تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نعي بلا خجل

عين المجتمع
الأحد 21-12-2014
منال السمّاك

بعيداً عن توقعات الأبراج التي تحفل بها الشاشات الفضائية ، و التي يترقبها الكثيرون من متفائلين بعام أكثر سعادة ،

كما يتابعها بشغف المحبطون عملياً و عاطفياً و وطنياً ، هناك توقعات تحمل من المرارة و التشاؤم ما يؤرقنا على مستقبل وطن بعد نعي بلا خجل لطفولة رازحة تحت وطأة حرب باردة من قبل منظمة دولية كاليونيسيف ، فأعداد الضحايا روحياً و جسدياً و فكرياً مرشحة للزيادة حسب توقعاتهم مع إعلان المفوضية خفضها للمعونات المقدمة .‏

لقد تعددت الأسباب و الموت واحد على مرأى إنسانية مغيبة الضمير أمام مشهد تشييع طفولة بريئة ، بينما تحول العالم إلى نادب أو حافر للقبور و مفصل لأكفان بمقاسات أطفالنا أو مشيع غير معني إلا بأداء واجب العزاء .. ففي زمن الأزمة تلون الموت بألوان عدة قاسمها المشترك الظلم .. فهناك الموت خوفاً أو قهرهاً لفقدان أمن أسري و حضن أبوي .. و الموت جوعاً وعطشاً في ظل حصار جبان .. و الموت جهلاً بعد دعوة ظلامية بإحياء طقوس الأمية على خارطتنا السورية .. أو الموت سريرياً بعد عنف نفذ قصداً أو سهواً .. هذا غير الموت برداً وتهجيراً و تشتيتاً و غربة نفسية ومكانية ..‏

لم يخجل تقرير منظمة الأمم المتحدة عن وصف عام 2014 بالعام السيئ للطفولة على امتداد مساحة العالم الثالث ، بينما خص الطفولة السورية بالحصة الأكبر من ضياع مستقبلي و تهديد على الحياة في ظل تجنيد و موت مجاني ، فسبعة ملايين و ثلاثمئة ألف طفل تأثروا بالحرب الدائرة ليس بالرقم السهل ، و بينما يتسرب البرد القارس إلى القامات الصغيرة في مخيمات اللجوء في دول الجوار ، تتجدد المخاوف من أعداد متزايدة من الأطفال الذين يموتون برداً بعد أن أحصت المفوضية العليا للاجئين لغاية الآن سبعة حالات وفاة في صفوف الأطفال السوريين .‏

فهل سيبقى العالم مكتفياً بالفرجة والإحصاء و تخاطف أخبارنا العاجلة لتلوين شاشاتهم بمعاناة و قصة موت طفولتنا السورية و التنبؤ بمستقبل مظلم ؟..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية