تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دمشق ..بيروت.. إلى كل العرب

ع.المكشوف
الاربعاء 9/8/2006م
اسماعيل جرادات

الكل بات يعرف ان الحرب المفتوحة بين رجال المقاومة اللبنانية الابطال,والعدوان الصهيوني المدجج بادوات القتل الامريكية,

هي حرب مصير,وتحد كبير هوالاول من نوعه,ولاسيما ان اسرائيل باتت اليوم في موقف بالغ الحساسية لأنها وجدت نفسها ولأول مرة في موضع التهديد المباشر وفي عمقها الديمغرافي والجغرافي,فها هي صواريخ المقاومة اللبنانية تطول المستوطنات والمدن في شمال وداخل فلسطين المحتلة حتى وصلت كما وعد سيد المقاومة إلى ما بعد ما بعد حيفا موقعة خسائر فادحة في الكيان الصهيوني الذي يتكتم على هذه الخسائر,وهذه المسألة باتت تشكل تهديدا مباشرا ليس للعدو الصهيوني وحسب, إنما لحليفته وداعمته بسلاح القتل والدمار امريكا التي اوعزت لإسرائيل تنفيذ ما عجزت هي وحلفاؤها وعملاؤها عن تنفيذه,خاصة فيما يتعلق بدور هؤلاء الحلفاء والعملاء برسم شرق اوسط جديد الذي يحلمون به منذ سنوات.‏

امريكا ومعها بعض الحلفاء الاوروبيين والعملاء في الداخل اللبناني وخارجه جعلت من العدو الصهيوني اداة من ادوات تنفيذ هذا المشروع الفاشل بامتياز,طبعا ساعدهم في ذلك بعض العرب اللاهثين وراء امريكا واسرائىل كي يكون لهم مكان في هذا المشروع,متناسين ان مسألة تنفيذ مثل هذا المخطط او المشروع سيكون على اجساد المقاومين البواسل والشرفاء من العرب اللبنانيين وغير اللبنانيين.‏

ولا نغالي إذا قلنا ان مسألة رسم مخطط الشرق الأوسط الجديد لا يمكن ان يتم طالما هناك شعوب مازالت مؤمنة بحتمية انتصارها على قوى الشر والعدوان التي تحاول النيل من وجودنا وعزتنا وكرامتنا واستقلالنا,ووجودنا كأمة عريقة لها حضارتها ومكانتها بين الأمم والشعوب.‏

ومن يتابع تحركات السياسة السورية يلحظ وبوضوح تام أن الجهد السوري الداعم للمقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية انما ينصب في مواجهة مخططات التقسيم التي يريد تنفيذها الامريكان ومعهم بعض الدول الاوروبية وبعض العرب المتأمركين او لنقل المتصهينين من خلال اداتهم في المنطقة اسرائىل من جهة,وبما ينسجم مع الموقف الذي طرحه الاخوة اللبنانيون والمتمثل بانسحاب فوري وغير مشروط الى ما وراء الخط الأزرق,وتبادل الاسرى والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة,وتعزيز قوات الامم المتحدة من جهة ثانية,هذا الموقف الذي عبر عنه السيد الرئىس بشار الاسد من خلال اللقاءات والاتصالات التي تمت مع قادة ورؤساء العديد من الدول,وعبر عنه ايضا وزير الخارجية السوري خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت ان سورية كانت وما زالت الداعم الرئىسي والاساسي للبنان المقاوم ومهما كانت النتائج,وإن ازعج هذا الموقف بعض الذين ارتموا في احضان امريكا واسرائىل.‏

إن الموقف السوري كما قلنا هو موقف الصمود والمقاومة التي لقنت العدو الصهيوني ومن معه درسا لن ينساه من خلال المواجهات البطولية التي خاضها المجاهدون الابطال,بطبيعة الحال هذا الموقف وكما قلنا لم يرق لبعض اللبنانيين الذين ما زالوا يكنون لسورية وقائدها وشعبها العداء نتيجة ارتماء هذا البعض في احضان العدو الصهيوني من جهة,ولتنفيذ المخطط الذي رسمه اعداء الأمة العربية لتقسيم الارض العربية وجعلها تحت الوصاية والهيمنة الصهيونية,لكن سورية ومعها كل الشرفاء لن تحيد عن موقفها الداعم والمؤيد لكل من يقاوم المحتل الغادر مهما كانت الاثمان بمحض ارادتها كي تكون مع المقاومين الابطال,والمناضلين على امتداد الارض العربية,تحمل الهم العربي والعزة والكرامة,لا يثنيها عن خطها أي قوة في الدنيا لأنه خط الكرامة والعزة والاباء والمحافظة على الاستقلال الوطني الذي انجزه الشهداء بدمائهم الزكية الطاهرة.‏

ismaiiljaradat@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية