تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جوقة شام تحيي روائع الزمن الجميل

ثقافـــــــة
الخميس 14-6-2012
نجلاء دنورة

جوقة شام مجموعة من المغنين الهواة جمعهم حب التراث الموسيقي الشرقي فعملوا جاهدين لإحياء هذا التراث وبث الروح فيه من جديد لإثبات وجوده على خشبات المسارح وترسيخه في آذان الجمهور.. جوقة شام وبعد نجاح حفلتها

التي قدمتها على مسرح الحمراء منذ قرابة الشهرين والتي عادت بحضورها الى الزمن الجميل الذي شهد روائع ما قدمه فنانو ذلك الزمن، أقامت الجوقة على مسرح الاوبرا بقيادة الفنان حسام الدين بريمو أمسية موسيقية شرقية اختارت فيها مجموعة من أغاني التراث الشامي والمصري المفعمة بالحب انطلاقاً من رؤيتها بأن جوهر الحب لم يتغير مع تغير شكله. خلال لقائنا الفنان حسام الدين بريمو قال: في هذا الوقت بالذات نحن بحاجة لعكس كل ما يجري اذا كان ما يجري حزن فنحن بحاجة الى فرح، واذا كان ما يجري قتل فنحن بحاجة الى الحياة واذا كان هناك لا حب نحن بحاجة للحب لذلك نركز على الحب في هذا الوقت لأنه مهم أكثر من أي وقت آخر. واضاف لقد اخترنا أغاني من التراث المصري الى جانب التراث الشامي فبالرغم من أننا نمتلك تراثاً فنياً عريقاً إلا أننا لا نعرفه فوسائل الاعلام لم تتمكن من إيصاله لنا، ولأن ما أنتج في سورية من كم ضخم من الأغاني في القرن العشرين مماثل لما أنتج في مصر، إضافة الى أن الفن المصري دخل الى قلوب جميع الناس وغزا الوطن العربي لذا هذا الفن يعيش في داخلنا ونملكه، لكن التراث السوري لا ينبغي أن يبقى في الظل إنما علينا أن نعمل على إطلاقه لنشره وتعريف الجمهور بأصالة تراثنا الفني، نحن فرقة صغيرة تحيي القليل من الحفلات لكن نقوم بما علينا فعله، من خلال حرصنا على ألا نقدم أي حفلة دون أن تتضمن على تراث سوري حتى نساهم بالتعريف به لأنه جميل جداً لكنه مخفي.‏

وأثناء أداء الجوقة لأغنيتي مشغول عليك، وبين الرضا والدلال كان هناك أداء فردي في كل من الأغنيتين من قبل مغنيتين من الكورال وعنه قال بريمو: في ذلك شيء من التنويع، إضافة الى امتلاكهما للصوت الجميل ولديهما الرغبة في تأدية مقطع بشكل فردي ولاننا كورال أعطيناهم هذه المساحة الصغيرة من الغناء الفردي خلال أداء الأغنيتين، فالكورال لا يروج للأغنية الفردية إنما للغناء الجماعي وهو الشيء الجميل الذي يميز الكورال.‏

وعن أهمية إحياء هذا النوع من الحفلات ومدى إسهامها في إحياء التراث الموسيقي الشرقي: أتمنى من كل فرقة في سورية تعمل في مجال التراث وتتاح لها الفرصة لإقامة حفلات أن تقدم الكثير من تراثنا، كما أتمنى من وسائل الإعلام أن تركز على تراثنا وتعرض الكثير منه لأنه متميز ويستحق الاهتمام.‏

وقدمت الجوقة في الأمسية أغنية (بالفلا جمال ساري) للفنان رفيق شكري وعمر هذه الأغنية نحو سبعين سنة، وأغنية (يا جارحة قلبي) أول من غنى هذا الأغنية نجاح سلام في أواخر أربعينات القرن الماضي، و(يا فجر لما تطل) التي غناها في خمسينيات القرن المنصرم الفنان مصطفى كردي وغنتها أيضاً المطربة نهاوند، ومن اغاني الفنان فهد بلان أغنية (يا ساحر العينين) وهي من ألحان عبد الفتاح سكر الذي قام بتلحين معظم أغنيات بلان.. وللموشحات في الأمسية نصيب ومنها (عادلي كف الملامة) لحنه عبد الرحمن جبقجي الذي يعد من أشهر ملحني الموشحات المحلية.‏

ومن التراث الساحلي كانت أغنية (يا محلا الفسحة)، ومن أجواء الغناء الطربي انتقلت الجوقة الى أجواء الرحابنة الخفيفة الظل لتؤدي (يالطيف) وهي احدى السكتشات التي غناها محمد مرعي لنبقى في إطار الحب لكن هذه المرة بلون طريف.. بعدها عادت الجوقة الى الموشحات حيث قدمت الموشح التراثي (يا نسيم الريح) للملحن العراقي حميد البصري، كما قدمت الجوقة أغنية من قالب الدور وهي (بين الرضا والدلال) للملحن المصري داوود حسني وهذه الأغنية عمرها نحو 100 سنة.‏

أما الأغاني المصرية التي قدمتها الجوقة في الأمسية فهي (مشغول عليك) للفنان كارم محمود ، و(امتى الزمان يسمح يا جميل) وهي من الأغاني المصرية الشهيرة، و(امتى حتعرف امتى) للمطربة أسمهان وهي من الأغنيات التي لاقت انفعالاً وانسجاماً كبيرين من قبل الحضور، واختتمت الأمسية بأغنية (اسأل مرة عليي) التي لحنها سيد مكاوي وغناها محمد عبد المطلب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية