|
آراء
لهذه المطابقة ومن بعدها محاولات إلغاء التيار الرافض والمقاوم هدفان , أولهما تكريس الشعور العربي بالدونية ما يجعله مستعدا لتقبل ما يرسمه له الآخر دون ممانعة أو تفكير بالرفض , وهذا ما نلمسه حتى في الكتابات الموالية للتيار الأكثر تشددا في الإدارة الأمريكية , كما الحال مع مقالة لبرنارد هيكل كتب فيها أن ( حزب الله لا يقاتل إسرائيل , قدر نضاله ضد شعور عام عربي ومسلم بالهزيمة والإذلال وعدم الكفاءة ) وبالتالي فإن الحرب ضد حزب الله هي جزء من حرب أشمل لأجل تمرير مخطط استعماري يعيد رسم المنطقة وفق احتياجات الأمبراطورية الأمريكية بأقل قدر من الخسائر. ولتأمين التغطية الداخلية , أو بالأحرى تأمين المظلة الإنتخابية لمشاريع التكتلات الاقتصادية التوسعية يتم تسويق المقاومة كإرهاب لتصبح الحرب ضدها حربا من أجل الحياة والأمن الشخصي بالنسبة للمواطن الأمريكي , وهذا ما يدفع لتجاهل الاختلافات الجوهرية والبنيوية بين تيار مقاوم وطني متدين لكنه معتدل غير طائفي كحزب الله وبين تيار تكفيري إرهابي كوني يرفض المختلف ويكفره كالقاعدة . كما قلنا تبدو المطابقة الميكانيكية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية مفهومة للأسباب اللوجستية والاستراتيجية السابقة الذكر , أما أن تستنسخ هذا الموقف وسائل إعلامية عربية فهو الأمر غير المفهوم وغير المقبول خاصة إذا كنا نتحدث عن مجلة اكتسبت مصداقيتها ورواجها من اقترابها من نبض الشارع الوطني كمجلة ( روز اليوسف ) المصرية فإذا بها تخرج علينابغلاف وعدد توحد خلاله بين نصرالله والزرقاوي والظواهري وابن لادن .. موقف سأرد عليه عبر مقالة نشرت في ( معاريف ) الاسرائيلية وجاء فيها : ( إذا لم نسقط نصر الله الآن , فإن الشارع العربي سيكنس الزعماء العرب السيئين السمان والضعاف من هذه العواصم , وعندها سنوجه مائة مليون نصر الله محسّنين ومبعثرين أمامنا ) مفارقة مبكية ربما من الأفضل أن نتركها أسوة برسوم الكاريكاتور البليغة دون تعليق لكني لن أستطيع أن أختم دون الدعاء إلى الله أن يرحمنا من ساسة يرسمون استراتيجياتهم بعقلية الدكنجية أو بائعي البسطات أصحاب ( مبدأ ) وحيد هو مبدأ اضرب واهرب حتى لو اضطرتهم الصفقة القريبة إلى الهروب إلى الوراء . dianajabbour@yahoo.com " dianajabbour@yahoo.com |
|