تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الواقع الفعلي لرياض الأطفال...الإحصائيات: > غالبية أطفال الفئة العمرية خارج جدران الرياض...القطاع الخاص يتفوق على القطاعين العام والحكومي

تحقيقات
الاربعاء 9/8/2006م
يحيى موسى الشهابي - رويدة سليمان

وجد مكارنيكو أن أساس التربية والتعليم تحدد معالمها قبل سن الخامسة وأن ما ينجز في هذه السنوات يشكل 90% من العملية التربوية برمتها,

وأكد بلوم أن 50% من ذكاء الفرد يحصل في هذه المرحلة, كما يؤكد جليرت دي لاندشير (1977) بعد 25 سنة من الدراسة والملاحظة الميدانية في البلاد النامية بأنه كلما شرعت مراكز للتعليم قبل الابتدائي مزودة بالمعلمين والاكفاء في العمل بالبلاد النامية فإنها تكون مراكز لتنمية المواهب, ودعا العديد من علماء النفس الى الاهتمام بهذه المرحلة لأنها تشهد تطورات عقلية ونفسية وخلقية وجسدية لذا سميت بسن العبقرية أو مرحلة الخصوبة (المرحلة الذهبية) ومن هنا تبرز حاجة بل حتمية دخول الطفل الروضة.‏

ونظرا لأهمية تلك المرحلة فقد قامت وزارة التربية عام 1988 بالحاقها بمديرية التعليم الابتدائي لتشكل الآن مديرية مستقلة (نأمل تفعيلها كما قالت السيدة مها كنعان, مديرة التعليم الخاص).‏

روضة أيام زمان‏

يعتبر فرويد بحق الأب الحقيقي والمؤسس لرياض الاطفال فقد وضع تصورا خاصا بالاصلاح التربوي ينطلق من مبدأ (النمو الطبيعي والمتناسق لقدرات الصغير وذلك من اجل سعادة الإنسانية وتقدمها, وأسس أول روضة للاطفال في ألمانيا عام 1840 سماها حديقة الاطفال ومنها شاعت التسمية في أنحاء العالم روضة الاطفال, وتأسست أول روضة في لندن عام 1909 وكانت تهدف الى الاهتمام بأبناء الفقراء واشباع حاجاتهم الصحية والنفسية والغذائية.‏

خارج جدران الرياض‏

في 21 كانون الأول عام 1944 صدر قانون المعارف السورية والذي اعده التربوي ساطع الحصري وكان هذا بمثابة رد فعل على سياسة فرنسا التعليمية, ومن الأمور المهمة التي تناولها الاهتمام الكبير برياض الاطفال واستخدام أحدث الطرق العلمية والتربوية الحديثة في العالم المتقدم لتنمية قدرات الاطفال ومواهبهم.‏

في فترة الستينيات لم تلق هذه المرحلة الاهتمام لأسباب عديدة منها طبيعة المجتمع العربي الأسرية, وانخفاض مستوى الدخل لدى الغالبية وقلة عمل المرأة خارج المنزل, وقلة الموارد المالية والحكومية المخصصة لذلك.‏

منذ عام 1970-1995 أولت الدولة اهتماما خاصا بهذه المرحلة تجسد ذلك في اقامة العديد من هذه الرياض في مختلف محافظات القطر وقد صدر تعميم رئاسة مجلس الوزراء رقم 1908/1/31 لتاريخ 31/7/1983 القاضي بإحداث حضانة أو روضة لأبناء العاملين في كل تجمع عمالي أو جهة عامة إدارية وتم نتيجة لذلك وضع خطة لتنفيذ هذا التعميم من قبل هذه الجهات وبالتعاون مع وزارة التربية.‏

رغم هذا التطور النسبي في اعداد رياض الأطفال في القطر فإن غالبية اطفال الفئة العمرية 3-5 سنوات موجودة خارج جدران رياض اطفال ولا تستوعب رياض الاطفال إلا نحو 6% فقط منهم عام 1995 حيث بلغ عدد الاطفال (هذه الفئة) 1511350 وهذه النسبة قليلة جدا ولا تلبي مستوى الطموح الذي حددته وزارة التربية باستيعاب نحو 20% من مجموع الأطفال,حتى عام 1990 من الفئة العمرية (2-3 سنوات) وإذا نظرنا الى هذه النسبة ومقارنتها مع نسبة 11% عام 2005 -2006 حسب تقدير السيد الوزير في لقائه مع الإعلاميين في جريدة الثورة ومستوى طموحه بوصولها الى نسبة 70% لأدركنا حجم المسؤولية الملقاة على عاتق التربويين,إذ خلال عشر سنوات زادت النسبة 5% فقط فكم عاماً سيلزمنا للوصول الى 70% .‏

الواقع بالأرقام‏

بلغ مجموع أطفال الرياض في أنحاء القطر كافة في نهاية العام الدراسي 2003-2004م /146403/ استوعبوا في 1475 روضة وبلغ عدد الشعب 4544 شعبة وعدد المعلمات 6710 معلمين ومعلمات.‏

إن القطاع الخاص يقوم بتربية نحو 57% من أطفال الرياض, متفوقا بذلك على القطاعين العام والحكومي وهذا له تأثيرات سلبية ويضع جهات القطاعين العام والحكومي أمام مسؤولية كبيرة وواجب إيلاء اهتمام أكبر بهذه المرحلة المهمة في حياة الطفل.‏

وللعامين 2002- 2003- 71,04% للقطاع الخاص بينما 28,95% للقطاعين العام والحكومي, ولعام 2003- 2004 - 84,78 % للخاص مقابل 15,22% للقطاعين العام والحكومي.‏

يتبين لنا أن القطاع الخاص كذلك يتفوق على القطاعين العام والحكومي مجتمعين سواء في عدد الرياض أوعدد الأطفال وكذلك نلاحظ أن القطاع الخاص يقوم بتربية نحو 74,99% من أطفال الرياض. بالنسبة للمعلمين الأصلاء والمتقاعدين بلغ مجموعهم 6710 معلماً ومعلمة.‏

وبالنسبة لعام 2006 حتى شهر نيسان فقط نلاحظ زيادة تسع رياض للأطفال ليصبح العدد 1535 روضة.‏

في مديرية التعليم الخاص‏

المرسوم التشريعي 55 لتاريخ 2/9/2004‏

في الفقرة 5 من المادة 37 ناحية ايجابية هي أنها وضعت جرس الانذار لأصحاب المدارس بوجوب أخذ متوسط الدخل والبيئة الاجتماعية المحيطة به.‏

- في الاقساط السابقة غبن لحق أصحاب المؤسسات التربوية بحيث لا تتناسب مع التكلفة.‏

-- لم يتم تصنيف المدارس الخاصة وبذلك فالرسوم الاخيرة يجب ألا تطبق حتى يتم التصنيف.‏

- تم تحديد صفة البناء.‏

- تم تحديد اعداد الطلاب في الصف الواحد.‏

- لحظ المرسوم أوضاع المعوقين‏

- ازدياد المؤسسات التعليمية قد يؤدي الى بروز منافسة بسبب العرض الكبير وبالتالي تنخفض الاسعار وتتحسن الجودة.‏

- بسبب وجود المباني الحكومية والعامة لا بد من تدعيم الوزارات وخاصة التربية للمدارس ومنشآتها التربوية وتأهيل الأطر والكوادر وبذلك يمكن استثمار واستغلال تلك الامكانيات بشكل جيد ويمكن أن تحدث هجرة عكسية من الخاصة للعامة وإذا لم يحدث هذا بالمؤسسات العامة والحكومية فستفقد مصداقيتها وبالتالي تبقى الهجرة إلى الخاصة وعند ذلك سيؤدي إلى هيمنة الخاص على العام وفرض أسعارها التي تتناسب مع استثماراتها وتتحول إلى قطاع رأسمالي.‏

- يتم الترخيص في مناطق المخالفات بالتنسيق مع مكاتب اللجان المحلية ضمن معايير.‏

- المدارس القديمة لابد من تأهيلها من جديد, تقيد بالمنهاج وبمؤهلات العاملين وكذلك سمحت التعليمات بإقامة التعديلات وإضافة الجديد لها.‏

مع معلمي الرياض‏

المربية سعاد أحمد (مدرسة صف أول ابتدائي لمدة تزيد على عشر سنوات) قالت: الروضة هي الفرصة الأولى التي تتاح للطفل كي يتعلم تعليماً منظماً وفق برنامج محدد ولكي يصبح هذا البرنامج بحق يجب أن يلبي حاجات الطفل ولهذا فإن اللعب واللعب وحده فقط يتيح امكانية استيعاب ما هو مطلوب وإنجاز برنامج التنشئة الاجتماعية بنجاح.‏

إن مستوى النمو النفسي ودرجة الجاهزية للتعلم المدرسي تبدو أعلى بكثير عند الأطفال الذين ارتادوا رياض الأطفال.‏

إن مؤسسات رياض الأطفال قادرة على إحداث نمو شامل ومتوازن وعلى تسريع هذا النمو لدى الطفل في هذه الفترة وقد أصبحت رياض الأطفال جزءاً لا يتجزأ من النظام التربوي في العالم.‏

الأستاذ محمد يوسف الشهابي, معلم لمدة 40 سنة, صف أول ابتدائي يرى أن الروضة حلت مشكلة غياب الأم العاملة بما تقوم به من رعاية لكن الكثير من تلك الرياض للأسف لا تؤدي الأغراض التعليمية لعدم وجود عاملات مؤهلات تعليمياً ومسلكياً.ويؤكد الشهابي أن الأسلوب الجملي المستخدم في تعليم القراءة في الصف الأول أدى إلى نشر الأمية بين الأطفال وتزايد عدد التلاميذ الذين يصلون للصفوف الرابع والخامس ولا يعرفون القراءة نتيجة هذا الأسلوب.‏

ويشير الأستاذ محمد أن المشكلة في تعليم الأطفال الكتابة يجب أن تكون بخطا ثابتة وواضحة وبأسلوب موحد عند جميع المعلمين والمعلمات في رياض الأطفال ومرحلة التعليم الأساسي حيث يكتب المعلم في الروضة بنفس الأسلوب الذي يكتب فيه معلم المرحلة الاعدادية.‏

يقول الأستاذ محمد: بالنسبة لي أجد صعوبة في التعامل مع الأطفال الذين سبق أن دخلوا الرياض والسبب هو حاجة طالب الروضة إلى جهد مضاعف.‏

بعض معلمي رياض الأطفال يعطي أسلوباً خاطئاً في كيفية الكتابة (الكلمة كاملة ثم التنقيط وبذلك يستقيم الخط).‏

وهنا لابد من الاعتراف بأن بعض معلمي رياض الأطفال جيدون نتيجة الجهد الخاص وليس نتيجة الأسلوب المتبع في تعليم الطريقة الجملية ونستطيع تحسين الرياض ببناء أسلوب قصصي صوتي يقلده أبناء ثلاث السنوات وتحاكيه ألسنتهم بأن يكون لكل حرف في العربية صوت بعيد عن الاسم الذي نحتاجه في المرحلة الابتدائية وفي الصفوف المتقدمة عند استعمال المعاجم لذلك لا بأس إذا لم نتناول اسماء الحروف ونكتفي بأصواتها لأن مجموعة الأصوات تساوي الكلمة وليست اسماء حروف الكلمة وبهذا الأسلوب نستطيع بناء رياض هادفة ترفد المرحلة الابتدائية وتساعد الأطفال والأمهات على تجاوز معاناتهم في الاملاء والقراءة أيضاً.‏

السيدة سوزان النائب, مديرة روضة الأمل النموذجية التابعة للاتحاد النسائي تحدثت قائلة: يتوجه معظم الأهالي إلى الرياض الخاصة رغم الفرق الواضح بينها وبين الرياض التي تتبناها منظمة الاتحاد النسائي من حيث الأسعار والمكان والوسائل التعليمية وحتى الشهادة التي يحملها المدرسين والحجة هي الأقساط قليلة.‏

وبشيء من التفصيل تقول السيدة سوزان: أننا نمتلك وسائل تربوية متعددة وهناك قاعة ألعاب وقاعة كمبيوتر وصالة رياضة, المكان مخصص ل12صفا وأربع غرف حضانة ونحن ندرس منهاج وزارة التربية وربما يعلم الجميع أن بعض الرياض تتخذ منهاجا خاصا بها وتنتقي مدرسيها حسب قبولهم للرواتب الأقل وبالطبع ليس الهدف هو التقليل من شأن تلك الرياض وإنما لفت نظر الأهالي لكثير من الامور التي تعود عليهم بالنفع وخصوصا المادية منها فالقسط الشهري لهذه الروضة 7000ليرة سورية موزعة على اشهر العام الدراسي وليصبح المبلغ النهائي 6750بدون مواصلات و8000ل.س مع مواصلات.‏

مع المختصين‏

د.عيسى شماس استاذ التربية العامة وأصول التربية في كلية التربية,جامعة دمشق يرى أن الروضة مؤسسة اجتماعية تربوية فهي إذن جزء من النظام المؤسساتي العام في المجتمع ولا سيما المجتمع المحلي الذي تعمل في مجاله وهنا يقتضي أن يكون ثمة تنسيق بين الروضة والمؤسسات المجتمعية الموجودة في محيطها بما يعزز مكانة الروضة ويدعم دورها في تقديم النشاطات التربوية والاجتماعية للأطفال أولا والأهل ثانيا.‏

ولعل أبرز الوظائف الاجتماعية التي تقوم بها الروضة تتمثل في التكيف الاجتماعي حيث يتمكن الطفل من التعايش مع الآخرين من خلال المناشط الاجتماعية التي يؤدي فيها دورا ضمن الجماعة وكذلك ألعاب الجماعة التي تعود الطفل على النظام والانضباط وتحمل المسؤولية واحترام الآخرين بما يعزز روح التعاون والعمل الجماعي والتخلص من العزلة والانطواء وحب الذات وبالتالي تكوين صداقات تتسم بالصدق والاحترام المتبادل.‏

اخيرا روضة الأطفال مؤسسة اجتماعية,تربوية وليست مؤسسة مدرسية تعليمية ولا يطلب منها أن تكون كذلك,إنما تقدم المعرفة للأطفال عن طريق النشاطات المختلفة,خبرات علمية معرفية رياضية اجتماعية,تتناسب مع طبيعة الطفل التي تتسم بالبحث والاكتشاف ومعرفة كل جديد.‏

الباحث الاجتماعي خالد محمد الأسقر يؤكد على ضرورة بل حتمية دخول الطفل الروضة فالأطفال الذين يدخلون روضة الأطفال يكونون أكثر قدرة على التعلم وأفضل تحصيلا من سواهم عند التحاقهم بالمدارس الابتدائية.‏

ويتابع الأستاذ خالد حديثه عن أهمية الروضة في البلاد النامية قائلا:لروضة الأطفال ضرورة قصوى في الدول المتقدمة لتطوره بسبب خروج المرأة للعمل والانتاج لكنها أكثر ضرورة في الدول النامية حيث لا تستطيع الأسرة تأمين جميع احتياجات الطفل من ألعاب ووسائل تعليمية ورحلات وزيارات ورعاية وتوجيه بسبب نقص إمكاناتها المادية والمعنوية .‏

الدور الحقيقي للمؤسسات البديلة‏

الباحث التربوي يحيى أفنيحز,دبلوم رياض أطفال تحدث قائلا: بالرغم من أن الأم هي مصدر الحب والطمأنينة وأن تربية الطفل بعيدا عن أمه قد تضر به وتشكل لديه صعوبات من أنواع مختلفة تتعلق بالنضج اللغوي والانفعالي والمعرفي لذا كان على المؤسسات البديلة أن تؤمن بعضا من وظيفة الأسرة كالعطف والرعاية والاشباع النفسي.‏

وإن كانت الدول المتقدمة أولت هذه المرحلة اهتماماً بالغاً فإن وطننا العربي لا يزال غير قادر على تأمين المؤسسات اللازمة لهذه المرحلة ولأسباب عديدة.‏

وقد يعزى التعثر اللاحق للتربية وفي معظم الأحيان إلى الإهمال في المرحلة الأولى وللإنصاف يجب أن نقرر أن هناك عوامل عدة بجانب الروضة كالأسرة ووسائل الاتصال المتعددة المرئية والمسموعة والقيم والعادات والتقاليد حيث تدخل كل هذه الأمور بالاعتبار من حيث تأثيرها على الطفل وتأثيرها على ما يمكن تحقيقه.‏

وعندما نتحدث عن مربية الروضة فإننا نتحدث عن مربية اكتسبت من الخبرة والاعداد والتدريب ما يجعلها قادرة على التعامل وتفهم مرحلة النماء التي يمرون بها ونحن نتحدث عن المربية لا المربي فإن ذلك يأتي من كون المرأة أقدر على التعامل مع الطفل في هذه المرحلة وتفهمه.‏

لو دققنا في الواقع الحالي لمعظم مربيات الأطفال في الروضة في قطرنا نرى أن معظمهن من الفتيات اللواتي أنهين الدراسة الإعدادية أو حصلن على شهادة الدراسة الثانوية ولو أن المستوى التعليمي ومن خلال الدورات والاعداد يمكن من خلاله الوصول إلى مربية روضة أطفال قادرة على التعامل معهم, يبقى التخصص في هذا المجال ضرورياً حيث يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى من يفهمه ويتعامل معه وفق اسس علمية تساعده في نموه العام ونمو شخصيته وإعداده لمرحلة الدراسة الابتدائية ولبناء الروضة شروط لا بد من توفيرها, وللأسف الأماكن التي تشغلها الرياض حالياً عبارة عن شقق سكنية قد لا تتوفر فيها الشروط المطلوبة (صحية - بعيد عن مصادر الضجيج- غرفة ملابس- ألعاب).‏

أخيراً يجب أن يرتبط برنامج الروضة بأهداف النمو فهو الوسيلة لاكتمال نمو الطفل الحركي والجسدي والعقلي والاجتماعي والانفعالي واللغوي والعاطفي ويجب أن تراعي المربية التوازن بين مختلف هذه الأنشطة وأن تسعى إلى التعامل مع كل طفل على حدة مراعية في ذلك الفروق الفردية والقدرات والاحتياجات لكل طفل.‏

***‏

عالمحك...الاستثمار يطال عقول الأطفال‏

مع نهاية العام الدراسي 2006 أقدمت المؤسسات التعليمية الخاصة ومن ضمنها رياض الأطفال على رفع تكاليف القيد والقبول ارتفاعاً جنونياً,تخطت حدود المنطق والموضوعية دون مراعاة أصحاب ذوي الدخل المحدود (وغير المحدود) قديماً تأسست رياض الأطفال لأبناء الفقراء بهدف إشباع حاجاتهم النفسية والروحية والاجتماعية أما في وقتنا الحالي فقد أصبحت للأسف حكراً على أطفال الطبقة المرفهة والدليل على ذلك فلتان الأسعار وعدم تدخل الجهات المعنية لمعالجة الموضوع.‏

القرار الوزاري بهذا الشأن ما زال جمراً تحت الرماد,في حالة سكون إذ إننا في عطلة الصيف والإرباك الحقيقي في أيلول إذ ستحمل أيام أيلول القادم الكثير من المفاجآت:تشريد معلمات..إغلاق روضات..لجوء الأمهات إلى وضع أطفالهن عند إحداهن (ربة منزل) ولا يخفى على أحد أثر ذلك على استقلالية شخصية الطفل وإبعاده عن الحياة الاجتماعية الفعالة.‏

إن كان لهذا القرار مبرر كما رد السيد الوزير (سورية الدولة الوحيدة في العالم التي تتدخل في تسعيرة المدارس الخاصة!!) فإن أملنا كبير في أن تنفذ الجهات المعنية ما جاء في المرسوم التشريعي 55 من أهداف سامية تحقق العدالة بين الطالب وصاحب المنشأة التعليمية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية