إنه لبنان يا ..غبي
معاً على الطريق الاربعاء 9/8/2006م غسان الشامي * عندما أطاح زارع التوم بأبي القنبلة النووية الإسرائيلية الخرِف شيمون بيرس قال الكثيرون من عباقرة المحللين العرب أن عمير بيريتس جاء حاملاً شتوله وخضراواته ووروده من مزرعته في )تير عقيبا) ليزرعها في حديقة السلام ,هؤلاء الذين وضعوا على جانبي أعينهم قطع الجلد التي يستخدمها بائعو الخضار لبغالهم كي تسير باتجاه واحد, لأنهم لا يزالون ينعقون بأن هناك حمائم وصقوراً في إدارة إسرائيل.لكن أفعال وتصريحات الكابورال بيريتس الطالعة من سحنته الستالينية وتهديداته وطلباته من جنوده بالعودة للشرب من مياه الليطاني أثبتت للبلهاء أن الماكينة السلطوية الإسرائيلية تعمل على شحم القتل والمجازر وبدفع توربيني من أسطورة يهوه.لم يكن رئيس بلدية سديروت الآتي من المغرب يعلم أن مستعمرته ستصبح مرتعاً لصواريخ القسّام البدائية وأن خضراواته ستبور وتدمع رائحة البصل مقلتيه ,حتى شاهد بعد أن صار وزيراً للحرب صواريخ المقاومة تطيح بصمت الملاجئ في شمال فلسطين تاركة حقول المستوطنين تعوي في السهول التي أجبروا أصحابها على المغادرة حفاة بعد كل مجزرة , وشاهد قطع القرميد تتطاير آخذة معها متعة النعاس وخدرَ السبوت بعدما اطمأن أولاد الأفاعي إلى تحويل أنظمة العرب إلى أرانب تحفر أنفاقها في تراب المذلاّت.لكن شارب بيريتس الذي جزّته إصابة وجعلته يتلوّى على كرسي متحرك طيلة عام كامل عاد ليهتزّ بعد 32 عاما عام 1974 ,فنسي الزراعة والسماد الآزوتي وعاد إلى الزبل الاستيطاني في محاولة لأن يثبت لنفسه وقبيلته أنه يشبه جنرلات الموت الذين انتقدهم في خطاباته,وأنه جدير بأن يصرخوا له في ساحة ملوك إسرائيل بتل أبيب )بيريتس ملك اليهود)..ملك سفاردي للمرة الأولى بعد ستين عاماً من عروش الجماجم الأشكينازية .هل عرفتم الآن لماذا تحقد طائرات العريف الخضرجي السابق على شاحنات الخضار اللبناني وعلى قاطفي الدراق الآتين من سهل جنديرس المقدّس إلى بلدة القاع?.إنه لبنان يا غبي ..جرّبه شارون وإيهود باراك وخرجا على المحفة سياسياً وعسكرياً.استدراك أوّل:ليس لبنان كلّه في موقع المقاومة..لنخرج من هذا التكاذب والتفنيص, هناك من راهن على الإسرائيلي لتغيير البنيان اللبناني ,وما فهلويو السياسة , نسل الاقطاع الموبوء إلاّ بعضهم ..وقد نسوا التجارب السابقة بأن لا مكان للاعبي الكشاتبين بين ظهراني المقاومة ..ولهم أيضاً ..هذا لبنان أيها الأغبياء.استدراك ثاني:التفتت كوندوليسا إلى صبيانها في السفارة الأمريكية وقالت لهم عليكم إنزال جمهوركم المليوني للاحتجاج على المقاومة ..تململ أبو تيمور والتفت إلى مروان حمادة الذي بادر إلى شرح صعوبة الوضع ..حالياً, فعنّفت الدجاجة صيصانها الذين ضموّا أكثر من مسترئس همّهم انقشاع غبار المعارك كي يركبوا على جحش 17 أيار جديد.استدراك ثالث:كان وزير يشبه السنفور يلعب الورق على محمولهِ في جلسة مجلس الوزراء , فجأة حلّ عليه الوحي النخبوي فاستدار إلى زميله الزغلول الأكثري قائلاً : ألا توجد طريقة لنقل المهجرين من الجبل المتمدّن إلى الشمال, مقترحاً استئجار حافلات.. إنها عقدة النوعية الآتية بالتناسل الليلي على وقع انقطاع الكهرباء ونقصان الفيول الوطني في لبنان.., الذي يقاوم.. أيهاالحمقى.
ghassanshami@gmail.com
* كاتب و صحفي لبناني
|