|
تحقيقات وتبدى ذلك اسرائيليا في التخفيض التدريجي لسقف أهداف العدوان من تدمير البنية التحتية لحزب الله مرورا بشل قدراته الصاروخية انتهاء بفشل التقدم والثبات لعدة كيلومترات. هذا النصر, ودون مساندة المتفائلين, يطرح على الحاضر والمستقبل أسئلة متعددة الأبعاد. آنيا يطرح تساؤلات عن إمكانية استثماره سياسيا ومدى توفر القدرة على إحباط وإفشال محاولات الالتفاف عليه, لاسيما وأن العدوان بدأ في إطار مشروع أمريكي معد مسبقا عسكريا ومجهز بمظلة دولية سياسيا. على المدى المتوسط, سيطرح تساؤلات حول مشروعية النظام السياسي العربي الرسمي و بنيته الدولتية والمؤسساتية, لاسيما وأن المواقف السياسية لبعض النظم العربية تفارقت, بل و تناقضت أحيانا مع المواقف الشعبية, وبعضها أعاد الى الذاكرة التآمر الذي تسبب بهزيمة عام 1948وأدى إلى قيام الكيان الاسرائيلي, وهذا يعني ان المجتمعات العربية ستتفكر عاجلا أم آجلا بالأوهام التي سوقتها نظمها على مدى عقود حول الواقعية والتعامل مع الأمر الواقع وتصويرها لهذا الكيان على أنه لايقهر ولايمكن هزيمته ولابد من التفاوض معه والتنازل أمامه بحكم موازين القوى. على المدى البعيد, سيعيد هذا النصر إشكالية الكيان الصهيوني الى بداياتها, من زاوية وجوده المصطنع أولا ومن زاوية مشروعيته ثانيا, فقيام مقاومة شعبية على مساحة ضيقة بإنجاز نصرين متتاليين خلال ست سنوات سيحرك مفردات سياسية كادت حالة الانكسار العربية تعتبرها من المنسيات, دون أن نغفل هنا أن وحشية العدوان وهمجيته ستعيدان الى الواجهة الخيارات المغدورة التي ظن النظام العالمي الجديد أنه كفنها وأرسلها الى متحف التاريخ. لكن المهم اليوم, بحسب تعبير السيد حسن نصر الله, هو توفر الإرادة السياسية اللبنانية لجني ثمار النصر وعدم تمكين الغطاء السياسي الدولي للعدوان من تحرير مشروعه ونقل أزمته الى الداخل اللبناني, والمهم أيضا توفر إرادة سياسية عربية رسمية لمعارضة مخطط أمريكي يستهدفها, كما قال نصر الله. مثلما يستهدف المقاومة, على أن تكون هذه الإرادة بأفق جديد وأن تكون قادرة على إعادة النظر في مشروعيتها الدولتية والمجتمعية كمقدمة لتأسيس أخرى تستطيع التفكير برأسها لا بكراسيها. |
|