تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دعم أم بديل

البقعة الساخنة
الخميس 14-6-2012
مصطفى المقداد

تأخذ عملية الحسم العسكري مع المجموعات الإرهابية المسلحة شكلاً جديداً تتناسب مع حجم الأسلحة الحديثة والمتطورة التي تستخدمها تلك المجموعات، وما تقوم به من مجازر فظيعة محاولة إلصاقها بالدولة مستغلة وجود المراقبين الدوليين

الذين يضعون أنفسهم في مواضع الشبهة في طريقة معالجتهم لحالات العنف، وطريقة أخذ الشهادات الميدانية التي تتجاهل طرفاً أساسياً في معظم الأحيان، فيما تركز على تسجيل شهادات المسلحين الخارجين على القانون، وأبناء البيئة الحاضنة لهم والمتعاونة معهم.‏

وتستمر المساعي السياسية على المستوى الدولي لتأخذ منحى جديداً يدفع بالأزمة نحو وجود حل دولي فقط، وذلك من خلال الدعوة لعقد مؤتمر دولي سواء في المكسيك أو موسكو.‏

ويبدو أن عمليات التصعيد المعادي المدروسة وما رافقها من ارتكاب لمجازر على الأرض أسهمت في تعزيز الرؤية الدولية باتجاه عقد مؤتمر دولي لبحث الأزمة في سورية المستمرة منذ خمسة عشر شهراً بحيث تتوصل الدول الكبرى إلى توافق أممي لإيجاد مخرج لا يتشابه أبداً مع أي نموذج في الدول العربية التي شهدت توترات واحتجاجات وتلك التي مازالت تشهد احتجاجات يسعى الإعلام الدموي لطمسها وتغييب أحداثها اليومية.‏

المؤتمر الدولي بشأن سورية قد يشكل مخرجاً مساعداً وداعماً لمهمة عنان لكنه يصطدم بتحديد قائمة المشاركين سواء على المستوى السوري ذاته أو على مستوى المشاركة الدولية، فالدول ذات العلاقة المباشرة بالأزمة لها دور أساس في حلها ولاينبغي استبعاد أي منها، لكن الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة تسعى بتقديم الدعم المباشر، فضلاً عن عدم اشراك الحكومة الشرعية مقابل عدم إشراك المعارضات الداخلية والخارجية.‏

ويبقى السؤال الأكبر حول احتمالات ونتائج هذا المؤتمر المرتقب. هل سيكون داعماً لمهمة عنان أم بديلا عنها، خاصة وأن عنان ومهمته تحظى بتأييد الأمم المتحدة ومجلس أمنها وهنا تكمن الإجابة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية