تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حـدث في يـوم المسـرح..ربمـــــا يمتعنـــا ما لـــــم يحــــدث بعــــد.. !

ثقافة
الأحد 21-12-2014
سعاد زاهر

تقريبا.. ترك كل شيء خلفه ومضى.. لم يحن بعد أوان انجاز أي شيء.. !

على غفلة من ساكنة المسرح قدم عوض (عمر عنتر) حاملا عدته، هز سكون المسرح وبرودته، يريد التحضير لاحتفال يوم المسرح العالمي، لقاؤه الصدامي مع زينة (آلاء مصري زاده) المهجرة، يتحول سريعا بعد أن تلامس مشكلته العاطفية وتقنعه القذائف المنهمرة بسوء وضعها.. فتعود ثانية إلى المسرح..‏

المسرحية التي يعرضها مسرح القباني حدث في يوم المسرح يوميا الخامسة مساء، اختار مخرجها المهند حيدر نص الكاتب وليد اخلاصي، لكن مع تعديله ليناسب الوضع الراهن السوري، مدخلا حكاية مهجرة اضطرت إلى الإقامة في المسرح المهجور، إلى ان يأتي مدير منصة يريد توضيبها للاحتفال بيوم المسرح ويكتشف حكاية زينة، وتتقاطع حكايته مع حكايتها.. الحروب تجعل المآسي الفردية متشابهة، الاختلاف يكمن في التفاصيل فقط.. !‏

مع أن حكاية الفتاة بدت هي الحامل الرئيسي للعرض، إلا أنها تلتقي مع حكاية عوض مدير المنصة الخائب المفجوع بخيانة حبيبته أو الشخص الوحيد الذي فهمه في الحياة.. وكأنه حكم عليه أن يبقى خارج منطق اللعبة الحياتية التي أتقنتها حبيبته سريعا وانخرطت بها، تاركة إياه غريبا على منصات المسارح التي يجهزها للعروض معتقدا ان لاشيء يمكن أن يسير بدونه.. !‏

يحاول العرض التركيز على التفاصيل الإنسانية وهنا تكمن قوته الوحيدة.. ولكن وان نجح بتقديم لمحات خاطفة لظل معاناة حقيقية تعصف بأرواح بطلي العرض، الا انها لم تتمكن من إيجاد طريقها إلينا، بقينا عالقين معهم في دورانهم على خشبة المسرح ونقاشاتهم، حتى اننا في مشاهد عديدة عشنا تنافرا أدائيا ضيع اللحظة المسرحية.‏

وان اصر العرض على الاعتماد كليا على اداء بطلي العمل، وحدهما في الفضاء المسرحي، يحاولان البحث عن تناغم ادائي يعيد النبض للعمل، دون أن تتمكن النغمات الموسيقية القليلة من مساعدتهم.. في لحظات عديدة شعرنا أن كل ما في العرض ينشر برودة وجمودا تشبه جمود قطع الديكور تلك التي بقيت مرمية الا من استخدامات ثانوية.. !‏

حكاية عوض وزينة.. فجأة تتحول لتصبح ثانوية، اذا ان عوض ينتفض لنصرة المسرح، ويقدم الخطبة تلو الاخرى عن اهميته.. ولكن هذه اللمحات أتت بشكل مباشر وعلى شكل خطب يدلي بها مدير المنصة، للفتاة المهجرة، والمشكلة التي وقع فيها هنا العرض اختياره لفتاة لاتناسب كل هذا التمجيد المسرحي.. فهي اولا كما يقدمها العرض على أنها شبه امية لاتفقه شيئا في المسرح، والاهم أنها تعاني من أزمة اقتلعتها من جذورها ورمت بها هكذا في مهب الحياة دون أي سند.. تتقاذفها الاماكن المهجورة وقد يرمى بها في اي لحظة في الشارع، فهل هي مهيأة لتدخل اللعبة مسرحية اي كان نوعها.. حتى لو كانت مجرد رمز !؟‏

أراد العرض التحريض على خلق فعل تنويري، كلنا ندرك أهميته في ظل هذا الخراب المحيط بنا، انتقد طريقة التعاطي مع المسرح، والتعالي على الجمهور، وعدم امتاعه.... ولكنه لم يستطع الانفكاك مما انتقده والانطلاق نحو بعد مسرحي آخر.. يحركنا ويجذبنا كما أراد..!‏

في نهاية العرض حين يصفق الجمهور للعرض.. مشجعين اكثر منهم مقتنعين، وحين يصعد مخرج العمل الى الخشبة لتحية الجمهور، وهو يترصد من بداية العرض حتى نهايته حالتهم ومدى تفاعلهم مع العرض.. ندرك أنه بذل جهدا كبيرا مع مجموعته لامتاعنا.. وان ما يفعلونه انما أتى نتيجة ايمان حقيقي بدور المسرح واهميته ولكن مافعله صناع العمل أنهم قدموا لنا ما يشبه الطبخة المسرحية الجيدة ولكن بلا اي اضافات تظهر لذة المكونات.. !‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية