تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


آن الأوان

آراء
الخميس 14-6-2012
الشيخ حسن حيدر الحكيم

كان الجميع جالساً مترقباً عندما خرج القائد الأسد على منصة مجلس الشعب موجهاً كلماته المنتظرة إلى الشعب السوري و إلى العالم بأسره ولم يكن خافياً على أحد أننا جميعاً كنّا نترقب الأفعال وقد انتهكت المؤامرة بأظفارها الوطن والشعب والدولة.

ودعونا نعترف أننا كشعبٍ سوري على امتداد زمن المؤامرة بدا صبرنا قليلاً رغم وفرته أمام صبر قائدنا الأسد حيث بقي مصراً على الحوار مع من كانوا يمارسون أقسى أنواع الإرهاب و أشده ألماً و أقبحه بهتاناً حيث لم نشهد قبحاً أشد من قتل القتيل والمشي في جنازته، حيث كان من الواضح من بداية المؤامرة الأسلوب الاستفزازي الذي اتبعه هؤلاء الإرهابيون و دعاتهم و إعلامهم سعياً وراء انسياق الشعب السوري خلف الغرائز و العصبيات الدينية و القبلية لكن التزام القائد الأسد بالمعايير الأخلاقية وبالصبر السياسي و العسكري استطاع أن يضمن عدم تدهور الوطن إلى دمار شامل. كنا نتابع جميعاً إحساس هذا القائد بالمرارة والحسرة في نبراته وفي كلماته على شهداء الجيش و الضحايا ممن سقط من شعبنا العربي السوري في هذه المؤامرة و قد هالني بالخصوص حزنه على كل من سقط شهيداً في هذه المؤامرة سواء كان من الأصدقاء أم ممن تورطوا في الخصومة مع وطنهم وأبناء وطنهم وفي الحقيقة لم أكن أتخيل أو أتوقع قبل سماع كلمات القائد الأسد أن أخلاقية القائد الرفيعة ستكون أعظم وسيلة فعالة لتقويض المؤامرة وأن ما تكبده جيشنا الوطني من تضحيات و شهداء كان نابعاً من تصرفه و أدائه المتوافق مع دستوره الأخلاقي الوطني الرفيع رغم أن المؤامرة أوصلت الوطن إلى وضع حرج و مفزع و مع ذلك كان خطاب السيد الرئيس الأخير يشعل في أذهاننا عشرات الأسئلة : ( متى يكون المواطن صالحاً ؟ وكيف يصبح المواطن مجرماً؟ ومتى يكون المواطن عاقلاً ؟ ومتى يكون جاهلاً ؟ ماذا يكسب المواطن من كونه صالحاً ؟ وماذا يكسب المواطن من كونه مجرماً؟ وهل يبني هذا الوطن الصالحون أم المجرمون؟ ومن يهدمه؟ بماذا استعان هؤلاء الإرهابيّون ؟ من بنى لهم جسر العبور إلى وطننا ليفعلوا ما فعلوه ؟ )‏

آن الأوان أن تنتهي هذه المؤامرة، هكذا فهمت من كلمات القائد الأسد، آن الأوان لوعي شعبنا و تضحيات جيشنا أن تضع نهايةً لهؤلاء الإرهابيين المتآمرين الذين وضعوا أيديهم الدامية بأيدي الغرب المتصهين، آن الأوان أن تنتصر سوريّة شعباً و جيشاً و قائداً على من أراد تدميرها و إذلالها كما آن الأوان أن تصفي سورية حسابها مع الفاسدين الذين سرقوا قوت الشعب و عطلوا عمليات التنمية و التطوير، آن الأوان أن يقتص الشعب السوري و الجيش السوري بقيادة السيد الرئيس من أولئك الذين أشادوا قصور الفساد و تباهوا بالمال المنهوب لأنهم شركاء هؤلاء الإرهابيين في قتل أبنائنا و تدمير مؤسساتنا و إفقار شعبنا.‏

انتهى خطاب السيد الرئيس و قام الجميع و عيونهم تقول وتردد فحوى ما سمعوه من القائد، فالصورة اكتملت واللعبة انكشفت فقد آن الأوان .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية