تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لعبة قذرة في لبنان!

لومانيتيه
شؤون سياسية
الاربعاء 9/8/2006م
بقلم بيير لوران: ترجمة مها محمد

ياللهول, إنها مذبحة حقيقية ارتكبها جيش إسرائيل وفي قرية قانا أيضاً هذه المرة, عددهم نحو الستين منهم سبع وثلاثون طفلاً, صور تثير السخط, الاستنكار, الاشمئزاز, عرضتها شاشات التلفزة في جميع أنحاء العالم.

أي بربرية هذه? وأي تبرير لهكذا جريمة? أطفال أخرجوا من تحت الأنقاض وكأنهم نائمون, ما السلاح الذي استعمل في قتلهم? وكما حدث في قانا الأولى عام 1996 عندما التجأ المدنيون إلى مبنى الأمم المتحدة وتصيدهم الطيران الإسرائيلي حدث هذه المرة أيضاً قتلتهم الهمجية والوحشية الإسرائيلية وهم نيام, فليضف التاريخ الإسرائيلي مجازر إلى سجلاته ولا يخجل إيهود أولمرت من تقديم أسفه بل يردف وبكل وقاحة أن ضرب قانا كان متعمداً وأن السكان قد أنذروا وكان عليهم أن يغادروا إذاً هؤلاء الأطفال وآباؤهم الذين سحقوا تحت الأنقاض هم المسؤولون عن حتفهم ياللوقاحة, كيف لنا أن نقبل بقلة الحياء هذه ألا يدعو ذلك إلى المزيد من الغضب والمقاومة?.‏

الحكومة الإسرائيلية بطريقتها اللامسؤولة في استراتيجية القتل تريد الآن القضاء على إمكانية الحياة بأشكالها في جنوب لبنان دون قيد أو شرط وإضافة إلى الشلل الذي فرضته الولايات المتحدة على الدبلوماسية الدولية وعلى الأمم المتحدة يعلن إيهود أولمرت أن حكومته بحاجة من عشرة إلى خمسة عشر يوماً لإنهاء عمله القذر.‏

ما لا يمكن تحمله أن نتابع مشاهدة هذا الحدث دون أي رد فعل على هذه المذبحة المبرمجة, مطلبنا الوحيد الآن هو الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار, على فرنسا أن تطلب ذلك من مجلس الأمن ونصر على أن ترفض منذ الآن أي كفالة تبحث عن تحايل أو التفاف على وقف إطلاق النار, فالأميركيون يلعبون ووزيرتهم كوندوليزا رايس لعبتهم ويقامرون بكذبهم, إنها حياة المئات والآلاف من اللبنانيين التي تقوم عليها هذه المزايدات, كم هو خطير ومفجع أن تكون هذه المذابح ثمناً لسلام وأمن إسرائيل وأن يتم على هذا الأساس تبرير قتل آلاف الأبرياء وخراب بلد بأكمله, لن يكون ذلك إلا سبباً لمزيد من حلقات عنف ومآس جديدة على المنطقة, من يعتقد أن حمام الدم هذا سيمهد الطريق إلى السلام ومن يفكر أن هذه الحرب الصليبية التي تقودها إدارة بوش لتستأصل الإرهاب حسب ادعائها فهو مخطئ, ما يجري هو العكس تماماً والإدارة الأميركية هي من ورطنا في الملف الفلسطيني والمستنقع العراقي الذي شهد في الشهرين الأخيرين سقوط ستة آلاف عراقي.‏

فبدلاً من المتابعة على خط الموت يجب إعلان وقف إطلاق النار لوقف سقوط الضحايا ووقف القتال الذي لا مبرر له.‏

لقد اختارت الولايات المتحدة الحرب منذ عام 2001 كطريقة لإعادة تشكيل العالم وتلتحق بها إسرائيل بشكل أهوج في هذه الحرب المجنونة, لكن يبدو أنهم أقحموا أنفسهم في صراع لا يمكن حله بالقوة فهذه الحرب دعمت شعبية حزب الله وعمقت جذوره أيضاً زادت اللحمة اللبنانية ووحدة الدولة اللبنانية فليطرحوا السؤال وسيجدون الجواب.‏

بعد العراق يجب ألا نفسح المجال لمرتكبي الجرائم أن يشعلوا النار في أنحاء الشرق الأوسط لأن هذه المذبحة البربرية هي تحول خطير وستقود العالم الأصم إلى ردود أفعال, فعلى جميع قوى السلام وقوى الحق التحرك لإيقاف هذه الآلة الجهنمية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية