|
كتب توصيل فكرة ما للأميركيين والأوروبيين فالعائد سيكون أكثر نفعاً إذا كان الممثل أميركيا أو إيطاليا أو فرنسيا منه لو كان مستوطناً صهيونياً.. مع الأخذ في الاعتبار الفارق المهني بين هؤلاء وأولئك وأدركت القيادات الصهيونية , الهوة الفاصلة بينها وبين الشعوب الأميركية والأوروبية , فارتبطت بعلاقات مع شرائح كالكتاب والممثلين المشهورين لتنفذ الصهيونية ما تريده من خلالهم بينما يحصل هؤلاء على فوائد فردية مادية ومعنوية ! فأليزابيت تايلور , وغريتا جاربو احتاجتا لهذا الدعم فاستقبلهما مناحيم بيغن وأحسن ذلك وبذات الوقت أكدت أجهزة الإعلام الصهيونية على ظاهرة تحاول إخراجها كحقيقة مسلم بها وهي أن شعوب أوروبا وأميركا متعاطفة مع اليهود , وتؤيد المطالب الصهيونية ما جعل الإعلام العربي يصدق ذلك ويحجم عن طرح قضاياه, وبقي غير قادر على الوصول الى عقل المواطن الغربي !!هذه الإشارات جاءت في معرض دراسة نقدية قدمها جودت السعد في كتابه ( السينما الصهيونية بين التجنيد والتطوع). باعتراف السينمائيين والنقاد الصهاينة أنفسهم :الحجم الحقيقي للسينما الصهيونية ليس كبيراً مع أن الصهيونية عملت على سينما متطورة تخدم استراتيجيتها في الأرض المحتلة أو في العالم, إلا أن الطابع الصهيوني كان سمة تلك الأفلام من ضياع الغائية الأخلاقية واعتمادها على الكذب والتزوير ( مثل عقيدتها التي بنت كيانها على هذه العوامل). وهما قاعدتا الفن الصهيوني وهدف لإنشاء صناعة فنية مجندة لذلك فهي تستبعد وتفتقد عملا فنيا خلاقا. أزمة السينما الصهيونية - كأزمة الأدب- انعكاس لواقع تربوي يخضع له الفرد اليهودي قسراً. وأيضاً فشل العاملون في السينما في إقناع جمهور المستوطنين لحماية السينما ومساعدتها لعدم قناعة هؤلاء بإمكانية العمل السينمائي الفعال. فالأفلام الصهيونية هي أفلام توراتية دينية , والعنصرية هي السمة الغالبة عليها وأفلام عسكرية وأفلام تناولت حرب 1948 و1956و1967 لكن لم يستطع أي سينمائي اسرائيلي المجازفة بوضع شريط يحكي عن انهيار الجنود في الجنوب اللبناني , بعد الهزائم التي تعرضوا لها خاصة ( اللواء غولاني نخبة الجيش) والذي كان أكثر الهاربين من المواجهات مع المقاومة ( قبل تحرير الجنوب). إذا السينما الصهيونية لا تملك من مقومات هذا الفن إلا ما تحمله من فكر يعبر عن النزعة الطبيعية الاستعلائية والفوقية لكل ما هو غير يهودي. السياسي والجنسي! لعبت السينما الاسرائيلية على القوى المظلمة اللاعقلية الجارية وراء اللذة :أفلام شهوانية متغطرسة لتشويه العقل فقد تم استخدام الجنس سلاحاً خطيراً ضد المجتمع العربي الذي يلتقط البث التلفزيوني الصهيوني بينما الصهاينة بمنأى عن خطر الانحراف بحكم معرفتهم للغة العبرية , والتعليمات والتحليلات التي تعقب أو تسبق عرض الفيلم . وبذلك تحقق هذه الأفلام هدفا( ثقافيا محضا) موجهاً للمستوطنين الصهاينة , وهو توضيح علمي لنظرية علمية وأهدافاً سياسية على المدى البعيد بخلق نوع من التفكك الاجتماعي والانحلال الأخلاقي يشد المراهقين العرب إلى مشاهدة مناظر جنسية ودفعهم إلى الانحراف. وفي معرض لاستعراض أفلام الجنس الصهيونية تعود بنا الذاكرة إلى بروتوكولات حكماء صهيون التي تؤكد على استغلال النساء كوسيلة للحصول على فوائد يهودية فحين يعرض فيلم ما يحكي معاناة ضابط في الجيش الصهيوني من خلال عرض لحياة كتيبة عسكرية داخل المهاجع فإنه يهدف بالجزء الجنسي منه ( بالصور) متوجهاً للمشاهد العربي الذي لا يعرف اللغة العبرية فإذا كان مراهقاً استهوته السلوكية الجنسية !! وبنفس الوقت يتوجه هذا الفيلم ( ذاته) للمستوطنين الصهاينة لعرض مشكلة يراد حلها.. فقصة الفيلم لها وجود واقعي أو معاناة حقيقية متطابقة مع أحداث الفيلم أو تلامسها , وبذلك يخدم العمل السينمائي هذا في ( عرض واقعة) لصهيوني ( وعرض صور جنسية ) لعربي . فالأجهزة الصهيونية الخاصة بالعادات العربية والمجتمع العربي أخضعت هذه العادات للبحث ورفعت التوصيات التي تقتضيها الذهنية الصهيونية , والتي كشفها الأسلوب والممارسة في عرض أفلام الجنس هذه , لوضع الشباب ( وهم أساس النضال ضد الصهيونية) في أزمة البحث عن اللذة الرخيصة والابتعاد عن القضايا الجذرية!! ومنها أفلام تلمس المعاناة التي تلاقيها الفتيات في الجيش أثناء الخدمة الإلزامية باشارة إلى الشذوذ الجنسي الذي يعم المتطوعات ,خاصة اللاتي يحملن رتباً عالية. هذه الأفلام تحاول حل مشاكلها بتوجيه رسالة لليهود لكن الرسالة الثانية هي للعرب لإظهار المجتمع الصهيوني كمجتمع متحضر يعطي للفرد حريته في الممارسات والتمرد على التقاليد , وبأنه قادر على طرح مشاكله ( بحرية وليبرالية?!!) بينما تحاول هذه السينما جاهدة خلق حالة تمرد على القيم العربية بطريقة انحرافية. فمعنويات العرب هي الهدف المراد تحطيمه , وفي مراحل لاحقة جذب الشباب للعمل في الكيان الصهيوني وتسليط النساء عليه ليعودوا بعد ذلك محملين بالايدز وأشياء أخرى. الوهم! إن الأعمال السينمائية الصهيونية تعطينا مفتاح أعماق عقل هؤلاء الصهاينة فكما قال فرويد ( الفنان يقبض على زمام خياله, بينما يسيطر الخيال على المريض بالعصاب). لهذا افتقدت هذه السينما الخيال المبدع - ليسيطر عليها خيال مريض بالتفوق والعنصرية والاستعلاء ولم يكن بمقدورهم امتلاك خيال الإرادة البشرية والحب والأخلاق والشرف والاحترام التي تؤسس لحضارة وفن. فشعورهم بالاضطهاد أوحى لهم بتضخيم آلامهم فسيطر عليهم الجزع الذي أخفوه باستعراضهم القوة , بمحاولة للتعويض عن الإخفاق الذي مُنيوا به ( من قبل) ويبذلون في سبيل ذلك مجهوداً عاليا للسيطرة عليه من خلال الرغبة بالسيطرة على العالم ويبدؤون من ( هنا). أما حان الوقت لنتعلم أنهم كذبة جعلها البعض كذبة كبيرة!! الكتاب لم يشأ أن يتطرق كثيراً للنفسية اليهودية التي تمتلك النزعة العدوانية التي تسعى دائماً للحصول على لذة معينة من خلال الألم, ألم الذات وآلام الآخرين!!. |
|