تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أقلام شابة ...فنجان قهوة سادة

شباب
الاربعاء 9/8/2006م
مايا أسعد- جامعية

جلسات كثيرة, نسائية ومختلطة كنت فيها مشاركة رئيسية وثانوية.. تتشعب الأحاديث, وتتعدد الآراء, وتذهب الأفكار بعيدا.

شيء من الشرود, وأشياء من تكرار الذات الفكري, بغض النظر عن حيثيات الحديث المركزي. وتمضي الأيام... وتتكاثر الشهور.. وتتعدد السنون.. وفي جلسة صفاء ذاتية, حاولت أن أجد ما هي المواضيع الرئيسية التي كانت محور تلك الجلسات حاولت كثيرا أن أركز تفكيري لأستخلص الجواب الأقرب إلى الصواب, ولكن عبثا.فالضباب يلف الذاكرة من أقصاها إلى أقصاها ولا شيء واضحاً. ولكن لفت نظري وضوح كلمات قليلة كانت تمثل عاملا هامشيا في كل الجلسات ولكنه كان ساطعا على شاشة الذاكرة كانت فنجان قهوة سادة???‏

عبر هذا المفتاح ولجت باب الذاكرة ودخلت في التفاصيل , فتبين لي أن أغلبية طلبات الضيافة في كل الجلسات كانت فنجان قهوة سادة?‏

حاولت الولوج لحيثيات العبارة الفكرية والنفسية والاجتماعية والذاتية والموضوعية وسبحت في عالمي الخاص.. حتى أنا كان طلب الضيافة فنجان قهوة سادة..!‏

لماذا الإجماع تقريبا من كل من يرغب بتناول مشروب على فنجان قهوة سادة?‏

ما هذا السر العجيب الذي تحتويه هذه العبارة ومكنوناتها الوجودية كمادة ضيافة?‏

كيف حصل هذا الإجماع على فنجان قهوة سادة! ولا يوجد توافق بين اثنين على فكرة أخرى!?‏

فنجان قهوة سادة! وبدأت بالتحليل‏

قهوة.. سادة.. أي يعني هي مره.. مر.. مرارة! أترى كنا نفسيا نترجم بهذا الطلب فكرة بلا شعور, ما أخذك للمر, قال الأمر!!‏

هل هذا يعني أننا أصبحنا من مدمني المرارة بلا شعور!‏

هل أصبحنا متوحدين مع موجداتنا المتكاملة من حولنا وصرنا أسرى الجو العام الذي نعيشه إقليميا واجتماعيا وخلقيا???...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية