|
من البعيد لاشك أن لهذه التجارة منافع مادية وبيئية فهي تشكل دخلاً مناسباً لأسر العاملين فيها وتساعد على نظافة بعض الأماكن وتوفر بعض مستلزمات الصناعات الخفيفة في بلدنا. ولكن رغم تلك الفوائد التي تحققها عمليات جمع وتجارة النفايات الصلبة بالمحافظة فإن لها في طرق تجميعها الراهنة إشكالات وسلبيات وتنعكس سلباً على الحياة والصحة العامة لبعض السكان وتعكر صفوهم وتفسد البيئة. إذ إن تجميع النفايات وتكديسها أمام بعض المنازل وفي بعض الشوارع والحقول يسيء لجمالية المدن ويشكل بؤرة للنفايات والروائح الكريهة التي تلوث البيئة وتضر بصحة المواطنين حيث تبقى أكوام النفايات الصلبة التي يجمعها تجار الخردة جاثمة في العراء وبالقرب من المساكن عدة أسابيع وربما أشهر حتى يتم ترحيلها للمعامل. نحن بالطبع لانطالب بمنع ممارسة أعمال جمع النفايات ولا بقطع أرزاق العاملين فيها بل نؤكد على تنظيم هذه الأعمال والاشراف عليها وترخيصها وتحديد الأماكن المناسبة لجمعها بما يحافظ على سلامة البيئة وصحة المواطنين ونعتقد بأن هذه الإجراءات تقع ضمن صلاحيات مجالس الوحدات الإدارية بالمحافظة. إن وضع الضوابط والطرق المناسبة لجمع ونقل وتخزين وترحيل النفايات الصلبة في درعا وفي غيرها من المحافظات سيحمي البيئة من التلوث ويحقق في ذات الوقت مصالح العاملين في تجارة الخردة. |
|