|
قاعدة الحدث
في حين تطالب مجموعة أخرى على رأسها أميركا والاتحاد الأوروبي بتشديد العقوبات على سورية، هذا الانقسام هو ما ستدخل به هذه الأطراف إلى هذه القمة، علماً أن الصين ترفض حتى أن يتم إدراج الوضع في سورية على أجندة القمة، هذا ما أوضحه نائب وزير الخارجية الصيني تسوي تيانكاي، مضيفاً أن اللقاء يستلزم التركيز على القضايا الاقتصادية والدولية، ورأى أنه «رغم الاهتمام الدولي المكثف بالوضع في سورية، إلا أن القمة ليست المكان الملائم لمناقشتها، وأن القضايا السياسية والأمنية لم تبحث في القمة من قبل، ويجب ألا تطرح الآن» وأعلن أن «بكين سوف تشدد على مصالح الدول النامية»، إضافة إلى استمرار معارضة بكين لجميع القرارات المقترحة التي تلمح إلى احتمال تدخل أجنبي في سورية. في حين أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما محادثات قبيل القمة الاقتصادية في المكسيك بحث فيها الملف السوري وأزمة اليورو مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، وقال البيان الصادر عن البيت الأبيض «ناقش الزعماء التطورات الأخيرة في سورية وتبادلوا وجهات النظر بشأن أهمية إنهاء العنف (حسب زعمهم) ، والضرورة الملحة لتحقيق (ما اسموه) انتقالاً سياسياً»، علماً أن الخارجية الأميركية أقرت بوجود «اختلافات في وجهات النظر»، وقالت سوزان رايس إن أعمال العنف غير المتوقفة والفشل في تطبيق خطة عنان يمكن أن يؤديا إلى «السيناريو الأسوأ» في سورية، والسيناريو المتشائم هو «الأكثر احتمالاً»، أما دول الاتحاد الأوروبي فهي متمسكة بمواقفها السلبية تجاه الشعب السوري وحكومته، ومحاولاتها إيجاد الذريعة للتدخل العسكري، رغم إجماعها في مجلس الأمن الدولي على دعم خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لحل الأزمة في سورية. روسيا التي لم تشارك في قمة الثماني، ستكون لها مشاركة فعالة في قمة العشرين وإن اختيار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لها كساحة للقائه مع الرئيس الأميركي أوباما هو خيار يعكس حنكة سياسية ودبلوماسية، فهو يريد محادثات في أجواء دولية يكون فيها حضور لمجموعات دول تشاطر روسيا مواقفها، ففي مجموعة العشرين تشارك الدول التي تشكل معاً مجموعة «بريكس» إلى جانب دول أخرى منها من يؤيد المواقف الأميركية ومنها من يعارض هذه المواقف، وهذه ساحة مثالية لحديث يرقى إلى مستوى الند للند، قد لا يحقق نتائج، إلا أن لقاءً كهذا سيُفهم الولايات المتحدة أن العالم لم يعد أميركياً، وأن قوى كبرى كثيرة تقف اليوم إلى جانب المواقف الروسية. رفض العقوبات والتدخل الخارجي على سورية هو الموقف الذي تتمسك روسيا به وسوف تتبناه في قمة العشرين، فهي تعتبر أنه لا أحد يحترم خطة عنان، وأن المعارضة ترفض الدخول في حوار سياسي، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستمنع صدور أي قرار يجيز تدخلاً خارجياً في سورية، وأضاف: نريد تخطي اختلاف المقاربات حول الطريقة التي يجب أن تطبق بها خطة عنان، ويجب على الجميع أن يجلس إلى طاولة المفاوضات أو أن نتجه نحو خطابات إيديولوجية، ونعلن أن كل شيء هو ناتج عن خطأ النظام وأن الآخرين هم ملائكة. ولا بديل عن خطة عنان لتسوية سلمية في سورية وعلى الأطراف التي تجهد لإجهاض الخطة وتنفيذ أجندات خاصة بها أن تتوقف عن عرقلة الحل السلمي، وعدم تحديد سقف زمني لانجاز الخطة، فما دام لا يوجد سقف زمني لتسوية القضية الفلسطينية فلماذا الإصرار على هذا السقف في ما يتعلق بسورية؟ موضحاً أن المعارضة المسلحة لا تلتزم بالبند الخاص المتعلق بوقف العنف وعندما كان الجيش ينسحب من المدن كانت المجموعات المسلحة تنتشر في هذه المدن وتقوم بمهاجمة الجيش والأهالي وترتكب المجازر بحقهم. وستدعو روسيا إلى عقد مؤتمر دولي للتسوية السلمية في سورية تشارك فيه أطراف إقليمية مهمة مثل إيران والعراق ودول أخرى، وستتواصل مع جميع الأطراف والشركاء للاتفاق على المبادئ الأساسية للحل ليكون المؤتمر شفافاً وصريحاً، فمجلس الأمن هو أرضية للحوار، لكن يوجد لاعبون مهمون خارجه مثل الجامعة العربية وتركيا وإيران وجيران سورية لبنان والأردن والعراق يجب أن يتحاوروا للوصول إلى تسوية، وعلى الإعلام أن يلعب دوراً مهماً في إيجاد الحل في سورية وليس تصعيد العنف والإرهاب، وعلى الجميع تحمل المسؤولية في هذا الوقت. عارضت بكين وموسكو حتى الآن جميع القرارات المقترحة في مجلس الأمن الدولي التي تلمح إلى احتمال تدخل أجنبي في سورية، فهما مع الحوار للوصول للحل السياسي السلمي، ولكنهما لن تسمحا بأن تُفرض شروط الحوار من الخارج، لأن ذلك أمر مرفوض وهو لن يؤدي إلى حل راسخ، والرسالة التي وجهها لافروف للأطراف المعنية «لن تحصلوا على غطاء في مجلس الأمن لتكرار السيناريو الليبي، وأمامكم أحد خيارين، إما تدخل من دون مظلة دولية ستكون تكلفته السياسية والاقتصادية باهظة، أو خطة شاملة لتسوية الموقف يكون التنسيق فيها مع روسيا كاملاً باعتبارها لاعباً أساسياً لا يمكن بعد الآن تجاهل وزنه». |
|