوا وتكوّموا وتدحرجوا أمام أحذية السيد الأجنبي.‏

قمة لا تشاهد ما جرى في غزة أو يحكّها جلدها ورأسها من مغزى تواجد إس إس كول أمام الشواطىء اللبنانية , والفرح الغامر للقحطاني وليد جنبلاط بها والتماعة عين العروبي الناصع فؤاد بن بكر بن وائل السنيورة فهي قمة أعيد تحريك حروفها ..لكن على شوارع هذي البلاد أن تشهد خزي زعماء باعوا دماءهم مقابل الهباء ..وعليها أن تصحوا لتكنس ما تراكم على ظهرها من غبار الأسياد والشعارات المجوّفة وطبول أسواق النخاسة السياسية.‏

بين غزة والقمة والمدمّرة القابعة قبالة شواطىء ثوار الأرز لتشدّ ركبهم خيط واه مثل رذاذ ربيعي ..لأنه مع جميع المتنمّرين تتراوح آفاق ما سيأتي بين (كول واشكور) أو (كول هوا).‏

يجب أن يضيق الوقت أمام الاختيار...‏

كاتب لبناني‏

ghassanshami@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية