|
حديث الناس ولئن كانت الجهود رائعة في دمشق لتحويل أهم حدائقها ومسطحاتها الخضراء إلى مناظر خلابة وألعاب محببة للأطفال، فإن المشكلة لا تزال في كيفية الاشراف عليها وإدارتها.. والمزعج فعلا أن نجد تلك الحدائق الجميلة يستغلها بعض الباعة الجوالين بشكل غير لائق وبطريقة تدعو للشفقة أحيانا وللانزعاج غالبا إذ يتعامل بعضهم مع الحديقة وكأنها من ممتلكاتهم الخاصة ويشغلون عدة أطفال في بيع الشاي والقهوة والمتة والكازوز وحتى النرجيلة. ونسأل: لماذا هذا الفلتان في بعض الحدائق بشكل يزعج الزوار ويقلق راحتهم وأين الرقابة التي تضع حدا لهؤلاء عوضا عن تركهم بلا أدنى شروط من الضوابط المهنية والسلوكية.. وهل عجزنا عن ابتكار أسلوب حضاري بسيط لبيع بعض المأكولات والمشروبات بأسعار رمزية تناسب رواد الحدائق من أصحاب الدخل المحدود أو من زوار المدينة؟. وبالمقابل.. وبعيدا عن العاصمة نجد أن المناطق المحيطة بالمدن الكبيرة ومراكز المحافظات ليست أحسن حالا فهي تفتقر أصلا للحدائق وحتى إن وجدت فهي مهملة للغاية.. والمفارقة أن نجد وعلى بعد أمتار من تلك الحدائق المهملة منتزهات خاصة أو حدائق تابعة لمجالس المدن مستثمرة وتدب فيها الحياة والنشاط كتوفر ألعاب أطفال وتراسات وأماكن للراحة مقبولة وإنما لا يمكن الدخول إليها لأسعارها المرتفعة.. فهل عجزنا عن إحياء الحدائق المنسية أو تنفيذ الحدائق العامة الملحوظة على مخططات المدن والبلديات دون السؤال عنها لا من قريب أو بعيد؟ وبالمناسبة الحدائق العامة ليست ديكورات أو وسائل إيضاح إنما لها وظيفة مهمة وهي الترويح عن النفس.. فهل سنقف وقفة صادقة لتقويم أدائها من النواحي الوظيفية الاجتماعية والنفسية لها هذا إذا افترضنا أن البعدين الجمالي والبيئي محققان فيها بشكل تلقائي. إن المتابعة لواقع الحدائق باتت مسألة ضرورية من قبل مجالس المدن والبلديات وهي حق للسكان خصوصا للأطفال والنساء وكبار السن الذين يقطنون قربها ومن غير المعقول أن تبقى الأوساخ في كل مكان ودورات المياه غائبة أو غير نظيفة, عدا عن إهمال ألعاب الأطفال وبقية وسائل الراحة والخدمات الضرورية لها. |
|