|
كتب
والكتب التي تبحث في الدور التربوي للموسيقا قليلة جدا في اللغة العربية, ومن هنا يأخذ كتاب (الموسيقا.. وذكاء الطفل) الذي صدر حديثا للمربي الموسيقي نورث نابوتي أهميته, والكتاب- كما هو واضح من عنوانه- يناقش دور الموسيقا في تنمية ذكاء الطفل, ويأتي هذا الكتاب كجزء أول من سلسلة يعكف المؤلف على إصدارها تحت عنوان (سلسلة الموسيقا للجميع). يضم الكتاب سبعة فصول, ويتناول الفصل الأول أصل الموسيقا وجذورها في حياة الإنسان, وكيفية تعامل الإنسان معها. الفصل الثاني الذي حمل عنوان (الموسيقا وشخصية الإنسان) بدأ بعبارة للفيلسوف الياباني (د. سوزوكي) التي تقول (تعتبر الموسيقا من أفضل الطرق لتأسيس شخصية الطفل وتطوير الصفات الجيدة لدى الكائن البشري). ثم يتحدث الفصل عن تأثير الموسيقا على الطفل وأثرها في بناء شخصيته, فالموسيقا قادرة على تطوير القدرات النفسية وتملك القدرة على تفتح الذهن وتطوير الأحاسيس. الفصل الثالث يتناول الموسيقا وعلاج الأمراض وفيه لم ينس نورث نابوتي أن يشير إلى اهتمام العلماء العرب بدور الموسيقا في معالجة الأمراض وخاصة العالم العربي الرازي الذي عرف فائدة الموسيقا في شفاء المرضى وتسكين الآلام, ويتناول الفصل أيضا دور الموسيقا في معالجة العديد من الأمراض مثل آلام المفاصل وبعض أمراض الأطفال. الفصل الرابع ركز على دور حاسة السمع في تلقي الطفل للموسيقا حتى عند الأطفال الحديثي الولادة ويستعرض أسس تربية الاستماع الموسيقي في سن مبكرة وأساليب تطوير قدرة الطفل على الاستماع. في الفصل السابع وهو موضوع الكتاب تناول المؤلف دور الموسيقا في تنمية ذكاء الطفل وأهمية التعليم المبكر للموسيقا. وتناول الفصل بعض الدراسات التي قام بها العلماء حول التغيرات التي تحدث في الدماغ من سماع الموسيقا. واضح أن الكتاب اعتمد على المدرسة اليابانية في تلقين الموسيقا للأطفال, وكنت أفضل لو أن الكتاب استعرض كافة أساليب تعليم الموسيقا للأطفال, ولا سيما طريقة (كارل أورف) الألمانية على كل حال لا يمكننا الآن أن نوجه أي نقد للكتاب بانتظار صدور الأجزاء الخمسة الأخرى التي ربما تضمنت ما نراه نقصا في هذا الجزء. |
|