تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حرب مفتوحة!

لوموند
شؤون سياسية
الاربعاء 9/8/2006م
ترجمة:دلال ابراهيم

التناقض البارز في قضية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني حيث شبح العنف المتجدد فيه يطل برأسه مهدداً بإغراق منطقة الشرق الأوسط برمتها

في دوامة الفوضي هو أن الحل موجود وفي متناول الأيدي:وتحتوي العديد من الوثائق الموجودة علي تلك الحلول والتي يطلق عليها اسم (باروميتر الرئيس كلينتون) وهي عبارة عن اتفاقيات طابا وكذلك اتفاق جنيف حيث تم التفاوض بين ممثلين فلسطينيين وإسرائيليين.‏

وتنص تلك الوثائق كافة علي اختلافها وتطابقها علي نفس البنود تقريباً أي:إنشاء دولة فلسطينية إلي جانب إسرائيل وعاصمتها القدس الشرقية وانسحاب إسرائيل إلي حدود العام 1967 ومنح الأماكن المقدسة وضعاً خاصاً وإيجاد حل لمشكلة اللاجئين لا يمر عبر حق عودة شامل وعام ويعلم الجميع أنه وإن أتي يوم يري فيه الحل لمشكلة الشرق الأوسط النور فإنه سوف يتبني ما تتضمنه تلك الوثائق.‏

وفي تعقيب لأحد الدبلوماسيين الإسرائيليين القدماء خلال التوقيع علي اتفاق أوسلو عام 1993 قال معلقاً (إننا نستقل قطاراً لا نعرف وجهته إلي أين).ولأننا نحن نعرف وجهته هذا القطار (حيث لا قطار ولا سكة هناك) فقد برز الحل إلا أن جميع الدروب التي يمكن أن تقود إليه فيها مطبات وفي أغلب الأحيان تتميز تلك المطبات بالدموية.‏

والأفظع من هذا وذاك أن الجميع قد حاول إيجاد حل لهذا الصراع بدأ مع مفاوضات أوسلو الخاصة بالفترات الانتقالية والتي تركت جانباً المفاوضات بشأن الوضع النهائي إلي مفاوضات كامب ديفيد في عهد الرئيس الأميركي الأسبق كلينتون ومعاهدات طابا لتنتهي بوصاية الأسرة الدولي تحت اسم اللجنة الرباعية وتضم (الولايات المتحدة-الاتحاد الأوروبي-روسيا والأمم المتحدة) ووثيقتها التي أطلقت عليها اسم (خارطة الطريق).‏

ومن ثم فك الارتباط الأحادي الطرف المعمول به منذ عام في غزة والذي كان من المفترض أن يتبعه انسحاب من الضفة الغربية وأخيراً الانتخابات الديمقراطية التي شهدتها السلطة الفلسطينية وانتهت بفوز حماس وتعتبر الحرب التي تشنها إسرائيل حالياً ضد لبنان مؤشراً واضحاً لفشل الاستراتيجية الأحادية الجانب التي تبناها رئيس وزراء تل أبيب الأسبق أرييل شارون,وأكمل السير بها خلفه إيهود أولمرت.وها هي اليوم تعود إسرائيل ليس فقط عاماً إلي الوراء قبيل انسحابها من غزة وإنما عادت إلي أعوام الثمانينات حينما كان الجيش الإسرائيلي يضرب لبنان ويحتله بحجة مطاردة من يدعونهم (إرهابيين).‏

وبوسعنا وعلي غرار الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن نصف هذا الرد الإسرائيلي (بغير المتكافيء) ولكن ينبغي ألا يغيب عن بالنا أن اللعبة ليست مجرد خطف ثلاثة جنود إسرائيليين بل إن اللعبة والرهان هو مستقبل ومصير المنطقة كلها.وتلك الأعمال (غير المتكافئة) التي تقوم بها إسرائيل لن تقود إلي حل دائم.بل إن الحل هو في تعهد الأسرة الدولية بأكملها وعلي رأسها الولايات المتحدة بفرض اتفاق معروفة خطوطه العريضة وهذا ما يرفضه الأميركيون والسبب أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا ترغب بذلك.إلا أن الخراب والدمار المتمخض عن سياستها الشرق أوسطية امتداداً من العراق إلي لبنان ومن إيران إلي فلسطين ينبغي أن يقودها إلي تبديل آرائها.‏

لقد فشل الرئيس بيل كلينتون في عام 2000 في بحثه عن اتفاق,لأنه انتظر حتي اقتربت ساعة رحيله للالتزام بتلك القضية بينما جورج بوش لا يزال علي الأقل لديه عامان لكي يفكر بحل هذه القضية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية