تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأمــــراض القادمـــــة... فـــي خفـــايا الحـــرب والعـــدوان

مجتمع
الأحد 21-12-2014
غصون سليمان

في روزنامة كل عام هناك مجموعة من المناسبات والأيام العالمية تحتفل بها منظمات الأمم المتحدة وحكومات الدول المختلفة كل على طريقته وفق الشعار العام الموحد للمناسبة..

بالأمس القريب كان الاحتفال بيوم المعوق العالمي وآخر لنقص المناعة المكتسبة (الأيدز) وقبلها يوم عالمي لمناهضة العنف ضد المرأة من كل أشكال التمييز..ناهيك عن يوم عالمي خاص باليتم ومكافحة التصحر والجوع والفقر وآخر للطفولة والشيخوخة والمخدرات والقائمة تطول..‏

وإذا ماتوقفنا عند هذه العالميات من المناسبات التي تتوزع ربما على أشهر السنة ألا يثير الانتباه ويبعث للتساؤل كم ظهرت وانشطرت وتكاثرت أمراض اجتماعية واقتصادية معرفية في هذا القرن، ولاسيما في السنوات العشر الأخيرة تفوق بخطورتها وكارثيتها وشقائها الإنساني الايدز وحتى الايبولا وانفلونزا الطيور، علماً أن هذا الأخير كان عدواناً مركبا استثمره بعض المتنفذين في مخابر دول الغرب للقضاء على اقتصادات بعض الدول من العالم النامي لتسهيل تسويق إنتاجها المادي والحيواني المختلف والسيطرة على مقدرات الدول الفقيرة..‏

وإذا كان مرض الايدز قد أحدث صدمة مجتمعية وأخلاقية عند العديد من البشر لاسيما وأنه ينتقل عن طريق الجنس والعلاقات اللاشرعية أو عن طريق الدم باستخدام بعض الأدوات الجراحية المستخدمة دون تطهير أو تعقيم..‏

فمابال منظمات الأمم المتحدة لاتستنفر قواها وتعلي صوتها وتجند منابرها الإعلامية واتصالاتها في كل الميادين لمكافحة ومحاصرة ورفض أخطر أنواع الأمراض البشريةالزاحفة عبر الفساد والإرهابي وفتاوى الدعارة والقذارة الذي سوق لجهاد النكاح الذي يعد أكبر امتهان وإذلال للشخصية البشرية والحقوق الإنسانية في المنطقة العربية ألا يعد الاغتصاب الماجن في وضح النهار لنساء وأطفال وفتيات عزل وقاصرات من قبل بهائم بشرية ينتمون لفكر الوهابية ودعم الدول النفطية من أخطر الاعتداءات على الكرامة والحرية الشخصية ألا يعتبر سبي النساء وإخراجهن من منازلهن ومخادعهن عنوة بعد قتل أزواجهن وذكورهن من أشقاء وأقارب فضيحة جاهلية مثيرة لاتقوى الصور والمشاهد البشرية رؤيتها دون الإصابة بدوار وخفقان قلب وانخفاض ضغط..‏

أيهما أشد فتكاً وعنفاً في توصيفات قواميس معاهدات منظمات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان وبين مايجري على الأرض السورية والعراقية والبحرينية واليمنية والليبية والفلسطينية وغيرها الكثير من الدول من فنون التعذيب والقهر والظلم والاستعباد للإنسان ذكراً كان أم أنثى ..‏

هل كان يتوقع أحد في هذا العالم المتمدن كما يدعي أن يسمع أويرى بأم العين.. كيف تشوى أجساد الأحياء من السوريين في أفران نار المخابز بدلاً من طهي رغيف الخبز..‏

هل تدخل هذه المنظمات في لوائح معاهداتها تجريم من تسبب بالويلات والحروب والعدوان على الدول ذات السيادة وتستهجن بالقول والفعل مافعله أولاد الزنا بنسائنا حينما نشرت أجسادهن العاريات من حياء هؤلاء الأقزام وكيف يجلدن ويصلبن ويحرقن.. ويخرجن من الحياة بلا وداع..‏

هل تلتفت المنظمات وتجدد معاهداتها في البحث عن الآثار التدميرية والأمراض السارية التي خلفتها الحروب والعدوان على الدول وتنظر بحجم المآسي البشرية..‏

التي مزقت الأوطان وهجرت السكان.. ولم يعد شيء كما كان....‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية